السفيرة الأميركية لدى دولة الكويت ديبورا جونز |
عامر الحنتولي من الكويت: تحركت السفيرة الأميركية لدى دولة الكويت ديبورا جونز في أكثر من إتجاه في الداخل الكويتي لتشرح قصة مزحة ونكتة أطلقتها، بحسن نية، خلال ندوة في معهد واشنطن للدراسات والأبحاث خصّصت لمناقشة الوضع الكويتي، إذ شوهدت جونز تتجول بين ديوانيات كويتية مؤثرة لتشرح قصة المزحة التي كانت قاب قوسين لتلقي بظلال قاتمة على العلاقات الكويتية - الأميركية، خصوصًا في ظل تحركات برلمانية لمحاسبة الحكومة الكويتية على صمتها حيال تصريحات جونز التي إعتبرت مسيئة بحق مجلس الأمة الكويتي. إذ عبّر النائب الكويتي محمد هايف المطيري صراحة عن رغبته في أن تطرد الحكومة الكويتية سفيرة الولايات المتحدة عن أراضيها في أسرع وقت ممكن، إلا أن الجهد الخاص الذي بذلته جونز حتى الآن يعطي إنطباعًا بأنها نجحت في تكريس حقيقة ما قالته، ولا سيما أن الترجمة الحرفية المنشورة في وسائل إعلام كويتية وأميركية لمحاضرتها قد ساندتها بقوة.
يأتي ذلك في وقت علمت فيه quot;إيلافquot; بأن السفيرة جونز ستقوم بزيارة في غضون الأسابيع المقبلة الى مقر مجلس الأمة الكويتي للإلتقاء بأكبر عدد ممكن من النواب لإطلاعهم على حقيقة الأمر، قبل طي الصفحة نهائيًا، وسط معلومات بأن حلقات القرار الكويتية قد طالبت بعدم تحميل القصة أكثر مما تحتمل، خصوصًا في ظل الأوضاع إستغلالاً لأي شاردة أو واردة لصنع أزمة سياسية، إلا أن المفارقة الواضحة حتى الآن هو أن البرلمان الكويتي لم يستطع إمتلاك هامش للمناورة في هذه القضية بحثًا عن تكييف ما لها ليصنع منها أزمة سياسية كبرى.
أمير الكويت: لن أسمح بالفتنة الطائفية مهما كان مصدرها الشيخ صباح لصحافة الكويت: كفى لعبا بالنار هناك خطوط حمراءإقرأ المزيد:
ولوحظ أمس أن ضابط إيقاع محترف داخل طبقات الحكم الكويتية هو جاسم الخرافي، رئيس مجلس الأمة، قد دخل على الخط بتصريح برأ فيه السفيرة جونز تمامًا مما نسب إليها، مؤكدًا أنه قرأ بنفسه نص محاضرتها ولم يجد فيها أي إساءة للكويت أو لمجلس الأمة، داعيًا على عدم تحميل المسألة أكثر مما تحتمل، خصوصًا وأن الخرافي كما قال، يعرف السفيرة جونز عن قرب ويعرف كذلك أنه لا يمكنها أن توجه إساءة إلى أحد، وأن ما قالته لم يكن أكثر من إساءة تفسير نوايا بشكل خاطئ، والأمر لا يستلزم الإعتذار أبدًا، فيما لا تزال جهات برلمانية كويتية تمحص خلف الحادثة برمتها بحثًا عن معطيات جديدة تؤكد أن السفيرة قد قصدت الإساءة فعلاً إلى المؤسسة البرلمانية الكويتية، لكن حتى الآن فإن المتعاطفين مع جونز والمناصرين لها يكثرون بعد أن تبين بأن كل ما قالته لم يكن أكثر من سؤال إستيضاحي وإستفهامي رمت من ورائه الى إضفاء جو من الفكاهة والنكتة وسط محاضرة سياسية تحكمت بها جدية الحاضرين الذين إمتلأت القاعة بهم في واشنطن.
ووفقًا لما شرحته جونز وهي تجول على ديوانيات كويتية فإنها أبلغت حضور ندوتها من المهتمين بالشأن الكويتي وطبيعة الأزمات السياسية الأخيرة بأنها لا تفهم إصرار جهات عدة داخل الكويت على وصف أربع نائبات حزن في الإنتخابات الأخيرة على مقاعد في البرلمان الكويتي للمرة الأولى بأنهن قطط، وعما إذا كانت هذه التسمية تعني بأن باقي أعضاء المجلس هم من الكلاب، شارحة بأن الحضور قد خرج من جديته المفرطة بعد هذه النكتة، إذ كان من بين الحاضرين عدة دبلوماسيين كويتيين لم يكن ليقبلوا أي إساءة تصدر بحق بلادهم لو كان ما قلته خلال الندوة جديًا أو إساءة لأعضاء البرلمان كما فسرها بعضهم.
وشرح مرافقون لجونز في عدد من ديوانيات الكويت أن مفردتي quot;كلابquot; و quot;قططquot; لا تستخدمان في المدلول الأميركي كشتائم ضد الأفراد لتحقيرهم وإزدرائهم، بل لا يخلو بيت في الولايات المتحدة الأميركية من كلب أو قطة، لكن قد يكون غاب عن ذهن السفيرة جونز وهي تلقي بمزحتها المدلول العربي السيئ جدًا تجاه المفردات ذاتها، ولاسيما أنها تستخدم في البلاد العربية للتحقير والإزدراء ضد الأفراد.
التعليقات