4 أشخاص لقوا حتفهم مع إنتقال المرض الأسبوع الماضي
مصر: إنفلونزا الطيور لا تشكل وباءً على الرغم من الوفيات الأخيرة

القاهرة: على الرغم من وفاة أربعة أشخاص في مصر الأسبوع الماضي بمرض أنفلونزا الطيور، إلا أن المسؤولين الصحيين لا يرون أن هذا المرض قد أصبح يشكل وباءً في البلاد. ويمكن أن تصاب الطيور بشكل طبيعي بفيروس إنفلونزا الطيور ولكنه قد ينتقل إلى البشر من خلال الاختلاط المباشر بالطيور المصابة،وفي هذا الإطار، قال جون جبور، المستشار الطبي للأمراض المستجدة في مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط إنه لاتوجد حتى الآن مخاوف من أن يكون المرض قد تحول إلى أنفلونزا وبائية quot; .

ووفقًا لتقارير صحافية، تم اكتشاف فيروس H5N1 بين الدواجن في دلتا النيل خصوصًا تلك التي يتم تربيتها في الحظائر المنزلية.

وكانت الوفيات الأربعة التي حصلت خلال الأسبوع الماضي كلها لنساء من منطقة دلتا النيل وبذلك وصل عدد الضحايا الذين لقوا حتفهم بسبب هذا الفيروس إلى 19 ضحية منذ اكتشافه في عام 2006. وكانت ثلاثة من النساء الأربعة قد أصبن بالفيروس بسبب الطيور التي يربينها في البيت أما الرابعة فكانت بائعة دواجن.

وأفادت منظمة الصحة العالمية أن بعضًا من الضحايا الذين لقوا مصرعهم بسبب فيروس H5N1 أظهروا مقاومة لدواء تاميفلو المضاد للفيروس.

وقبل حصول الوفيات الأخيرة، كانت آخر وفاة بشرية تم التبليغ عنها بسبب أنفلونزا الطيور قد حصلت في شهر يونيو/حزيران 2007. وشرح جبور السبب في ذلك بقوله: quot;أنفلونزا الطيور مرض مرتبط بسلوكيات الناس. وبمرور وقت طويل على آخر مرة تم فيها التبليغ عن الفيروس، عاد الناس إلى تربية الدواجن داخل بيوتهم لأنها تشكل مصدر الدخل الوحيد بالنسبة لهمquot;.

الإجراءات الاحترازية

وقد اتخذت مصر إجراءات وقائية كثيرة ضد أنفلونزا الطيور منذ ظهور المرض في البلاد عام 2006. وشرح عبد الغفار عبد الناصر، مدير وحدة مراقبة الأمراض بوزارة الصحة، هذ الإجراءات بقوله: quot;لقد شكلنا لجنة عليا لمكافحة انفلونزا الطيور، تتكون من ممثلين من وزارة الصحة ووزارة الزراعة وممثلين عن مختلف المحافظات والجهات الأمنية. تعقد هذه اللجنة اجتماعاتها مرة كل شهر في الأحوال العادية وتكثف من اجتماعاتها كلما دعت الحاجة إلى ذلك... كما وصلنا إلى مرحلة متقدمة في خطة مكافحة الوباء العالمي على المستوى القومي، ونعمل حالياً على مستوى المحافظات والمستشفيات. ويركز هذا التخطيط على مسؤوليات كل جهة في حال تحول المرض إلى وباء عالميquot;.

وأضاف قائلاً: quot;لقد كانت حملات التوعية التي نظمناها مفيدة جدّاً. فعلى سبيل المثال، تمكنا من معالجة كل الإصابات التي تم التبليغ عنها بين الأطفال في العام الماضي. لقد أصبحت الأمهات أكثر وعيًا إذ يسرعن بأطفالهن إلى المستشفى بمجرد الشك بالإصابة بأعراض الأنفلونزاquot;.

ولكن عبد الناصر عزا الزيادة في عدد الإصابات إلى تكاسل الناس في التبليغ عن نفوق دواجنهم أو تعرضها لأي أعراض. كما أشار إلى أن quot;البعض ممن يأتون إلى المستشفى وهم يعانون من أعراض المرض يكذبون على الأطباء عندما يسألونهم إن كانوا يربون الدواجن في بيوتهم، الأمر الذي قد يؤخر حصولهم على العلاج المناسبquot;.

نقل الطيور

وأفادت الحكومة أنها تجد صعوبة في اجتثاث المرض نظراً للعدد الكبير من الناس الذين يربون الدواجن في بيوتهم. وبسبب ذلك، أعلنت الحكومة حالة طوارئ في منطقة دلتا النيل في محاولة منها للحد من انتشار الفيروس. كما أنها حذرت من أنها ستتخذ إجراءات صارمة ضد المزارع التي لا تتبع قواعد تربية الدواجن.

كما قامت الحكومة بحظر نقل الدواجن من محافظة إلى أخرى دون الحصول على إذن يسمح بذلك. وفي هذا الإطار، قال صابر عبد العزيز، مدير عام الإدارة العامة للأوبئة وأمراض الدواجن بوزارة الزراعة: quot;يجب على التجار أن يبلغوا وحدة الطب البيطري قبل قيامهم بنقل الطيور، حيث تقوم الوحدة بأخذ عينات من الطيور وإرسالها إلى المختبر للتحليل. وفي حال كانت التحاليل سلبية، فإن الوحدة تمنح التجار تصريحًا بنقلهاquot;.

كما يتم توقيف الشاحنات التي تقوم بنقل الطيور في عدد من نقاط التفتيش المنتشرة في أنحاء عدة من البلاد. وأوضح عبد العزيز أن هناك على الأقل 100 نقطة تفتيش في كل محافظة، كما أن رجال الأمن والأخصائيين البيطريين متواجدين فيها على مدار 24 ساعةquot;. وأضاف أن الوزارة رفعت ميزانية التطعيم هذه السنة، حيث قال quot;نحن نخطط لإعطاء 200 مليون جرعة هذه السنة مقابل 150 مليونًا في العام الماضيquot;.

وتهدف الوزارة إلى تطعيم 85 مليون طائر داجن خلال المرحلة الثانية من حملة التطعيم التي بدأت في 15 ديسمبر/كانون الأول وستنتهي في 15 مارس/آذار. وقال عبد العزيز أن quot;التطعيم مجاني للطيور التي تربى في المنازلquot;.

وكانت المرحلة الأولى من حملة التطعيم التي بدأت في شهر يونيو/حزيران وانتهت في ديسمبر/كانون الأول 2007 وقد استهدفت 76 مليون طائر.

المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)