تحلق في سماء المقهى الأدبي بآسفي

إيلاف- خاص: بمبادرة من مؤسسة الفكر، نظم المقهى الأدبي في لقاء افتتاحي يوم 29 أبريل 2006، لقاءا استضاف من خلاله المبدعة والقاصة المغربية ربيعة ريحان، وحضور فعلي للديبلوماسي الفلسطيني واصف منصور، وذلك احتفاء بالتجربة القصصية للمبدعة ربيعة ريحان وبمجموعتها القصصية الجديدة الصادرة عن منشورات دار الثقافة quot;أجنحة الحكيquot; وقد أطر هذا اللقاء الشاعر والناقد عبدالحق ميفراني.
مؤسسة الفكر لبنة جديدة تأسست بمبادرة من الأستاذ محمد الشقوري، وهي فضاء ثقافي مفتوح للإبداع والحوار الفكري والمعرفي،ـ كما تشكل استمرارية لتجربة المقهى الأدبي والذي أشرف على تأسيسه فرع اتحاد كتاب المغرب باسفي سنة 2004، وتنحو التجربة الحالية الانتقال من فكرة المقهى الأدبي الى أفق خلق مؤسسة فكرية ، ثقافية تتميز باستقلاليتها الفكرية والتنظيمية والمالية، وتتجه الى ترسيخ تقاليد جديدة للفعل الثقافي سواء على مستوى الجهة أو على الصعيد الوطني، فكرة المؤسسة الثقافية/المواطنة، فكرة تجعل من رهان المعرفة استراتيجية لتقريب العمل الثقافي في كليته من المتلقي أينما كان دون تحديد لمنطق الانتماء الفكري أو العمري. وتحتضن مؤسسة الفكر كافة المبادرات الفاعلة للإطارات الثقافية بالمدينة ولعل الشراكة مع فرع اتحاد كتاب المغرب باسفي نموذج أولي لشراكات أخرى مع إطارات جمعوية بالمدينة حتى يتحول المقهى الأدبي أحد فضاءات المؤسسة لفضاء مفتوح للمبادرة الثقافية المنخرطة في أسئلة التحديث والمعرفة .

اللقاء الافتتاحي ليوم السبت 29 أبريل كان مناسبة للاحتفاء بالتجربة القصصية للمبدعة ربيعة ريحان ، تجربة يؤكد الأستاذ عبدالحق ميفراني تمثل إحدى أهم الإشراقات التي ساهمت بشكل كبير في جعل النص القصصي بضمير المؤنث، يؤسس جغرافيته الإبداعية والأدبية في خضم دينامية المشهد القصصي المغربي، وقد ساهمت القاصة ربيعة ريحان الى جانب أسماء أخرى في خلق الطفرة النوعية التي تلت تشكل هذا الجسد الإبداعي ، إنها أوج المرحلة quot;البنفسجيةquot; العابرة للنص القصصي اليوم. ويندرج اصدار quot;أجنحة الحكيquot; الرقم السادس في بيبلوغرافية المبدعة بعد مجموعات قصصية هي : ظلال وخلجان ـ مشارف التيه ـ شرخ الكلام ـ مطر المساء ( الحاصلة على جائزة الإبداع النسائي بالإمارات العربية المتحدة سنة 1998) ـ بعض من جنون . وتتميز التجربة القصصية للمبدعة ربيعة ريحان عموما باشتغالها على شعرية المتخيل وسطوة المكان والذاكرة، ولعل الاستراجاعات الدفينة في المبنى الحكائي لتجربتها يقدم خصوصية مضافة لهذه التجربة القصصية المغربية . وتضم مجموعة أجنحة الحكي النصوص التالية : وكذلك كان - بقعة حمراء - ظل لمكان الحلم - نوستالجيا - أشياء تحدث خارج الطهارة - جدار الأمان - لهو غير مبهج - فرض المساء - حالة ndash; نار الغياب ndash; فوبيا ndash; مؤازرة ndash; لا غيم يزين الأفق ndash; رحيل ndash; لا يشبهني.. خمسة عشر نصا/قصة ،تتوزع عبر 133 صفحة من القطع المتوسط، بطباعة أنيقة وبورق أصفر جميل منتقى بعناية صادر عن دار الثقافة للنشر والتوزيع بالدار البيضاء بالمغرب. لدبلوماسي والكاتب الفلسطيني واصف منصور الوزير المفوض بالسفارة الفلسطينية بالرباط قدم شهادته حول آسفي المدينة والحاضرة التي فقدت الكثير من بريقها كما قدم آسفي من خلال كتابات ربيعة ريحان التي تبدو وليدة للجغرافية وأسيرة متخيلها ويؤكد الأستاذ واصف منصور على خصوصية قصص ربيعة ريحان في تفرد اشتغالها على الواقع لا على عالم هلامي لغوي دون قسمات .
أما المبدعة ربيعة ريحان فقد اعترفت أن دفء اللقاء والحضور الزاخم واللافت لاحتفائها يجعلها أكثر انفعالا مؤكدة على وشائج المكان الذي يسيج الذاكرة وقد تلت نصها quot;رحيلquot; من مجموعتها الأخيرة، ليلتقي الحضور بعد ذلك مع فقرة موسيقية تضمنت تقاسيم على العود للفنان بن بوزيد، عموما تميز اللقاء الافتتاحي لمؤسسة الفكر بحضور لافت لمختلف الوجوه والفعاليات الثقافية والجمعوية بالمدينة الى جانب جمهور متعطش للفعل الثقافي.