طبعا ليسوا سواء، فأغلب القراء أحباب وأعزاء وعلى الرأس والعين، وأعتز بكل من ساهم منهم في رد على ما كتبت في إيلاف خاصة الذين تعمقوا بين السطور وأدركوا بذكائهم ماذا أريد أن أقول. لكن من خلال متابعتي لما يعلق به بعض القراء على مقالات الزملاء وما أكتبه أحيانا في إيلاف وجدت العجب، وبت على يقين أن هناك عداء من بعض القراء.. وكلامي هذا ليس رجما بالغيب، ولا اتهاما بدون دليل، وإنما بنيته على وقائع أراها واضحة لكل لبيب.. ومن هذا العداء ما هو عداء مقيد وآخر مطلق، والعداء المقيد هو المتعلق بواقعة معينة أو ما يكتبه الكاتب فقط، ومن الدلائل على العداء المقيد أقول:
-الإنسان عدو ما يجهل، وهذا ينطبق على القراء أيضا، وتعليقات جزء منهم تحمل تهجما على الكاتب دون محاولة فهم ما يريد أن يقول، خاصة إذا كانوا لا يعرفون حقيقة ما يتحدث عنه الكاتب ولم يحاولوا أن يعرفوها، لكنهم يسارعون بانتقاده ونفي ما يقول أو تكذيبه، ولا يجدوا حرجا في أن يتهجموا أو يتهكموا عليه.


-هناك عداء للحقيقة بشكل عام لغرض في نفس يعقوب، فهم حتى وان كانت الحقيقة واضحة وضوح الشمس إلا أنهم ينكرونها ويتهجمون على كاتبها.
-بعض القراء يريدون من الكاتب أن يقول برأيهم ويا ويله وظلام ليله إن خالف هذا الرأي فهو: إما جاهل أوغبي، أو متجن على الحقيقة.
-هناك عداء من القراء للقراء أنفسهم وأيضا بنية سيئة، فهم يشيعون العداوة والبغضاء بين الناس، وهذه تتجلى في الصفحات الرياضية، فإذا تحدث الكاتب عن إنجاز سعودي مثلا، ينبري بعضهم ليقلل من شأن هذا الإنجاز بشكل عام ويتهكم عليه متجنيا على حقيقة هذا الإنجاز وأنه مستحق، أما الأخطر، فبعضهم يذيلون توقيعهم بانتسابهم إلى جنسية معينة وهذه الجنسية منهم براء، ويتعمدون quot;مسح الأرضquot; بهذا الانجاز وتحقيره، ومن الطبيعي أن ينبري سعوديون للدفاع عنه ورد الكيل بالكيل، فيمسحون الأرض بالرياضة في البلد الذي ادعاه صاحب التعليق، وأحيانا يبادر مثيرو الفتنة بانتهاز الفرصة والكتابة مرة أخرى للتقليل من قيمة بلد صاحب التعليق وأهله وناسه ويخرجون من المجال الرياضي إلى عادات وتقاليد وسلوك وأحيانا شرف ناس ذلك البلد، ليزداد الأمر سخونة، ويزداد التراشق بالنار، وهم يتفرجون ويضحكون، بعد أن وقع القراء العاشقون لبلادهم في محنة الاقتتال الملعون.


أما أمثلة العداء المطلق، فهي تسلل هؤلاء بجلد الثعبان إلى تعليقات القراء لينفثوا سمومهم، فعداؤهم للكاتب وما يكتب أيا كان ما يكتبه، وأشعر أحيانا أنهم ليسووا عربا وإن أطلقوا على أنفسهم أسماء عربية، ومن أمثلة ذلك عندما ذكرت في مقال كتبته عن استعداء إسرائيل للعالم كله وعلى رأسه أمريكا وتحريضه على ضرب البرنامج النووي الإيراني، الذي ذكرت بوضوح أنني لست معه بل ضده، فإذا بتعليقات غريبة يصفني أحدها بأنني حاقد!، ولست أدري حاقد على ماذا وعلى من؟، هل على إيران التي تجتهد في هذا البرنامج الذي أعلنت رفضي له، أم على أمريكا التي لم تسمع كلام إسرائيل، أم على الفلسطينيين الذي لم ينبطحوا حتى الآن وفق السلام الذي تريده إسرائيل، أم على إسرائيل لأنها لم تستخدم سلاحها النووي حتى الآن لإبادة العرب وترويع العالم؟!!!.


ايضا، أفتى أحدهم بأنه من الخطا أن نكن الكراهية والبغضاء لاخواننا في الإنسانية من أية ملة كانت، يهودية، أو مسيحية، أو بوذية، ثم ختمها بقوله: لقد أعمى الحقد بصرنا وقسى قلوبنا.
هذا ما أردت أن أقوله، فهل وصلت الرسالة؟

حمدي نصر

* صحفي مصري