&
علي مطر من اسلام اباد: انها مجظوظة للغاية.. قالها المترجم وهو يتحدث عن ناسية البالغة من العمر 12 عاما والتي تعتبر من المتفوقات في مستوى الصف الرابع والتي تجلس وراسها منخقض على طاولة دراستها بعد ان اصبح التعليم امرا روتينيا في حياتها.
ولكن هذا الامر ليس اعتياديا بالنسبة للجميع وخصوصا
الفتيات في افغانستان.وحتى بعد مرور ما يزيد عن عامين على سقوط نظام طالبان.فلم يسمح للبنات بارتياد المدارس الا قبل عدة سنوات ولهذا فان 9 من كل عشرة افغنيات لا يعرفن الكتابة ولا القراءة.
ان افتتاح مدرسة للبنات في قرية كاتاجيل الصغيرة بالقرب من عاصمة اقليم كوندوز لهو امر خارح على المألوف ولا يزال يثير زوبعة وان كانت في فنجان بعد غياب طالبان عن الساحة.
250 فتاة سوف يتعلمن في هذه المدرسة الصغيرة التي بها القليل من الغرف والاثاث وبها حافلة وحيدة لنقل الفتيات اللاتي يسكن بعيدا عن المدرسة.
الصورة التي تعكسها مدرسة فتيات القرية تختلف كثيرا عن الصورة في مدينة كوندوز عاصمة الاقليم والتي يملؤها الغبار بسبب الازدحام وكثرة الحركة وبها منظر النساء اللاتي يحافظن ايما محافظة على ارتداء البرقع ويلبسن الملابس الساترة من الرأس الى اخمص القدمين غير عابئات بالتغيير الذي يطرأ على الاوضاع الاجتماعية والسياسية في افغانستان وكون هذا الاقليم يقع في شمال البلاد.
اما البنات والمدرسات في هذه المدرسة التي اقيمت بمساعدة المانية ويقوم مسؤولون سياسيون واغاثيون المان بزيارتها فانهن لا يغطين شعورهن باستثناء بعض الفتيات اللاتي غطين شعورهن بمناديل.ولكن لا يوجد اي اثر للبرقع في هذه المدرسة. تغيير جذري يحاول الاجانب ان يفرضوه على الفتيات في هذه الناحية وبدؤوا بالقرى وفق مخططهم لازالة الاثار الاجتماعة التي حافظ عليها الافغان ابا عن جد.
وهؤلاء الاجانب يعتبرون مسالة تعليم الفتيات امر هاما وياتي في مقدمة جهود الاعمار في افغانستان. وهم يشيرون الى ان المرأة قد كانت ضحية لعدة عقود والواجب ان يتم تغيير هذه الصورة في بلد يجب ان تكون المراة فيه ثائرة على التقاليد حسب رأيهم وان تكون من اول المكافحين ضد المنازعات وانتشار المخدرات.
والامر بطئ في تحقيق ما يصبوا اليه هؤلاء فالنساء العائدات من الخارج هن فقط القادرات على ابداء التغيير المطلوب في سلوكهن وهناك وزيرتين فقط في الحكومة القائمة في افغانستان حاليا وهذا من بين 30 وزارة.ولكن المخطط يتضمن جعل ربع البرلمان الذي سينتج عن انتخابات سبتمبر القادم من النساء.
وهذا من شانه ان يحسن الاوضاع امام ناسية التي ترغب في ان تكون صحفية يوما ما.وتقول مينا وهي مدرسة منذ مدة 19 عاما ان تدريس البنات ليس امرا سهلا في هذا البلد وانها اضطرت للتدريس سرا في عهد حكومة طالبان السابقة.
ولكن المترجم كان اكثر رغبة من الفتيات والمدرسات وزميلاتهن في شرح الاوضاع
فهو يقول ان النساء لا زلن تحت تاثير التقاليد ؛ فالاباء يعدون الاعراس و يرتبون لها ويلتقى كل من العريس والعروس لاول مرة يوم الزفاف بل ان المرأة تختفي وراء البرقع عن زوج المستقبل حتى الليلة الاولى لتكون بعدها المفاجئة.
ورغما عن الالتزام بتقاليد الزواج المجهز من قبل الاباء الا ان حفل الزفاف مكلف للغاية ويكلف 5000 دولار وهو امر يفوق تصور اكثرية الافغان.فالعامل الافغاني غير الماهر يحصل على 3 دولارات يوميا بينما يحصل المترجم على 200 دولار شهريا وهذا هو السبب وراء كون هذا المترجم الذي علق على الاوضاع غير
متزوج مع انه تجاوز سن الثلاثين.