أنا الشاعرُ الذي
إذا تَفشل مُقترحاتي على الأرضِ، أنكص
مُتذرّعِاً بِصناعةِ ليلي؛
في كأسٍ مِن الشاي تغازلُ إنارةَ الغُرفةِ،
وتَصيرُ مرآةً لظلالِ السّقْفِ،
ووجهيَ، وقبضةِ كفّي، ونَجْمَتيْ بَصَرِي،
وبضعةِ أشياء!
أنا الشاعرُ الذي
كانَ أنْ سقطَ، سَهواً، مِنّي الالتباسُ
على عَماءِ الفرق بين المِلْحِ والسكّر؛
سامحكِ الله يا أمّي:
أكانَ فرضاً عليكِ أن تَرُصّي آحادَ اللونِ جنباً إلى جنب؟
أحقّاً، هفوةٌ؟ أم شِعْريّةُ لون؟
أحقّاً، التباسٌ أم مَلْبَسُ روحٍ؟
ما الذي عَناه اللهُ، إذاً، مِنْ أمرٍ كهذا؟
وهُو الذي يَعرِفُ أنيَ:
أنا الشاعرُ الذي
إذا تفشل مقترحاتي على الأرض، أنكص
مُتذرّعِاً بِصناعةِ المَلهَاة!
أنا الشاعرُ الذي
آنَ كنتُ تلميذاً، قرأتُ عن القطبينِ الأبيضينِ
وكائناتٍ دافئةٍ وحُرّةٍ كالدببةِ.
فكانَ أنْ حَدَثَ، أني رجعتُ، تحتَ شمسِ الماضي، إلى البيتِ؛
رأيتُ أمّي آنها تفردُ كَوْمَتَينِ مِنْ أحْشَاءِ المَخدّاتِ والألحفةِ،
شرقاً وغرباً، و وسط البيتِ..
تضربُ بِعصا مُكنسةٍ بُنِيَّةٍ كَعُرجونٍ قديمٍ،
هنا وهناكَ... والصغيراتُ من بيتنا كنّ يَحْضُنّ العَرائسَ
البيضاءَ الدَّعِيَّةَ، والدببةَ المشكّلةَ دونَ إعلاءٍ لرمزٍ آنها؛
سوى التذرّع بالألهيات!
هل كانَ شعراً؟
أم عفوَ مِثالٍ لِوَلَدٍ تَحَمّلَ بِوِزْرَيْنِ اثنين:
كتابِ المدرسةِ،
وواقع البيت؟!
أنا الشاعرُ الذي
إذا هرّسَ القصفُ الزجاجَ حواليّا، أُلَطّف
مِن فجأةٍ كهذهِ؛ بالتّسمّعِ إلى "خُشْخِيْشَةِ" طفلٍ،
وأساور امرأةٍ تثرثرُ..
كأنّما الإشراقُ من "غرانيت" ذاكرتي المُرقّط!
وأنا الشاعرُ المسؤولُ عن
توْريةِ الماءِ في عينيّ؛
غيرُ مَسْؤُولٍ عن تَورِياتِ الظلالِ في العتمةِ.
كأنّما سَرابُ العباءةِ،
أوْ حلُمُ سافيةٍ
يَسيلُ مِنْ كُرَويّةِ البلّور!
التعليقات