قامت الدنيا وبالتاكيد سوف تقعد في مكانها الطبيعي عند اغلب الاعلام العربي الطائفي المريض، والسبب الرئيسي هذه المرة هي زيارة رفسنجاني الى العراق تحت مبررات ان ايران قتلت اثناء الحرب الكثير من العراقيين. وهذا في واقع الامر حقيقة لكنها مبتورة من نوع حق يراد به باطل لان الجانبين العراقي والايراني قد دفع بهذه الحرب العبثية مئات الالوف من ارواح الشباب الابرياء ناهيك عن قتل طموحاتهم وامالهم الانسانية. وبعد سقوط الصنم وبدايات تأسيس عراق جديد يجب ان تفنى من قاموسنا لغة المحاور العدائية اتجاه كل الجيران وكل دول العالم. فلا قادسيات ولاام المعارك ولابوابة شرقية ولاغيرها من عنوانين الموت العراقي. لذلك الاسلم للعراق والعراقيين هي لغة الحوار مع كل الاطراف حتى من نختلف معه وذلك لاجل ضمان حقوقنا والدفاع عن مصالحنا كعراقيين.

ولااعرف هذا الاعلام العربي والذي يمثل وجهة نظر الرسمية العربية اين كان موقفه الانساني غائبا بحق ارواح العراقيين يوم كانت بهائم quot; القومجية والاسلامجية quot; تعيث بارواح العراقيين وتصبغ ارصفة شوارع بغداد بدم العراقيين انفسهم وليس غيرهم. لقد كانت مذيعات القنوات quot; العروبية جدا quot; تقدم خبر الانفجار في بغداد ومدن الجنوب العراق بابتسامة عريضة واريحية واضحة وتشفي صارخ وهي تعلن مقتل مئات العراقيين بسبب تفجير بهيمة ارهابية او ارهابي حقير. ثم قادسية السؤ التي جرت في الثمانينات الم تتم بدعم واموال وحتى اغاني عربية!! فلماذا الان اصبح العرب وبشكل مفاجيء يتزاحمون مع رفسنجاني كلا يعلن حبه وحرصه على العراق والعراقيين !! كان الاجدر بالعرب الاعتراض على القصف التركي لاقليم كردستان العراقي

او على الاقل على زيارة شيمون بيريز التاريخية الى الدوحة، او حتى على اعلام اسرائيل التي ترفرف في عواصم عربية بل واصبحت نفس هذه العواصم هي المكان الاكثر مناسبة لاعلان الحرب حتى على العرب انفسهم.

اما موقف الحزب الاسلامي وطارق الهاشمي الرافض لهذه الزيارة من خلال بيان quot; مراهقة سياسية quot; في اقل وصف له معيب ومخجل. فالسؤال العفوي لماذا لايوقع اولا طارق الهاشمي على قرار القضاء العراقي باعدام المجرم الكمياوي والذي قتل ودفن مئات الالوف من العراقيين !!

ان الحزب الاسلامي وكما قال الرئيس الطلباني في بيانه الذي رد فيه على بيان الحزب الاسلامي quot; تجاوز الحدود.. وتناسى حجمه الحقيقي quot; ان من يتباكى على ارواح العراقيين يجب ان يكون بشكل واضح ومخلص دون أدنى انتقاء او انتهازية سياسية فالعراقي نفسه الذي قتل في الحرب مع ايران وفي غزو الكويت وهو نفسه الذي تقتله تركيا بقصفها اليومي وهو نفسه العراقي الذي قتله بهائم الموت.

ان العراق في الطريق الصحيح والمتخلف الاول عن هذا الطريق هي غالبية الدول العربية التي ستاتي لاهثة متاخرة ومثلما هي دائما في اقرب فرصة تطلب ود العراق والعراقيين. وان رفسنجاني وكل مسؤول ايراني يجب ان يسمع من المسؤولين العراقيين المطالبة بحقوق العراق والحرص على تثبيتها وكذلك الغاء فكرة الديون على العراق لان في حقيقة الامر كل المحيط العربي والاقليمي وحتى الدولي يجب ان يسدد مجتمعا ديونه للعراقيين يوم كان صنمهم الساقط مطية لتحقيق اهدافهم السياسية على حساب ارواح ودماء وحرمات ومستقبل العراقيين.

كما يجب ان يسمع الجميع ان اي تدخل من كل دول الاقليم العربي والاجنبي لايمكن ان يستمر الى ما لانهاية.

هذا هو العمل السياسي الحكيم بعيدا عن القادسيات التخريبة او امهات الهزائم فطالما كانت الامور ضمن هذه دوائر المصالح العراقية.. فاهلا برفسنجاني.

محمد الوادي

[email protected]