والدة الديبلوماسي المختطف في العراق تناشد نخوة أهل العراق

لا يخفى على أحد الدور الإنساني الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة ويد الخير التي تمدها لجميع الدول العربية بلا استثناء، وخصوصاً في العراق الجريح الذي هو في أمسّ الحاجة للدعم الإنساني الذي تقدمه دولة الإمارات عن طريق المساعدات المختلفة مثل الخدمات الطبية والغذائية. لهذا السبب لم يكن في بال الشاب الديبلوماسي الإماراتي ناجي النعيمي أن يحيط نفسه بحراسة مشددة خصوصاً وهو الرجل الذي آمن بالعراقيين على إنهم إخوته الذين يعانون ويستحقون مجازفته في العمل وسط الأوضاع الصعبة. لكن اختطافه في الساعات الأولى من هذا الفجر وقتل سائقه السوداني أصاب الجميع بصدمة قوية، فبيته يقع على مسافة قريبة من السفارة الإماراتية التي يعمل فيها، لذلك لم يجد بأساً من أن يقطع هذه المسافة دون حراسة مشددة لأنه آمن أنه وسط أهله وإخوته ولم يتوقع غدراً.
عملنا في قسم الأخبار في قناة العربية يتضمن الاتصال بذوي العلاقة بأخبار ذلك اليوم، لكننا في العادة نتصل على الأغلب بشخصيات صناعة القرار، أو بالمحللين السياسيين، أو العاملين في مجال الإعلام. لكن اتصالي فجر هذا اليوم مع محمد راشد النعيمي شقيق الديبلوماسي الإماراتي الذي اختطف في العراق ناجي النعيمي الذي لم يتمالك نفسه من البكاء جردني من مهنيتي وأعادني إلى كوني مجرد امرأة تتعاطف مع البشر الذين تربطهم أواصر عاطفية عائلية. إذ كان عليّ أن أستأذن بالحديث إلى والدته الحاجة شيخة علي التي تقطن دبا الحصن التابعة لإمارة الشارقة، كان صوتها عبر الهاتف مشققاً بالبكاء تسألنا الله وتناشدنا أن نساعدها بالدعاء لابنها كما ناشدت أهل العراق الطيبين كما وصفتهم إعادة ابنها إليها، وخصوصاً أنه حسب ما قالت : هو أكبر إخوته، كنت بالأمس أحجز له صالة الزفاف إذ هو خاطب وعلى وشك الزفاف، كانت تتقطع أنفاسها بالبكاء وتكرر نداءها أسألكم بالله العظيم ردوا لي ولدي.. لأنه يحب العراقيين والعراق.. ولم يؤذ أحد على الإطلاق.. ولم يتعرض في حياته إلى أي سبب يجعل أحداً ما يهدده.
غرفة الأخبار تتكون من خليط من الجنسيات والمذاهب لكننا جميعا تعاطفنا مع أمومتها وكل منا سأل الله بطريقته لفك أسر ولدها.
أضم صوتي لصوتها اليائس الذي شققه البكاء والدعاء بمناشدة الذين ولا بد أنهم أخطأوا باختطافه، لأنه لا ينتمي لأعداء العراق ولا يملك ما يؤذيهم فيه، أن يعودوا لأصولهم الطيبة ولأخلاقهم العراقية الأصيلة التي تحمي الضيف وتراعيه وتدافع عنه. وأسألهم بالله أن يردوا ناجي النعيمي لأسرته، وأن يتذكروا حزن أمهاتهم على فراقهم لو انعكست الصورة وكانوا هم الذين يعانون الأسر في بلد شقيق لم يعهد عنه أحد سوى نخوة أهله وتفانيهم في حماية الضيف، عار علينا أن غشيت أعيننا جهالة أن لا نتراجع عنها.
وأرجو من جميع القراء أن يضموا صوتهم إلى صوتي إلى أن يتم إطلاق سراح الديبلوماسي الإماراتي ناجي النعيمي.

إقبال التميمي

دبي