الياس توما من براغ : حذرت الأوساط الصحية التشيكية من ازدياد عدد الإصابات بمرض الإيدز في تشيكيا في الفترة الأخيرة ولاسيما في السبعة اشهر الماضية حيث سجل عدد إصابات جديدة فيها يفوق العدد الذي سجل طوال عام 2003.

وذكرت رئيسة المختبر الوطني للإيدز السيدة ماريه بروتشكوفا انه وللعام الرابع على التوالي تتم ملاحظة نزعة تصاعدية في عدد الإصابات ، أما أسباب ذلك فتعود حسب رأيها إلى عدة عوامل غير أن أكثرها احتمالا هو تراجع الحديث عن الوقاية من هذا المرض المميت وبالتالي فان الشباب لم يعودوا يتذكرون الشخصيات المعروفة التي قضت بهذا المرض وكانت في السابق تمثل أنموذجا يجب تجنبه .

وتضيف أن الشباب وبسبب أسلوب حياتهم المستخف بالحياة أحيانا هم الشريحة الأكثر عرضة لهذا المرض ولاسيما الذين تتراوح أعمارهم بين 20 ــ 25 عاما .

وتشير معطيات وزارة الصحة التشيكية إلى أن عدد الذين أصيبوا بمرض نقص المناعة المكتسبة منذ عام 1986 حتى نهاية تموز يوليو الماضي بلغ 891 شخصا تطور المرض عند 202 منهم إلى إيدز. وقد توفي من المصابين بالمرض حتى الآن 121 شخصا .

وينبه العامل في القسم الوقائي التشيكي فلاديمير كوفاتش من أن عدد المصابين بالمرض يمكن أن يكون أربع أضعاف الأرقام المسجلة حتى الآن لان الكثير من الناس الذين أصيبوا بفيروس المرض لا يعلمون بأنهم يحملونه .

ويرى أن تنامي الإصابات بالمرض في تشيكيا يعود أيضا إلى اللامبالاة المسجلة لدى الشباب حيث يعتقد الكثير منهم أن المرض يصيب المثليين والعاهرات فقط ولذلك رأى انه لمنع استمرار تفشي المرض يتوجب زيادة توعية الناس بأن هذا المرض يشمل الجميع ويمكن أن يتعلق بأي شخص .

وحسب رأيه فان هذا المرض عبارة عن قنبلة موقوتة ولذلك يتوجب على الشخصيات العامة والمشهورة التحرك والتنبيه عبر مختلف الفعاليات إلى خطر هذا المرض .

ويضيف : أثناء منح جوائز الاوسكار في الولايات المتحدة يمكن مشاهدة العديد من الفنانين المشهورين وهم يضعون شارة حمراء على ثيابهم تنبه من الإيدز أما في بلدنا فان الناس المشاهير يخشون من أن وضعهم الإشارة التي ترمز إلى الإيدز يمكن أن تجعل الناس يفهمون على أنهم مصابون به ولهذا فإنهم يتجاهلون النشاط في مجال الوقاية من الإيدز .

وتنبه مديرة المختبر الوطني التشيكي إلى أن أكثر حالات انتقال العدوى تحدث من خلال إقامة العلاقات الجنسية العابرة مشيرة إلى أن المعطيات المتوفرة تفيد بان 80% من الذين أصيبوا بالمرض قد تم ذلك عبر الاتصال الجنسي .

وأضافت إذا ما كان الشخص غير متأكد من أن صحة شريكه الجنسي العابر جيدة فيتوجب عليه إجراء فحص الدم الخاص بالإيدز سريعا أما الانتظار حتى تظهر علائم المرض عليه فلن يكون نافعا لأنه كلما تم اكتشاف المرض مبكرا كلما كانت فرص إطالة عمر المريض أعلى .

ولا تشكل الجمهورية التشيكية حالة استثنائية في العالم من حيث تنامي عدد الإصابات بهذا المرض الخطير فبحسب معطيات الأمم المتحدة أصيب في العام الماضي بالمرض 5 مليون إنسان الأمر الذي يعد الرقم الأعلى الذي يسجل منذ عام 1981 حين اكتشف المرض وقد تجاوز الآن عدد حاملي فيروس المرض في العالم حدود الأربعين مليون نسمة .