&
من التحديات التي فشلت في مواجهتها الحكومة موضوع التعويضات الكويتية على العراق. فمن الثابت ومن المعروف ان العراق بحاجة الى اعادة اعمار، وان المطلوب تخصيص اموال ومنح خارجية لدعم هذا الاعمار. في وسط هذه الالتزامات الملحة، سمحت الحكومة لابواق الضجيج النيابي بأن تطرح مسألة التعويضات على انها مسلمات، وعلى انها "حقوق" كويتية، وان التفريط فيها ليس من حق الحكومة. لم تعلن الحكومة حتى الان موقفها، حالها حال بعض القوى والشخصيات التي تؤيد الغاء التعويضات، ولكنها تخشى المجاهرة بذلك، مما ادى الى ان تصبح مسألة عدم التخلي عن التعويضات أمرا محسوما وقضية غير قابلة للنقاش، مع الاسف.
واليوم، تواجه الحكومة النواب المعارضين للتعويضات والمعارضين بالطبع لمساعدة العراق، او المشاركة في اعماره. واذا كان الشيخ محمد الصباح قد طرح في جلسة الاثنين بموضوعية ومصداقية وحرفنة ايضا دواعي ومسببات الالتزام الكويتي الحكومي بمساعدة العراق، فان هذا الطرح مع الاسف جاء متأخرا، وتم طرحه كردة فعل على المعارضة او المساءلة النيابية على التصرف بمبلغ المليار ونصف المليار الاخير الذي خصص للعراق. اي انه جاء في الوقت الضائع وبعد ان كسب الضجيج الشارع.
لقد قدمت الولايات المتحدة آلاف الملايين، بل مئات المليارات لتحرير العراق واعماره، والاولى بنا، حكومة وشعبا، ونحن المتمصلحين الاكبر والاسرع من استتباب الاوضاع في العراق، ان نكون - وعلى قدر استطاعتنا- بحجم كرم الولايات المتحدة ومسؤوليتها. ان الحكومة مدعوة الى الترويج لإعمار العراق ومطالبة بشرح مستلزمات ومتطلبات وتكلفة ذلك بشفافية وشجاعة، ومواجهة نواب الضجيج بالمنطق والحق. فالملاحظ، على سبيل المثال، ان نواب الضجيج من المعارضين لاعمار العراق او التنازل عن التعويضات هم اصحاب ضجة "البدون" ودعاة انفاق المليارات على استيعابهم في الكويت. أليس اعمار العراق فرصة لجعله دار امان ومنطقة جذب قد تنجح في اقناع "بدون" الكويت العراقيين في العودة الى اصولهم والتمتع بأجواء الرفاهية والرخاء وحتى الديموقراطية العراقية التي ستضاهي ما في الكويت..؟!













التعليقات