من المؤسف ان تصبح اخبار العراق بالنسبة للشرفاء مصدرا للعذاب والكآبه... فغيوم الارهاب والفساد الاداري،وانحطاط وسفالة النخب السياسية، وتدني الوعي الجماهيري... هذه العوامل وغيرها غطت سماء العراق بغيومها سوداء، وكتب علينا نحن المؤمنين بعبادة الوطن العذاب اليومي من اخبار هذا الوطن الذي يفترس راحتنا وسعادتنا في كل لحظة!
أين نحن والحداثة السياسية؟
على صعيد شرعية السلطة التي هيوفق معتقدات الحداثة تستمدها من الشعب عن طريق الانتخابات.. نجد ان العراق يشهد تراجعا خطرا وانقلابا واضحا قامت به الاحزاب.. فالاحزاب الشيعية تطبق الان نظام ولاية الفقية في كافة المدن التي تخضع لهيمنتها وتعطي لسلطتها مبررا دينيا مقدسا يقمع صوت كل معترض على ممارساتها الضارة بمصالح الوطن.
ونفس الشيء ينطبق على الاحزاب الكردية التي استولت على السلطة بأسم الشرعية العشائرية عبر استثمار مشاعر الظلم والاضطهاد التي يشعر بها الشعب الكردي، وواضح ان السلطة لدى الاحزاب الكردية هي سلطة وراثية عشائرية لاتقيم وزنا لرأي الناخب، أما القوى السياسية السنية فهي مستعدة لعمل كل شيء من اجل العودة للسلطة حتى لو عن طريق همجمية قطع الرؤوس والتفجيرات، وبخصوص مهزلة الدستور فمعروفه قصتها.
اما عن دور العقل الذي هو عمود الحداثة.. فأن المجتمع العراقي يعيش حالة تجهيل وتراجع مريع يجعلنا نشعر بالذعر على وطننا.. فقد عمت المجتمع ممارسة الشعائرية الدينية الخرافية بفعل مخطط مدروس لاغراق ابناء المجتمع وتخدير هم في ممارسة الطقوس الحسينية وقد قامت بتنفيذ هذا المخطط المخابرات الايرانية بالاشتراك مع الاحزاب الشيعية، وعلى الجانب السني أنتشرت مفاهيم التطرف والارهاب والتكفير والقتل، وعلى الطرف الكردي تم احياء المشاعر القومية العنصرية... وتراجع دور العقل في تنظيم شؤون حياة الناس في عموم العراق.
واذا كانت الحداثة تقدس الحرية الفردية.. فأن الاوضاع في العراق الان كارثة حقيقية بخصوص هذا الامر، ولاول مرة منذ أكثر من - 100- عام العراق من دون دور سينما ومسارح، ولاول مرة تم فرض الحجاب على النساء والتضييق على الحريات الفردية للرجال وعموم المجتمع.
مؤلم اننا لانشاهد اي تقدم يذكر على كافة الصعد.. مما يؤكد يوم بعد اخر ماقلناه سابقا ضمن سلسلة: التحليل النفسي للشخصية العراقية والموجودة في ارشيف ايلاف، ومخلص الفكرة هو: ان البشر متساوون من حيث القيمة الانسانية بعيدا عن العرق واللون والدين... ولكن من حيث المواهب والقدرات والاستعدادات يختلفون نوعياً وكل شعب له قدراته الخاصة، وبالنسبة للشعب العراقي فهوقد سبق له الفشل في قياة نفسه منذ قيام الدولة العراقية مما يعني ان هذا الشعب غير قابل للتطور ويعاني من الجمود والسبات وقدراته الطبيعية محدودة بسبب قصور بنيوي متأصل في الشخصية العراقية.
لذا لايوجد أمل للتقدم والحداثة السياسية بجهود العراقيين.. والحل الوحيد هو وضع العراق تحت الوصاية الامريكية واشرافها المباشر لقيادته صوب البناء والديمقراطية والحداثة الشاملة.
خضير طاهر
[email protected]




التعليقات