إستبعاد تورط quot;حزب اللهquot; في العملية لا يُلغي الأسئلة حول أبعادها
التحقيق في إطلاق الصواريخ من لبنان مصيره الأدراج
السيّد غيّر رأيه : عادت لغة الصواريخ |
إيلي الحاج من بيروت: إنهمك السياسيون اللبنانيون في تحليل أبعاد إطلاق الصواريخ على إسرائيل من الجنوب لليوم الثاني على التوالي، وبدوا في غالبيتهم ميالين إلى القول إن quot;حزب اللهquot; ليس الجهة التي أطلقتها وإن لاحظوا عدم رفضه لهذه العملية، في مقابل تأييد quot;الجبهة الشعبية ndash; القيادة العامةquot; للعملية من دون أن تتبنى المسؤولية عنها ، لتبقى عملية يتيمة بلا أب أو أم.
وعوّل هؤلاء على عدم مصلحة إسرائيل في فتح جبهة ثانية مع لبنان بموازاة جبهة غزة، وكذلك عدم استعداد الشيعة في لبنان لتأييد حرب ثانية شديدة الكلفة مع إسرائيل خلال سنتين فقط.
ورغم ما تردد عن توقيف الأجهزة الأمنية متورطين من quot;حماسquot; في إطلاق الصواريخ ، أكد المتابعون في بيروت أن القضية مصيرها البقاء في الأدراج لأن لا مصلحة لأحد في كشف الجهة المسؤولة عن هذا العمل. ولفتوا إلى أسلوب رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في معالجة هذا الوضع عبر إتصالاته بكل الأفرقاء السياسيين المعنيين لتوضيح أهمية تمسك لبنان بالقرار 1701 ، ولم يستثن من هذه الإتصالات أي من القيادات السياسية والدينية وحتى النائب الجنرال ميشال عون الذي كان حمل عليه بشدة قبل أيام مطالباً باستقالته بسبب مسائل إدارية ومالية.
ولاحظ المراقبون في بيروت أيضاً أن مواقف اسرائيل من اطلاق صواريخ الكاتيوشا من لبنان عكست رغبتها في عدم التصعيد أو فتح جبهة ثانية، علماً ان الجيش الاسرائيلي يعدّ نفسه لكل الاحتمالات على قاعدة ان الساعات أو الأيام المقبلة ستكون حاسمة. ولفتوا إلى ما نشرته صحيفة quot;هآرتسquot; معتبرة ان اطلاق الكاتيوشا من لبنان كان بإيعاز من ايران، التي اتصل وزير خارجيتها منوشهر متكي بعدد من وزراء الخارجية في اوروبا قبل الهجوم الاسرائيلي على غزة، محذرا من أن إسرائيل ستجد نفسها أمام جبهات جديدة إذا هاجمت القطاع.
وظلت اللهجة العالية التي تكلم بها الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله في الأيام الأخيرة تفرض نفسها على الوضع في لبنان . ويرى المتابعون أن الأيام المقبلة ستوضح صورة الوضع وما هي وجهة quot;حزب اللهquot;، فهل يريد فتح جبهة جديدة ضد اسرائيل أم سيختبئ وراء تنظيمات فلسطينية نافيا معرفته بالجهة التي تطلق الصواريخ ؟ وماذا يمكن أن يكون رد فعل إسرائيل في هذه الحال؟
وبمعزل عن الارتدادات الاقليمية المهمة التي يتوقعها العديد من الخبراء والمحللين لتطورات حرب غزة في لبنان، ثمة من يتوقع ارتدادات داخلية مباشرة، يتعلق أبرزها في تحديد النظرة الى سلاح quot;حزب اللهquot;، وتاليا الىquot; الاستراتيجية الدفاعيةquot; التي تبحث في جلسات الحوار الوطني، اضافة الى ان جهات في ١٤ آذار/ مارس ستبادر الى طرح موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات والذي يأتمر بأوامر تأتيه من قيادته في دمشق.
وغني عن القول إن حسم موضوع الاستراتيجية الدفاعية سيستغرق مدة طويلة تمتد إلى ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة في 7 حزيران / يونيو .
وبعد الانتخابات التي يراهن الطرفان على نجاحهما فيها، يحتمل أن تطرأ متغيرات كثيرة على صعيد المنطقة ككل ويكون الرئيس الاميركي الجديد باراك أوباما قد تسلم مهماته وظهرت السياسة التي سيعتمدها لحل أزمة الشرق الأوسط.
ويبقى الخوف كل الخوف في قابل الأيام من خطوات متسرعة غير مدروسة على غرار ما تحدث عنه رئيس المكتب السياسي لحركة quot;حماسquot; خالد مشعل بقوله للأديب الفرنسي اليهودي مارك هالتر الذي التقاه يوم الجمعة الماضي في دمشق quot;ان حماس لم تكن قد خططت لادارة حرب مع اسرائيل، وكل ما أرادته هو اجراء استفزاز بسيط لا أكثر. ولم تتوقع أبدا ان يأتي ردها بهذه الضخامةquot;.
ذلك أن لبنان تحمّل سابقاً نتائج خطأ من النوع الذي تتحمل تبعاته غزة وأهلها هذه الأيام . والمؤمن يجب ألا يُلدغ من الجحر مرتين.
ويبقى الخوف كل الخوف في قابل الأيام من خطوات متسرعة غير مدروسة على غرار ما تحدث عنه رئيس المكتب السياسي لحركة quot;حماسquot; خالد مشعل بقوله للأديب الفرنسي اليهودي مارك هالتر الذي التقاه يوم الجمعة الماضي في دمشق quot;ان حماس لم تكن قد خططت لادارة حرب مع اسرائيل، وكل ما أرادته هو اجراء استفزاز بسيط لا أكثر. ولم تتوقع أبدا ان يأتي ردها بهذه الضخامةquot;.
التعليقات