المنامة - بنا
أكد رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة لدى افتتاحه معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية، بأن الفن رسالة متحررة من القيود الجيوسياسية وهي اللغة الوحيدة التي أجاد فهمها العالم كله بمختلف خلفياته الثقافية والفكرية، وإن الفنان البحريني بإبداعاته وملكاته الفكرية والثقافية قد نجح في استغلال هذه الرسالة ليصل بمنجزات بلاده إلى العالمية، منوهاً بمشاركات الفنان البحريني في الفعاليات الفنية والثقافية المختلفة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، معرباً عن اعتزازه بالمعرض السنوي للفنون التشكيلية الذي يعد واحداً من أقدم المعارض الفنية عربياً وأكثرها استمرارية، حيث يمتد تاريخه إلى ٥٣ عاماً مما يدل على استمرارية الحراك الفني والثقافي في المملكة بنفس الزخم ويعكس الدعم الذي تحظى به الحركة الفنية والثقافية من الحكومة، مشيراً إلى أن الحكومة حريصة على دعم كافة المؤسسات الأهلية ذات الصلة بالإبداع الإنساني كجمعية البحرين للفنون التشكيلية لتستمر في رعاية الموهوبين وتنمية قدراتهم، مؤكداً استمرار الحكومة في دعم الفنان البحريني وتوفير كافة الأجواء التي تبرز طاقاته الإبداعية وتحفزها، ودعا الفنانين البحرينيين إلى إيصال رسالة البحرين الحضارية المحبة للسلام والاستقرار والداعية لكل مافيه خير الإنسانية وذلك عبر الألوان والأعمال الفنية الهادفة، مشيداً بالأعمال الفنية المتميزة والواعدة التي انفردت بها أنامل الفنان البحريني والتي استخدم فيها الكثير من العناصر والرموز واستطاع استيعاب مختلف المدارس الفنية العالمية وعكسها على لوحة فنية رائعة تعج بالحركة والألوان استحقت بجدارة أن تنال الإعجاب المحلي والدولي.
وكان رئيس الوزراء قد شمل برعايته افتتاح معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية الخامس والثلاثين وذلك صباح أمس بمتحف البحرين الوطني، وبعد أن قص رئيس الوزراء الشريط إيذاناً منه بافتتاح المعرض جال في أرجاء المعرض مطلعاً على ما زخر به من أعمال فنية لخمسة وستين فناناً تتضمن فروع الرسم والنحت والخزف والتصوير الفوتوغرافي، واستمع خلال الجولة إلى نبذة من الفنانين المشاركين حول أعمالهم وتجاربهم الفنية والأساليب التي اتبعوها في صياغة إبداعاتهم،كما استمع كذلك إلى شرح حول المعايير التي تم على أساسها اختيار هذه الأعمال التي مثّلت مختلف المدارس للمشاركة في المعرض.
وقال رئيس الوزراء بهذه المناسبة إن دعم الحكومة للفنان البحريني مستمر ولن يتوقف فهو يستحق ذلك لما يقوم به من دور في توظيف إبداعاته بما يدعم خطاب الحكومة الإعلامي وتوجهها الثقافي وخدمة أهدافها السياسية والاقتصادية والتنموية، وأشار إلى أن الفن هو أحد المجالات التي تفجر طاقات الإنسان الإبداعية ، فاللوحة الفنية هي في الظاهر تصاميم وألوان ولكنها في الباطن مشاعر وأحاسيس وتاريخ وطن وحضارة شعب يختزلها الفنان في لوحة معبرة، منوهاً بالرعاية التي يحظى بها الفنان من المؤسسات والجمعيات المتخصصة مما أسهم في تنمية مهاراته وإبداعاته وفي مقدمتها جمعية البحرين للفنون التشكيلية،وأشار إلى أن معرض الفنون التشكيلية قد أصبح يشكل علامة ثقافية بارزة لأن من يشارك فيه هم النخب من الفنانين البحرينيين وتبرز فيه اتجاهات ومدارس فنية تعكس إبداعات الفنان البحريني مما عزز بشكل واضح الحركة التشكيلية في البلاد، مشيراً إلى أن المعرض ومن خلال تاريخه الممتد لخمسة وثلاثين عاماً بات اليوم أحد أهم التجمعات الثقافية وتظاهرة فنية سنوية نرى من خلالها إبداعات الفنان البحريني الذي استطاع أن يستوعب مختلف الاتجاهات الفنية العالمية ويتأثر بها ويعكسها ببراعة وتميز باستخدام شتى الأدوات الفنية، معرباً عن تقديره لعطاء الفنان البحريني الذين تمكن من خلال براعاته فرض فنه الراقي في الملتقيات الخليجية والعربية والعالمية وإبراز مكانة مملكة البحرين كمركز إشعاع حضاري وثقافي في المنطقة.
وفى ختام الجولة أعرب رئيس الوزراء عن سعادته بافتتاح معرض البحرين للفنون التشكيلية في نسخته الخامسة والثلاثين وعن سروره بلقاء المبدعين والفنانين من أبناء هذا البلد الطيب الذين يكن لهم سموه كل تقدير ومحبة ويحرص على دعمهم وإسنادهم.
كما وأشاد بالجهود التي بذلها القائمون على المعرض والتي عكسها مستوى التنظيم والاختيار الموفق للأعمال المشاركة مثمناً سموه كذلك جهود لجنة التحكيم في اختيار الأعمال الفنية المستحقة لجوائز المعرض، مهنئاً الفائزين بجوائز المعرض،ومتمنياً للفنانين التشكيليين المشاركين والقائمين على المعرض كل التوفيق والسداد في تحقيق ما يرجونه من أهداف في السمو بالحركة الثقافية والارتقاء بالفن التشكيلي في مملكتنا الغالية.
ومن جهتها توجهت وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد بن إبراهيم آل خليفة بأسمى آيات الشكر والعرفان لرئيس الوزراء على تفضله بافتتاح معرض البحرين للفنون التشكيلية الخامس والثلاثين مشيدةً بدعمه المتواصل للفعاليات الثقافية والفنية مما حفز المثقفين والمبدعين وساهم في تنمية إبداعاتهم ومنتجاتهم الفكرية والفنية، وأكدت الوزيرة بأن حرص رئيس الوزراء على تشريف حفل افتتاح هذا المعرض سنوياً ولقائه بالمشاركين فيه هو أكبر داعم للفنان البحريني، لافتةً إلى أن وزارة الثقافة والإعلام أمام هذا الدعم وهذه الرعاية الكريمة ستضاعف جهودها بما يسهم في استمرارية الحراك المتسارع في المجالات الثقافية والفنية وبشكل يشجع الفنان البحريني ويوفر الجو الملائم له للإبداع والتميز
التعليقات