كنا قد كتبنا وغيرنا عن المأساة التي تتأبط ذراع الأغنية المنحدرة دون مزاليج إلى أدنى مستويات الهبوط الذوقي، وبشكل لا تجدي معه إرشادات ونصائح الأطباء بابتلاع الريق لحماية الأذن كما هو الحال عندما تقوم بزيارة منطقة تقع تحت مستوى سطح البحر، لأن العلماء لم يكتشفوا بعد علاجاً للانحدار دون مستوى سطح المروءة.
كان بعضنا يتعافى خلال الأيام السابقة من صدمة quot;بوس الواواquot; التي دعت لها المؤدية المغرقة في الانسانية والباحثة عن علاجات بديلة للأمة الموجوعة من الخاصرة إلى الخاصرة هيفاء وهبي، وإذا بنا نقرأ في صحف اليوم السادس عشر من مايو 2006 عن خبر يفيد بأن الشاعرة المصرية آمال شحاتة تقدمت ببلاغ لجمعية المؤلفين والملحنين ضد quot;المطربة quot; المتخصصة في شؤون الواوا. وفي البلاغ تطالب الشاعرة شحاتة بتعويض مادي قدره خمسة ملايين جنيه مصري نظير قيام هيفاء وهبي بغناء أحد مؤلفاتها دون الرجوع إليها ودون منحها حقوقها المادية عن حق التأليف عن أغنية quot; هات الواوا لماما تبوسهاquot; رغم أن الأغنية مسجلة في الشهر العقاري في ديوان شعري بعنوان quot; ليالي لأمال شحاتةquot; وتؤكد الشاعرة انها رغم محاولاتها الكثيرة الاتصال بهيفاء وهبي ومدير أعمالها إلا أن محاولاتها باءت بالفشل.
لقد أحزنني أن أعرف أن هناك شاعرة قديرة خلف كلمات بوس الواوا، وأحزنني اكثر أن الكلمات التي كان يفترض بان تكون معدّة للطفل تم تجييرها لأهداف أخرى. وأحزنني أكثر أن ينهض من بين الكتـّاب من يطالب بحق امتلاك النصّ بعد ان تم تشويهه وتجريده من براءته، إذ كنت اظن وحسب ما وسوست لي نفسي الأمـّارة بالسوء أن المنطق يقتضي بالتنصل من شبهة امتلاك حروف الواوا بعد ان أصبحت ضمن مجموعة حروف الأح وأخواتها اللواتي دخلن على حين quot; طعجةquot; قاموس البذائة التربوية.
وحيث انني أعمل في مجال الإعلام، وبما ان بوس الواوا أصبح قضية وطنية ذات أبعاد خطيرة قد تدفع ببعض الدول الخارجية للتدخل في شؤوننا الواوية الداخلية أقترح استدراك الأمر والعمل على التوعية الإعلامية من خلال برنامج حواري متلفز على وجه السرعة. يستضاف من خلاله ثلاثة من الخبراء المختصين في شؤون quot;بوس الواواquot;، بحيث يكون احدهم من المتعاطفين مع فكرة العلاج عن طريق quot; بوس الواوا الحديث نسبياً، والثاني ممن يرفضون أو يتحفظون على هذه الوسيلة العلاجية التي قد تكون غير آمنة في ظل عدم وجود إحصائيات واضحة وموثوقة عن نسبة المتضررين من مثل هذا العلاج، وضيف ثالث محايد يقوم على إدارة الحوار على أن يكون الثلاثة من المتبحـّرين في علوم الواوا. وحسب المتبع في إعداد مثل هذه البرامج أتوقع أن يبدأ البرنامج بتقرير متلفز حول دواعي إنشاء عيادات بوس الواوا، يعرض فيه معاناة أبناء الشعب العربي الذي يعاني من نقص المراكز العلاجية التي تعنى بشؤون الواوا، إضافة لاستعراض تسعيرة بوس الواوا المتاحة في الأسواق المحلية وتجاوزات البعض لهذه التعرفة والدوافع خلف هذه التجاوزات، وبحث التأكيد على الجهات المعنية بأن تتأكد من عدم احتكار إدارة معاهد تدريب بوس الواوا على مستثمرين بعينهم، والإصرار على وجود لجان مختصة تقوم على دراسة من يحق له ممارسة المعالجة بـ quot;بوس الواواquot; لأنه من المتوقع أن يقوم عدد من المدعين بتقديم شهادات علمية مزورة تفيد بأنهم خبراء في علوم بوس الواوا مما سيشكل خطورة على الكفاءات المحلية وخصوصاً إذا أسيء استخدام هذا العلاج عن طريق تعاطي جرعات غير مسموح فيها طبياً. كما يتوقع أن ينشط البعض بالمطالبة بجهة نقابية تحمي حقوق الأشخاص المختصين في علاج الواوا. لذلك يجب بحث تكوين لجان قانونية من اجل متابعة التطورات التي ستنشأ عن استحداث هذا الفرع التخصصي وما ينشأ عنه من إشكالات، ولن تستثنى الدوائر المهتمة بالسياحة العلاجية من هذا الموضوع لما له من أهمية اقتصادية مؤثرة في مجال استقطاب المستثمرين.
ستكون هذه لحظات حاسمة في تاريخ أمتنا المجيدة وبدخول هيفاء وهبي خانة المختصين في مجال الطب لا أستبعد أن تهتز عظام الرازي وابن سينا في قبريهما لهذا الحدث.

إقبال التميمي