إلى زياد خدّاش

النبيّ


على كرسيٍّ من نخلٍ
ولبخةِ طين..
بعكّازةٍ تشاغِلُ الحصاةَ،
وعلى الحَصاةِ سيئةٌ؛
لمن؟
أيها النبيّ المفاجئ،
الخيالُ على المُنحنى
واليدُ تحتَ الإبط
تتثاءبُ!

الظلّ

مُخضْرمٌ وضخمٌ وأعمى كـ"بشار ابن برد"
على طُول البرزخ بين حصاتين من عتمةٍ ونور..
خَفيفٌ كالعدمِ،
مِرأةٌ لخصلةِ الشيبِ،
مَسرّةٌ للبوم.
خالٍ من البثورِ والرذاذ
- في وهلةِ القانطينَ-
ليس مَشْكُولاً بأزرارٍ وبلّورٍ؛
يأكلُ العشبَ والقمصانَ،
ويمتصُّ هَجْعَةَ المطرِ
على العتَبات!


يدي في الثلج

يديَ اللدنةُ الدافئةُ البيضاءُ
مَمْحُوّةٌ في الثلجِ..
كيفَ تُنظِّفُ الممحاةَ
من بَحْلَقاتِ العيونِ
في الظلالِ؟!
كيفَ تتكمَّمُ بقفّازٍة مِنْ صُوفٍ
وضيقٍ وعتمة!
وأيّ رِضىً ياربُّ
في انقلابِ الثلجِ ماءً
بَعْدَ قليل..!
صورتي مَمْحوةٌ في الماء
وهذا الشُروقُ سرابٌ!
أنا، يا ربّ، يدي في الثلجِ،
وعيني على وَرَقَةٍ،
وقِطْعةِ مِمحاة!

زُجاجة

الذينَ لمعوا في سَرابِ البهجةِ،
أحدُهم: واضحُ الملامحِ، داكنُ الهِندام..
أصابِعُهُ تَدُبُّ على ظِلال الطبْلية الشّهباء،
يُغنّي: صَدْرُ جدّتي خَزانة.
في المدْخَلِ،
ينفرطون كالقطراتِ..
مِنْ حَنَفيّةٍ غيرِ مُحْكَمَةِ الإغلاق.
وشذَراتُ الثلج راقصاتٌ
في زجاجةٍ مُحْكَمةٍ،
وواقفةٍ بوقارِ أنوثةٍ
يُهامِسُها التيارُ.
لا زَمَنَ في فَراغِها اللاصف؛
إنما الماءُ، الذي لم يبلغ الرقبةَ، وقودُ الصيف.
مُشْرِقَةٌ في مآبِ الشمس..
بغتةً أليلتْ ظلالٌ،
وبغتةً لم أرَ الزجاجةَ!