التوتر من جبهة المتطرفين الإسلاميين المنتمين لتنظيم القاعدة
القاعدة في اليمن .. كرة قدم تحقق أهداف لاعبين آخرين!
أحمد السلامي وموسى النمراني من صنعاء: يدرك المتابع للوضع الأمني في اليمن أن الأمور تزداد توترا باتجاه الحدود مع الجارة السعودية، ليس على مستوى العلاقات السياسية فهي أكمل حالاتها انسجاما وتناغما إلى حد التطابق الذي يزعج المندين باستقلالية القرار اليمني، ولكن التوتر يأتي هذه المرة من جبهة المتطرفين الإسلاميين المنتمين لتنظيم القاعدة انتماء تنظيميا أحيانا، وانتماء فكريا أحايين أخرى، وهو ما يؤكده تحليل حديث لمرافق شخصي سابق لزعيم القاعدة حيث قسم القاعدة إلى جيلين الأول هو ماقبل أحداث سبتمبر حيث وصفه بأنه كان يعمل بتخطيط مركزي يهدف إلى تنبيه الشعوب إلى أن أرضها مستعمرة على حد قوله ، والثاني جيل مابعد أحداث سبتمبر حيث تأتي عملياته بطريقة انتقامية .
مع كل حادث أمني تتجه فيه الأنظار القاعدة تتجه أنظار القاعدة إلى الحدود من أجل فتحها تأكيدا لمبدأ واحدية الأرض والهدف واتحاد أرض المعركة وإن تعددت جبهاتها، ومؤخرا أكد مصدر أمني يمني أن السلطات اليمنية بدأت بنشر مئات الجنود في مناطقها الحدودية (مع السعودية) تحسبا لتسلل أعضاء من تنظيم القاعدة إلى أراضيها بهدف تنفيذ مخططات إرهابية ضد مصالح أجنبية ومنشئات حيوية في اليمن.

وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء اليوم انتشاراً مكثفاُ لرجال الأمن الذين باشروا بتنفيذ حملة تفتش واسعة امتدت إلى عدد من المدن الرئيسية بحثاً عن مطلوبين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة. وتتصاعد وتيرة الاستنفار الأمني في صنعاء منذ إعلان تنظيمي القاعدة في اليمن والسعودية الأسبوع الماضي عن اندماجهما وتشكيل قيادة مشتركة للتنظيم الجديد بزعامة ناصر الوحيشي (أبو بصير) بالاضافة إلى قاعدي آخر عائد من جوانتنامو يحمل الجنسية السعودية ، وأضاف المصدر الأمني في تصريحات صحفية إن هذه الإجراءات جاءت عقب حصول أجهزة الأمن اليمنية على معلومات تفيد بمحاولة تسلل بعض عناصر القاعدة في السعودية إلى الأراضي اليمنية بهدف الانضمام إلى زملائهم المتواجدين في اليمن و شن هجمات إرهابية مشتركة ضد المنشئات الحيوية والمصالح الأجنبية في البلاد.
وكشف عن اعترافات متهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة بينهم سعوديون بتلقيهم دعم لوجستي من جهات خارجية لتنفيذ هجمات إرهابية تستهدف مصالح أجنبية على رأسها السفارتين الأمريكية والبريطانية بصنعاء،وكانت وزارة الداخلية اليمنية أعلنت أمس أن قواتها تمكنت من إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص في محافظة مأرب من المطلوبين للأجهزة الأمنية إثنان منهم يمنيان لم يكشف عن هويتهما بعد، بينما تشير معلومات خاصة إلى المعتقل الثالث كويتي الجنسية وأن والده مقيم في اليمن منذ مدة طويلة، وبعد إعلان التنظيم الموحد للقاعدة أكد السفير اليمني في الرياض أن اليمن لن تسمح بأن تكون أراضيها منطلقا ففإضرار بأي دولة من دول الجوار مشيرا إلى المملكة السعودية كما أكد في مقابلة له مع جريدة عكاظ أن اليمن quot;تعانيquot; من حدود برية طويلة مع جارتها السعودية، وقال لن يصل تنظيم القاعده لأهدافه من خلال اليمن مؤكدا أن القاعده أصبحت في أضعف مراحلها، لكنه أمرلا يؤكده الساسة اليمنيون، ولا مايبدوا من حراك أمني إثر كل تهديد غير معروف المصدر.
كما أن اللقاءات التي تتواصل يوميا بين الرئيس اليمني وبين الشخصيات القيادية من المشائخ ورجال الدين والعائدين من أفغانستان لا تكفي للحكم عليها بأنها جهود لمحاربة الإرهاب ، ويقول مهتمون أن الحراك الإعلامي للقاعدة فيما يخص السعودية ليس سوى محاولة لابتزازها باستخدام ورقة الإرهاب وقال مصدر مطلع رفض الكشف عن اسمه أن النظام يستخدم أوراق في غاية الخطورة ليلعب بها في علاقاته الآنية مع دول الجوار أو الانظمة الكبرى مؤكدا أن قيام القاعدة بالإعلان عن قيادة جديدة في تشكيلتها أحد العائدن من جوانتنامو كان بإيعاز من الأمن اليمني لإثناع الأمريكان بتسليم المعتقلين اليمنيين إلى اليمن بعد أن كان هناك مقترح أمريكي بتسليمهم إلى السعودية لضمان عدم عودتهم لممارسة الإرهاب وقال quot;أرادوا أن يقولوا للأمريكان أن النظام السعودي ليس أفضل حالا منا مع الإرهابيين quot;