قضيّة خلية حزب الله تقوّي دور مصر

بدء النظر في قضية خلية حزب الله

مصدر في حزب الله: سامي شهاب لن يعدم

خبير: مؤشر لاحتواء الأزمة بين مصر وخلية حزب الله

نبيل شرف الدين من القاهرة: مرة أخرى يعود لواجهة الحدث المحامي والناشط المصري منتصر الزيات، والذي ظل لنحو ربع قرن يوصف بأنه محامي الجماعات الإسلامية في مصر، فقد أعلن اعتزامه التقدم إلى لجنة شؤون الأحزاب المعنية بالترخيص للأحزاب السياسية، للحصول على رخصة تأسيس حزب جديد يحمل اسم: quot;حزب الاتحاد من أجل الحريةquot;، وأكد أنه سيقدم حافظة المستندات المطلوبة خلال منتصف شهر أيلول/سبتمبر الجاري.

وأعلن الزيات تقاعده نهائياً عن قبول أي توكيلات جديدة في قضايا العنف الديني في مصر بعد الانتهاء من قضيتي quot;شبكة حزب الله quot; وخلية الزيتون، اللتين تنظران حاليا أمام القضاء المصري، لافتا إلى أنه غير موكل للدفاع عن اللبناني سامي شهاب الدين لكنه حصل على توكيل للدفاع عن عشرة متهمين آخرين في القضية ذاتها التي اشتهرت باسم quot;خلية حزب اللهquot;، ونفى الزيات خلال مقابلة مع برنامج quot;مانشيتquot; الذي تبثه فضائية (ON Tv) المصرية ذات التوجه الليبرالي، أن يكون التقى أمين عام حزب الله حسن نصر الله لدى زيارته لبنان أخيراً، لكنه التقى بالفعل مسؤولين من الحزب وأهالي بعض المتهمين في القضية، وأكد أن المحامي الدكتور سليم العوا سوف يكون محل ثقة كاملة من قبل أهل المتهم اللبناني سامي شهاب الدين .

وفي معرض تعقيبه على ما تردد بشأن اعتزامه الهجرة والحياة في قطر لضيقه بالأوضاع السياسية في مصر، نفى الزيات أن يكون قد صرح بذلك، كما أشار إلى أن كافة البلاد العربية ترحب به زائراً فقط وليس مقيما فيها لأسباب يعلمها جيداً وأهمها علاقته بملف قضايا الجماعات الإسلامية الشائك .

واستدرك الزيات مشيراً إلى أنه quot;يتعاون بالفعل مع مكتب في قطر، وله هناك أيضاً بيزنس خاص به في الدوحة، كما يسافر مرة كل شهر تقريبا، لكن مسألة الاستقرار يستبعدها نهائياquot;، ومع ذلك فإن منتصر الزيات لم يخف ضيقه مما وصفه ببعض المضايقات التي يتعرض لها بين الحين والآخر، لدرجة الإحساس بأنه quot;غريب في بلديquot;، على حد وصفه، وإن لم يشأ الخوض في تفاصيل تلك quot;المضايقاتquot; التي تحدث عنها
واستبعد الزيات القبض على أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى من قبل أي قوة في العالم، مشيراً إلى أنهما يختبئان في مكان لا يستطيع مخلوق الوصول إليه، وهما يتمتعان بذكاء حاد ما يصعب التنبؤ بما يفكران به، وقال إن آخر اتصال أجراه مع الظواهري كان في لندن قبل عشر سنوات تقريبا ، لكنه يعرف كيف يفكر الظواهري وصاحبه بن لادن .

جيل الإنترنت
وتحدث الزيات عما أسماه quot;جيل الإنترنتquot; من هؤلاء الشباب الذين يتورطون في quot;العنف لمجرد العنفquot;، وقال : quot;أنا لست على استعداد للدفاع عن هؤلاء مهما كان الثمن لأن الوضع القائم يسمح حاليا بحوار جاد ومثمر نسبيا مع الدولة رغم وجود بعض العقبات، وأضاف الزيات قائلاً: quot;لن أقبل بكل قضايا العنف الديني مجدداً لأني لست تحت قدم الأولاد الذين يريدون البداية مجدداً في طريق انتهى تماماً، فالجماعات الإسلامية الكبرى أقرت مراجعات وصلت فيها لنتائج جيدة، وليس من المنطقي أن يأتي هؤلاء الأولاد بعد حدوث انفراجة بين أجهزة الأمن والجماعات الإسلامية، وأضاف بلغة حادة :quot;لن يحدث أن كل من يقول وإسلاماه أن يجدني بانتظاره تحت قدميه، فهؤلاء الأشخاص يعملون (بدماغهم)، ولا يستفيدون من تجارب الآخرين الذين سبقوهم لهذا الدرب .

وواصل الزيات تصريحاته المثيرة قائلاً quot;على الرغم من أن المراجعات تنص على عدم إشهار السلاح في وجوه بعضنا البعض، إلا أن هؤلاء الشباب يعانون فراغًا وليست لديهم قدوة لهذا فإنهم يلهثون وراء الإنترنت الذي يمكن أن تجد فيه مواقع تشرح لك كيف تصنع قنبلة وكيف تصنع إرهابياً، هذا في الوقت الذي تضيق فيه أجهزة الأمن على تحركات القادة أو الشيوخ الذين أطلقوا المرجعات الفكرية الشهيرة .
وأوضح الزيات السبب في تأخير التقدم للحصول على رخصة بتأسيس الحزب الذي سبق وأعلن عنه قبل عام، وهو أن 350 من توكيلات المؤسسين سرقت من مكتبه الخاص، وتوقع الزيات أن يكون مصير طلبه بترخيص هذا الحزب هو الرفض من قبل اللجنة المعنية على غرار ما حدث في تجربة quot;حزب الوسطquot; حيث رفضت الترخيص لوكيل مؤسسي الحزب الإسلامي أبو العلا ماضي، الذي انشق عن جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; قبل أعوام، وراح ينحو منهجاً مغايراً يبدو أكثر حداثة ومرونة، في ما يتعلق بطريقة التعاطي مع الإشكاليات السياسية والاجتماعية المحتدمة على الساحة المصرية .

غير أن الزيات الذي اشتهر بمعاركه السياسية الشرسة طوال عقود مضت، أكد أنه سوف يستمر في المحاولات الواحدة تلو الأخرى، للحصول على الرخصة في ظل الانفراجة القائمة بين الدولة والتيارات المعارضة على تنوع مشاربها ما دامت لا تمارس العنف ولا تحرض عليه أو حتى تحبذه، وأكد التزامه أن يترك منصب وكيل المؤسسين بمجرد الحصول على الرخصة ليبقى مجرد عضو في الحزب فقط .