صدرت عن المؤسّسة العربية للدراسات والنشر مجموعة ( ستّون قصيدة ألمانية بلغة مزدوجة ) ترجمة الدكتور بهجت عباس. تضم المجموعة ستين قصيدة لشعراء
ألمان من القرن التاسع عشر من بينهم غوته، شيلر، هاينه، هولدرلين، نيتشه، ريلكه، نوفاليس وإيدا هان-هان. وقد ذُكر النصّ الألماني بجنب الترجمة العربية، سطراً
فسطر أو صفحة مقابل صفحة. نُشر بعضها في بعض مواقع الإنترنت ونال إحسان كثير من الأدباء والشعراء والقراء. ولعل أوّل من ثمّنها الشاعر الراحل كمال سبتي بتعليقه التالي في موقع (الكاتب العراقي) في أواخر 2004 عندما قرأ ما نُشر منها في الموقع المذكور:

quot;ترجمتك هذه وأخريات غيرها يا صديقنا الدكتور بهجت عباس رائعة. ولربما هي من الترجمات القليلة من الألمانية إلى العربية التي تستحق الثناء على (عربيتها ) السليمة والمطوَّعة بانسيابية ملحوظة. أهنئك من عميق القلب عليها. وأني لأتساءل عن سبب عدم ترجمتك مشروعاً شعرياً..كأن يكون مختارات من الشعر الألماني في القرن كذا..أو مختارات لأحد الشعراء الهامين أو لمجموعة منهم متقاربة زمنياً وأسلوبياً..؟ أحييك.. كمال سبتيquot;

وفي تعليق آخر عندما ترجمت إحدى القصائد شعراً في (الكاتب العراقي) أيضاً:

quot;الأستاذ الفاضل بهجت عباس تحية طيبة قرأت لك قبلاً عدداً من ترجماتك قصائدَ ألمانية في المواقع الألكترونية وقد أعجبني فيها أولاً تمكنك من اللغة العربية عكس عدد ممن يترجمون من اللغة الألمانية. يقول المثل الإيطالي : أيها المترجم ، أيها الخائن. ويقول الجاحظ : الشعر لا يسطاع أن يترجم. ومؤكد أنك تدرك الأسباب التي وقفت وراء نطق القولين. فالقصيدة ستفقد من روحها الكثير. لذلك عمد المترجمون إلى ترجمة الشعر نثراً حتى يقل ضياع المعاني أثناء رحيلها من لغة إلى أخرى.. سؤالي لك وأنا أحييك من كل قلبي : لماذا لاتستمر في ترجمة الشعر الألماني نثراً ؟ واسلم كمال سبتيquot;.

اخترنا من الكتاب الإشتياق فريدريش شيلر ( 1759-1805 )
Die Sehnsucht

آخ، من أعماق هذا الوادي، Ach, aus dieses Thales Gruuml;nden,
التي يَرهَصُها الضَّباب البارد، Die der kalte Nebel druuml;ckt,
لو استطعتُ أنْ أجدَ مخرجاً، Kouml;nntrsquo; ich doch den Ausgang finden,
آه، كم سأشعرُ بأنني سعيد! Ach, wie fuuml;hltrsquo; ich mich begluuml;ckt!
هناك أرى هضابـاً جميلة، Dort erblickrsquo; ich shouml;ne Huuml;gel,
دائمةَ النضرة وأبدية الخضرة! Ewig jung und ewig gruuml;n!
لو كانت لديَّ أجنحة، لو Hauml;tt ich Schwingen, hauml;tt ich
استطعت التأرجح، Fluuml;gel,
لانطلقت مُحلِّقاً إلى تلك الهضاب. Nach den Huuml;geln zouml;g ich hin.

أسمعُ الأنغامَ ترنّ ُفي أذني، Harmonieen houml;rrsquo; ich klingen,
ألحانَ هدوءِ السَّماء الجميل، Touml;ne suuml;szlig;er Himmelsruh,
والنسائمُ اللِّطـافُ تحمل Und die leichten Winde bringen
إليَّ البلسمَ الفوّاح. Mir der duuml;fte Balsam zu.
أرى الفواكه الذَّهبية متألقة، Goldene Fruuml;chte sehrsquo; ich gluuml;hen,
تختلس النظر بين الأوراق Winkend zwischen dunkelm Laub,
الداكنة،
والأزهار، التي تتفتح هناك، Und die Blumen, die dort bluuml;hen,
لنْ تكونَ سَـلباً لأيِّ شتاء. Werden keines Winters Raub.

آخ، كم سيبقى جميـلاً Ach, wie schouml;n muszlig; sichrsquo; s ergehen
هناك في شعاع الشمس الأبدي! Dort im ewrsquo;gen Sonnenschein!
والنسيم على تلك المرتفعات- Und die Luft auf jenen Houml;hen -
كم سيكون عليلاً نابضاً بالحياة! O, wie lebend muszlig; sie sein!
ولكنْ هيجان الجدول يوقفني، Doch mir wehrt des Stromes Toben,
خريره يهدر مابين ذلك غاضباً، Der ergrimmt dazwischen braust;
أمواجُه تأخذ بالإرتفاع، Seine Wellen sind gehoben,
فـتهبط روحي إلى الحضيض. Daszlig; die Seele mir ergraust.

إنني أبصر قارباً متأرجحاً، Einen Nachen seh ich schwanken,
لكنْ، آخ! لقد سقط الربّان. Aber, Ach! Der Fauml;hrmann fehlt.
غطس الآن ومن دون تردّد! Frisch hinein und ohne Wanken!
أشرعته ملأى بالإسْـتِلـهام. Seine Segel sind beseelt.
يجب أن تؤمنَ، يجب أنْ تجرُؤَ، Du muszlig;t glauben, du muszlig;t wagen,
لأنَّ الآلهةَ لا تعطي أيَّ ضمان، Denn die Gouml;tter leihn kein Pfand;
إنَّ معجزة فقط تـقدر أن تحمِلَكَ Nur ein Wunder kann dich tragen
إلى أرض المعجزات الجميلة. In das schouml;ne Wunderland.