المنامة ndash; من د.إسماعيل الربيعي: في إطار موسمه الثقافي الحادي عشر، استضاف الملتقى الثقافي الأهلي في البحرين، الذي يشرف عليه الشاعر البحريني المعروف علي عبد الله خليفة محاضرة بعنوان quot;إلإسلام وحوار الحضاراتquot; للمفكر العربي عدنان زرزور، حيث أدار المحاضرة الأكاديمي العراقي الدكتور عبد الكريم الهيتي، الذي استهل تقديمه، بالإشارة إلى الأهمية المعرفية التي ينطوي عليها موضوع الحوار بين الحضارات، وأهمية التأصيل الفكري له، من دون الإنسياق خلف الواجهات وسراب المقولات الجاهزة،. فيما أشار الدكتور زرزور إلى النظريات التي راجت الغرب في أعقاب سقوط الاتحاد السوفيتي، وبروز النظام العالمي الجديد، وتصدر المشهد الفكري الغربي لنظرية نهاية التاريخ لفوكو ياما ،هذا بحساب انتصار النموذج الليبرالي، لتعقبها ظهور نظرية هنتنغتون حول صدام الحضارات ، وطريقة المعالجة لطبيعة العلاقة السائدة بين الحضارات الراهنة، وما يمكن أن تفرزه من توجهات يكون فيها التصدر لحساب المصالح والرؤى الذاتية.وكان الباحث قد توقف مليا عند فكرة الحوار وطريقة توجيهه، بحساب الانطلاق من الحسبة الدقيقة والواعية للمقومات والأسس التي يقوم عليها الإسلام كمكون عقيدي محكم ودين سماوي، يدعو إلى التسامح والاعتدال والانفتاح على الآخر . وكان المحاضر قد توسع في تحليل طبيعة التحديات الداخلية الحادة التي يعيشها الغرب، لا سيما تلك الحقبة التي أفرزت فكرة نهاية التاريخ، فيما تبقى العلاقات التي يزخر بها العالم اليوم تشير وبيسر واضح إلى أن التاريخ لم يصل إلى محطته الأخيرة.، بحساب نمو الحضارات الأخرى.أو حالة التفحص في مسار موجهات الصراع الغربي ndash; الغربي، والذي راح يتبدى في حالة التوزيع للقرار السياسي حول المزيد من القرارات السياسية، إن كان على صعيد الوحدة الأوربية، بوصفها قوة صاعدة تمتلك مقومات التأصبل الثقافي، بازاء القطب الأمريكي الواحد الذي يستند إلى القوة المادية والقدرات الاقتصادية الكبيرة.
ويبقى مبدأ الحوار و الايمان به راسخا وشديد الوضوح من دون صدام أواقصاء. أما التناقض فإنه ينتج عن التحريف.هذا مع أهمية التأكيد على أن الإسلام هو الدين الذي جاء ليتمم مكارم الاخلاق.وإذا كانت الحضارة الإسلامية قد تمكنت من التعبير عن نفسها حيث كانت لها السيادة الحضارية على العالم، فإن الثقافات والحضارات الأخرى ، كان لها فرصة التعبير عن نفسها بطريقتها الخاصة ، مع أهمية التمعن بالقدر المشترك بين الحضارات، إذ لا توجدحضارة تبدأ من الصفر. فالتاريخ لا يخلو من وجود حضارة سائدة،و الحضارة التي تسود تأخذ من السابق وتضبف عليه.
- آخر تحديث :
التعليقات