"إيلاف" من مسقط: أشارت إحصاءات محلية متعلقة ببرنامج المباعدة بين الولادات إلى أن حوالي 40% من النساء المنتفعات من البرنامج في السلطنة يستخدمن وسيلة (الحبوب) مقارنة بالوسائل الأخرى.
وجاءت هذه الوسيلة في مقدمة الوسائل المفضلة لدى المنتفعات في السلطنة منذ بدء برنامج المباعدة في أكتوبر من عام 1994م لأسباب تتراوح بين سهولة الاستخدام والراحة، ولسهولة الحصول عليها وعدم احتياجها إلى فحص داخلي كما هو الحال في اللولب مثلا، وربما يأتي تفضيلها نظرا للتجارب الشخصية المشجعة. ولا يختلف الأمر على الصعيد العالمي، ففي إحصائيات أجريت عام 2000م تجاوز عدد المستخدمات لحبوب المباعدة عالميا الـ100 مليون منتفعة في كافة أنحاء العالم.&
وتقول الدكتورة ياسمين بنت احمد بن جعفر ـ مديرة صحة الأسرة والمجتمع بوزارة الصحة حول حبوب منع الحمل أنها تعتبر من الوسائل البالغة الشيوع من بين وسائل المباعدة المعروفة في 78 دولة من مجموع 150 دولة التي تتوافر فيها الإحصائيات وهي اكثر شيوعا في الدول المتقدمة منها في الدول النامية، وفي آسيا تزداد استخدام هذه الوسيلة في دول شرق آسيا.
وتضيف أنه قد بدأ استخدام الحبوب كوسائل للمباعدة بين الولادات منذ أوائل الستينيات. وهي حبوب تحتوي على هرمونات أساسا موجودة في جسم المرأة، إلا أنها تتغير على مدى الشهر الواحد لتتسبب في نضوج وإفراز أحد المبيضين لبويضة واحدة غالبا، وفي حال عدم تلقيحها وحصول حمل تتفتت فتبدأ بعدها بفترة الدورة الشهرية.
وبإعطاء حبوب المباعدة يوميا وبالتسلسل تبقى هرمونات الجسم عالية فلا تنخفض وبمعنى آخر لن يحصل تبويض، وهكذا لا يحصل حمل وفي حال التوقف عن تعاطيها تنخفض الهرمونات بشدة دون أن يحدث نضوج أو نزول للبويضة فتبدأ المرأة دورتها الشهرية. وعلى مدى السنين بل عقود من الزمن استطاعت شركات الأدوية إنتاج حبوب تحتوي على اقل القليل من الهرمونات والتي في ذات الوقت تعطي نفس التأثير للتقليل ما أمكن من أعراضها الجانبية.
كما توضح الدكتورة ياسمين أن حبوب منع الحمل تأتي في شرائح تحتوي كل شريحة منها على 28 حبة، وعلى المرأة أن تأخذ حبة كل يوم في نفس الموعد وبدون انقطاع، وتساعد حبوب منع الحمل على تنظيم الدورة الشهرية وتخفيف النزف خلال الدورة كما تقلل من الآلام المصاحبة للدورة، وهي سهلة الاستعمال بالإضافة إلى أنها تخفف من احتمال الإصابة بفقر الدم والتهاب الجهاز التناسلي وسرطان المبيض والرحم والحمل خارج الرحم والأكياس الوظيفية للمبيض. وهي تتناسب مع المرأة التي يقل عمرها عن 35 عاما والتي لا تدخن ولا تعاني من أمراض في الجهاز الدوري أو أمراض الثدي أو الجهاز التناسلي، وعندما ترغب المرأة في الحمل ثانية فما عليها إلا أن تتوقف عن استعمال الحبوب فتصبح قادرة على الحمل خلال فترة قصيرة.
وعن الأعراض الجانبية المحتملة لحبوب منع الحمل توضح الدكتورة ياسمين أنها قد تسبب الصداع والشعور بالغثيان للبعض وهي أعراض غالبا ما تزول في الأشهر الثلاثة الأولى من ابتداء استعمال الحبوب وتنصح المرأة بالرجوع للمركز الصحي في حالة أصابتها بآلام شديدة في البطن أو ألم وضيق في الصدر أو آلام شديدة بالرأس أو الساقين أو حين انقطاع الطمث.