يواصل النظام التونسي تشديد قبضته على اجهزة الاعلام التونسية الرسمية بأجراء تغييرات متتابعة في المواقع الرئيسية لتلك الاجهزة انطلاقا من اهميتها في توفير الدعم الاعلامي المطلوب والمقبول من الشعب التونسي عشية بدء ماراثون الانتخابات في مستهل سنة سياسية جديدة مهمة جدا، كما يهدف التغيير ليتماشى مع ما تشهده البلاد من نهضة عمرانية واقتصادية شاملة والى ان تكون هذه الاجهزة مستعدة للتغطية الشاملة للذكرى ال 21 لتحول السابع من نوفمبر.

فبعد ان تم تغيير الرئيس السابق لمؤسسة الاذاعة والتلفزة السيد المنصف قوجة بتعيينه رئيسا للبعثة الدبلوماسية التونسية في عاصمة نيجيريا ( ابوجا ) وهي منطقة غير مهمة للدبلوماسية التونسية وتعيين السيد الهادي بن نصر سفير تونس في دمشق رئيسا جديدا لمؤسسة الاذاعة والتلفزة في سبتمبر الفارط، يجري الحديث حاليا عن اجراء تغيير جديد يطال السيد محمد الميساوي الرئيس المدير العام لوكالة تونس افريقيا للانباء واحلال شخصية لها دراية ومعرفة بالاعلام وعلاقات وثيقة مع الاوساط الاعلامية.
وكانت احاديث قد تواترت بين اوساط الاعلاميين والاتصاليين ان السيد الميساوي المقرب من وزير الاتصال السيد رافع دخيل قد عقد اثناء احدى زياراته للخارج اجتماعات مع بعض اقطاب المعارضة التونسية والاسلامية المقيمة في بعض العواصم الاوربية والمتنقلة فيما بينها. كما يؤخذ عليه الانتقادات التي يدلي بها في مجالسه الخاصة حول سيطرة اشقاء واقرباء السيدة ( ليلى ) حرم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على الاقتصاد التونسي وحصولهم على مليارات الدولارات على حساب الشعب وبغطاء من الاجهزة الامنية الخاصة.


ومما هو جدير بالذكر ان رئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزة السابق السيد المنصف قوجة كان قد تولى في السابق مسؤوليات دبلوماسية واعلامية عديدة في سفارة تونس بباريس وكلف قوجة بأدارة صحيفتي الحرية ولورنوفو ومؤسسة لابريس الاعلامية.
اما السيد الميساوي فهو من خارج الدوائر الصحفية التونسية وقد عمل في مؤسسات تونسية مختلفة كما عمل موظفا في منظمة المؤتمر الاعلامي في جدة بالمملكة العربية السعودية وقد عينه وزير الاتصال السيد رافع دخيل في جانفي 2007 مديرا عاما في وزارة الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين بعدها نقل الى رئاسة وكالة تونس افريقيا للانباء وهي الوكالةالرسمية في تونس.


وتعيب اوساط الاعلاميين التونسيين على الوكالة انها لم تستطع مواكبة الاحداث التونسية اعلاميا ولم تستطع رئاسة هذه الوكالة من ايجاد السبل لتطويرها لتكون بمستوى متطلبات المرحلة المقبلة في تونس التي تشهد نهضة عمرانية واقتصادية كبيرة.

وكان السيد رافع دخيل وزير الاتصال والعلاقات مع مجلس النواب ومجلس المستشارين قد ترأس جلسة عمل في 18 سبتمبر الفارط لمعرفة استعدادات المواكبة الاعلامية ودور اجهزة الاعلام الرسمية للاحتفالات بالذكرى ال 21 لتحول السابع من نوفمبر حيث اشار الى ان هذه الذكرى تكتسي صبغة خاصة بأعتبارها تتزامن مع اعلان الرئيس زين العابدين بن علي على قبول الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2009.


وحث السيد دخيل المؤسسات الاعلامية على العمل على ابراز هذا الحدث الوطني الهام وماحققه مؤتمر التحدي من نتائج تفتح لتونس افاق مرحلة جديدة الى درب النماء والازدهار داعيا الى تشريك مختلف افراد الشعب التونسي بالداخل والخارج في احتفالات الذكرى الوطنية المجيدة.

عبد الوهاب الميداني