كم كان جميلاً.
كم كان رخيماً.
وكم كان حُلواً.
صوت القاضي الكبير رؤوف عبدالرحمن وهو ينطق بقرار حكم الشعب العراقي على الطاغية صدام حسين.هكذا..
وفق المواد.
أولاً.
ثانياً.
ثالثاً.
رابعاً.
خامساً. التي تتعلق بالجرائم ضد الإنسانية، حكمت المحكمة على المدان. صدام حسين المجيد. بالإعدام شنقاً حتى الموت..
بلا إرادة منه خرجت نبرات حنجرته.
منغمة.
منسقة.
ملحنة.
كتغريدة العصفور في صباح باكر زاهي، وكأنه يُقضنا لبداية فجر يوم جديد من عمرنا..
وكم كان مذهولاً.
وكم كان مرعباً.
وكم كان مخيفاً.
وكم كان سمجاً.
وكم كان مكفهراً. ملامح وجه الطاغية ( ربما من تلك العلامات إستوحى عبدالباري عطوان موضوع مقالته / يرعبهم حتى في قبره / فكتب مرثية لسيده قبل نفوقه ) وهو يستمع إلى قرار نهاية حياته، يتلى عليه من قبل قاض لم يجد ثغرة في الملفات القضية المطروحة أمامه مما تجعله يستخدم عطف إسمه الأول ( رؤوف ) ولا منفذ صغير، ليمارس صلاحية المغفرة في إسمه الثاني ( عبدالرحمن ). لذا لم يجد بداً من هول وقائع الجرائم التي قام بها المدان. صدام. إلا أن يطبق تلك المواد التي كأنها فصلت له تفصيلا.
أولاً.
ثانياً.
ثالثاً.
رابعاً.
خامساً.
وحاول الطاغية بصوته الأجش المذعور أن يلوث آذاننا التي أدركها شغفت بترانيم القاضي. رؤوف عبدالرحمن. وبذل جهداً جماً كي يطغي على رنته الملائكية، بذكر إسم الجلالة الذي هو بدوره أبى إلا أن يمنح من كان يقرأ إرادته، القوة من لدنه ليُسمع فاجعنا في أحبتنا وفلذات أكبادنا، بجزاء سابق أقرانه. ممن تجبروا وطغوا فذكرهم في القرآن الكريم...
إصغوا جيداً وأعيدوا السمع إلى صوت القاضي وهو يشدو.ب
أولاً.
ثانياً.
ثالثاً.
رابعاً.
و خامساً. التي لا أمل من تكرار سماعها وكتابتها. ستجدون أنفسكم تشاركوني الرأي في الدعوة من شرفاء مطربينا إلى وضعها في اُغنية وطنية توثق اليوم التاريخي لصدور الحكم الأول بالإعدام على من إستحقها بجدارة.


حسن أسد