باسنت موسىمن القاهرة: يقول الشاعر والفيلسوف الألماني جوتهquot; مستقبل الأمة تابع لطاقات عناصرها الفنيةquot;، والمقصود بعناصرها الفنية الشباب فهم أساس حركة الأمم، وبطاقاتهم تغير المجتمعات، ولحدوث هذا التغيير لا بد من تقبل الأفكار الجديدة، وسقوط الأفكار التقليدية، للتخلص من الجمود الفكري، لتظهر أهمية الإبداع وثقافة الابتكار في حياتنا، نحن كشباب علينا دور كبير في تغيير فكر مجتمعاتنا نحو وجه الحداثة، وهذا الدور علينا القيام به لأن مرحلتنا العمرية تميزنا بمرونة وقدرة على استيعاب الجديد بدرجة أعلى من الشرائح العمرية الأكبر، وعن مفهوم الشباب للإبداع وهل هو قاصر على أصحاب القدرات الخاصة أم يشمل الجميع في الحياة ككل؟
ماهر دانيال دبلوم فني يقول: الإبداع هو البعد عن النمطية في كل مناحي الحياة وأحاول أن أصل إلى ذلك من خلال التخلي عن كثير من المفاهيم الخاطئة لدي ، فمثلاً في حياتي الشخصية أصبحت أنظر للرجولة على أنها المسؤولية وليس السيطرة وظهر ذلك التغيير في علاقتي بأختي الصغيرة حيث أصبحت صديقًا لها لا تخاف منه ولا تخشى التحدث معه، أما في حياتي العملية فأحاول أن أتحلى بروح المغامرة حتى أستطيع تنفيذ الأفكار الخاصة بتطوير العمل وأكون مبدعًا ومجددًا بنظر رئيسي.
quot;ليس لحياتي معنى بلا إبداعquot; عبارة جميلة أطلقتها هبه حسني مدرسة تربية رياضية أثناء مشاركتها لنا الحديث بشكل حماسي حيث أوضحت أن الإبداع يعنى لها الأفكار الجديدة التي ترفع من جودة الحياة وذلك على كل المستويات شخصية كانت أو عملية.
عمل هبه كمدرسة للتربية الرياضية جعلها دوماً في حالة تيقظ فكري لابتكار الجديد، لذلك فهي تسعى لتنفيذ عروض مدرسية مع تلميذاتها بعيدة عن الحركات النمطية المعتادة وتحقق بذلك- على الرغم من عدم انسجام بعضهم في البداية- التفوق لفريق الألعاب الرياضية بمدرستها مما جعل إدارة المدرسة تشجع أفكارها الجديدة بالدعم المالي الكافي، أما في حياتها الشخصية فهبه لم تطلب من زوجها عندما تقدم للزواج منها شبكة ذهبية وذلك لإيمانها بأن قيمتها كامرأة في حياة زوجها لا يمكن أن يترجمه طقم حلي ذهبي كما ترى العادات والتقاليد وبالطبع لتقنع أهلها في البداية بفكرها هذا لم يكن الأمر سهلاً، لكنها وكما تقول تخطت كل تلك العوائق بإيمانها أن الحياة وسلوكياتنا بها تحتاج إلى أن نبتكر طرقًا جديدة في فهمها حتى لا نقع تحت طائلة الأفكار المجتمعية الثابتة منذ سنوات طويلة .
عمل هبه كمدرسة للتربية الرياضية جعلها دوماً في حالة تيقظ فكري لابتكار الجديد، لذلك فهي تسعى لتنفيذ عروض مدرسية مع تلميذاتها بعيدة عن الحركات النمطية المعتادة وتحقق بذلك- على الرغم من عدم انسجام بعضهم في البداية- التفوق لفريق الألعاب الرياضية بمدرستها مما جعل إدارة المدرسة تشجع أفكارها الجديدة بالدعم المالي الكافي، أما في حياتها الشخصية فهبه لم تطلب من زوجها عندما تقدم للزواج منها شبكة ذهبية وذلك لإيمانها بأن قيمتها كامرأة في حياة زوجها لا يمكن أن يترجمه طقم حلي ذهبي كما ترى العادات والتقاليد وبالطبع لتقنع أهلها في البداية بفكرها هذا لم يكن الأمر سهلاً، لكنها وكما تقول تخطت كل تلك العوائق بإيمانها أن الحياة وسلوكياتنا بها تحتاج إلى أن نبتكر طرقًا جديدة في فهمها حتى لا نقع تحت طائلة الأفكار المجتمعية الثابتة منذ سنوات طويلة .
فادي وديع طبيب شاب يقول: في الجامعة تقابلت مع أساتذة متميزين ليس في المجال الطبي فقط، وإنما أيضًا على المستوى الإنساني والقيمي، مما أفادني في جعل نمط تفكيري أكثر اتساعًا ومرونة لذلك أحاول من خلالي عملي الآن أن أترجم ما تعلمت على واقعي بالمستشفي، حيث اقترحت على زملائيأن نبتكر طريقة تساعدنا على مزيد من التواصل كأطباء خارج نطاق غرف الكشف، وبالفعل اجتمعنا وأخذنا نفكر في طريقة حتى أستقر بنا الحال على الاجتماع أسبوعيًا ولمدة ساعة ونصف لمناقشة أحدث الأبحاث الطبية معًا، هذا بالإضافة إلى تخصيص وقت للحديث عن كيفية تطوير طريقة تعاملنا مع المرضى وهذا كله بالطبع ابتكار وإبداع نقوم به كأطباء زملاء لتحسين قدراتنا العلمية والشخصية على حد سواء.
عماد توماس مهندس يرى أن الإبداع هو قدرة الإنسان على التفكير بطريقة خارجة عن المألوف والنمط الفكري السائد بحيث يكسر فيه الفرد كل القوالب الجاهزة، عماد يمارس الإبداع برأيه في حياته عندما يفكر ويفعل بحياته مالا يفعله الآخرون وأحيانًا يصل بهذا التفكير لما يسمى بـ quot;الشطحات الفكريةquot;، لكنه مع ذلك يرى أن الإبداع يزيد عند أصحاب القدرات الفنية، لكنه ليس ببعيد عن اي فرد من المجتمع، فيمكن للإنسان أيًا كان أن يتدرب على ملاحظة الأشياء ومقارنتها واستنتاج النتائج فالإبداع ليس مجرد لوحة فنية حسنة المنظر رسمها فنان ذو ذوق عال، لكنه أيضًا إطلاق للفكر وتحليل للأمور ومرونة في التعامل.
سناء عزيز معلمة بالمرحلة الثانوية تقول: أحاول أن أمارس الإبداع كجزء من حياتي اليومية حتى أقضى على الروتين اليومي والملل الناتج من قيامنا بالأعمال المعتادة وذلك من خلال تأديتها بأساليب جديدة وهذا بالطبع يشمل العلاقات الاجتماعية ،ومثل هذا النوع من الإبداع في الحياة يحتاج أسرة تربي أبناءها على التجديد والتغيير والاختلاف، أما المهارات الإبداعية كالرسم والموسيقى وغيرها من الفنون، فالعقبات التي يواجهها الشباب في طريق إبداعه كثيرة من أهمها الإمكانات المادية خاصة بالنسبة إلى الهوايات التي تحتاج إلى شراء مواد خام أو الآلات غالية الثمن، وهنا يأتي دور المراكز المتخصصة والتي عليها أن تعلن عن نفسها بصورة مكثفة في الإعلام حتى يمكن للمبدعين من أصحاب القدرات الفنية الخاصة التوجه لها.
باسم خليل محاسب يعتقد أن الإبداع في الحياة مهم، ولكنه يعتبر أن المبدع الحقيقي هو من يملك قدرة خاصة ويعمل على صقلها بحيث يصل إلى التميز ومن أكثر المعوقات التي تقابل المبدع برأي باسم الإهمال خاصة من جانب الأسرة التي تنظر في كثير من الأحيان لموهبة أبنائها على أنها شيء غير ضروري الاهتمام به مع أن عباقرة التاريخ كانت موهبتهم سبب شهرتهم، وهذا بالطبع بعد أن أصبحت محور حياتهم وأولوها الرعاية والاهتمام، والأسرة لا يقتصر دورها على الجانب المادي في تنمية مواهب أبنائها، بل يمتد الدور إلى الجانب الأهم وهو المعنوي، خاصة مع المهارات التي تشمل في طياتها الكتابة والشعر، وما إلى ذلك من مهارات يحتاج صاحبها إلى تقدير من الآخرين ليستمر بنجاح.
حسناء على مديرة مكتبة في إحدى المدارس الخاصة الكبرى تقول: داخل تلك المكتبة قرأت الكثير من الكتب واكتشفت أمرًا أزعجني كثيرًا، وهو أن الإبداع عندما يكون في نمط التفكير يصبح ضرره على الفرد في مجتمع كمصر كبير، وذلك لأننا مجتمع مغلق يعشق دومًا الكثير من أفراده النمطية في الأفكار والحياة، والمبدع فكريًا هو من يرفض كل ذلك، فيلفظه المجتمع أو يمارس ضده ضغوطًا كبيرة قد تفقده السواء النفسي ويتجه به للأمراض النفسية، وكم سمعت عن كتاب مصريين من دعاة التغيير وقعوا فريسة لأمراض نفسية سيئة نتيجة اتهام المجتمع لفكرهم الإبداعي بأنه ضرب من الجنون، لذلك وعلى الرغم من إنني أحب أن أكون مبدعة ومجددة في أفكاري الحياتية إلا إنني أخشى أن أعبر بشكل صريح عن أفكاري تلك التي تخالف قوانين المجتمع ربما، لأن عقاب المجتمع لي لن أستطيع تحمله.
تقول د. سوزان أحمد أبورية الأستاذة بكلية الآداب جامعة حلوان والتي سبق لها وأن أعدت دراسة شاملة عن الابتكار والإبداع في حياة الشباب: هناك من يظن خاطئًا أن الإبداع أو الابتكار موهبة غامضة يتمتع بها بعضهم، ولا يكون أمام الباقيين سوى أن يحسدهم عليها في حين أن الابتكار أو الإبداع هو نمط من التفكير يمكن لأي شخص أن يتعلمه ويتدرب عليه، فالمبتكر هو الذي يخلق شيئًا لم يكن موجودًا من قبل وهذا الشيء لا بد من أن يكون له قيمة.
الشخص المبدع له مجموعة من السمات من أهمها المقدرة الذهنية، أي التميز بالذكاء وليس معنى الذكاء القدرة على تخزين أكبر قدر من المعلومات، ولكن القدرة على إحداث علاقات بين الأشياء، إتساع الخيال وهذا معناه أن يكون الفرد ذا أفق واسع، وذلك يتكون لديه من خلال القراءات المتعددة للمعارف المختلفة، نمط راقٍ من التفكير أي أسلوب التفكير الذي يستهدف تغيير الوضع القائم إلى وضع أفضل، وهناك سمة أخرى تعد أكثر هؤلاء أهمية وهي البعد عن التفكير، فالمبدع مرن يتسم بالنظر للمشاكل من عدة زوايا، بحيث لا يكون مدخله طريقًا واحدًا لا يحيد عنه، أي لا يكون تفكيره منحصرًا داخل حدود ثابتة متحكمة في أسلوب التفكير لديه.
هناك مجموعة من الأفكار الخاطئة عن الإبداع تسود مجتمعنا من أمثلتها أن الإبداع موهبة لا يمكن تعلمها، وهذا مفهوم خاطئ يزيل عن كاهل الفرد مسؤولية أي جهد للتغيير، المبدع في حياته هو المتمرد المعترض دائمًا الذي يصفونه غالبًا بالجنون، في حين أن وصف المبدع بالجنون هو عجز من الآخرين عن تقبل أفكاره الجديدة والتفاعل معها، فالإبتكار يعتمد على جهد منظم للوصول إلى الأفكار الابتكارية، وليس مجرد الاعتماد على الأفكار المجنونة، وأوجه نصيحة للشباب ليكون نمط تفكيرهم ابتكاريًا حتى يمكنهم التصدي للمستجدات التي من حولنا، ولتكن ممارستهم لمثل هذا النوع من التفكير بصفة مستمرة وليس حادثًا عارضًا، فممارسة الابتكار تعتبر حافزًا قويًا لأنها تجعل الأفراد أكثر اهتمامًا بما يقومون به، وتعطي الأمل في الوصول إلى أفكار قيمة كما أنها تجعل الحياة أكثر متعة وإثارة للاهتمام.
التعليقات