rlm;د. سمير محمود: عنrlm; rlm;المرضى rlm;الهائمينrlm; rlm;على rlm;وجوههمrlm; rlm;فى rlm;الشوارعrlm;، rlm;وعنrlm; rlm;مسؤوليةrlm; rlm;أمانةrlm; rlm;الصحةrlm; rlm;النفسيةrlm; rlm;عنهمrlm;، rlm;وعنrlm; rlm;قدرةrlm; rlm;مستشفياتrlm; rlm;الصحةrlm; rlm;النفسيةrlm; rlm;فى rlm;مصرrlm; rlm;على rlm;استيعابrlm; rlm;الأعدادrlm; rlm;الهائلةrlm; rlm;منrlm; rlm;المرضى rlm;سألتrlm; rlm;الدكتورrlm; rlm;ناصرrlm; rlm;لوزةrlm; rlm;أمينrlm; rlm;عامrlm; rlm;الصحةrlm; rlm;النفسيةrlm; rlm;في وزارةrlm; rlm;الصحةrlm; rlm;وجاءتrlm; rlm;إجاباتهrlm; rlm;فى rlm;النحوrlm; rlm;الآتيrlm;.rlm;

*ما قصة المرضى الذين يرفض ذويهم تسلمهم من مستشفى الخانكة للصحة النفسية وهل تم شفائهم بالفعل أم أن المستشفى ضاقت بهم وترغب فى التخلص منهم؟
-هؤلاء ناس أودعوا بأمر من المحكمة بسبب جرائم ارتكبوها تم إيداعهم قسم المودعين، هؤلاء يتم إيداعهم وعلاجهم ولما تتحسن حالتهم ترى إدارة المستشفى والأطباء إن حالتهم تسمح بالخروج فيتم عرضهم على مجلس اسمه مجلس مراقبة المستشفيات العقلية يضم هذا المجلس مندوبين من النيابة مندوبين عن النائب العام ووزارة الداخلية والأمن ومصلحة السجون وأطباء نفسيين من وزارة الصحة.
هذا المجلس أقر أن العشرين حالة هذه حالتهم استقرت وتحسنت وأبلغ هذا للنائب العام والذى أصدر بدوره أمر بالإفراج عنهم، وصدرت لهم قرارات خروج من المستشفى لكن أين الأهل الذين يستقبلون ذويهم؟
إلى جانب هؤلاء لدينا المئات من المرضى النفسيين الذين أتوا إلى مستشفى العباسية والخانكة دون أمر محكمة وتلقوا العلاج وأصبحوا بحالة تسمح بخروجهم لكن ذويهم لا يتقبلوهم. وبالأرقام يقول د لوزة quot;من مستشفى العباسية من بين 2000 مريض 45% منهم مؤهلين للخروج ولا يقبلهم ذويهم أدخلوهم وتركوهم، وبعضهم يبقى فوق العشرة والعشرين والثلاثين سنةquot;.
يضيف لوزة: quot;المشكلة ليست فى الأهل الذين يرفضون استقبال ذويهم، المشكلة فى المجتمع الرافض لهم.. فإذا أرادوا أن يشتغلوا لا أحد يشغلهم.. المجتمع يردد: quot;ده خارج من الخانكةquot; quot;لو عايز يتجوز محدش هيرضى بيهquot; quot;مين يجوز بنته لواحد خارج من الخانكةquot;.
الجيران يخافون منه و يرفضون التعامل معه وبالتالى نحن أمام أزمة ضخمة تتجاوز حدود الأهل إلى المجتمع كله وثقافته التى لا تقبل المريض النفسى والتى تصعب من مهمة رعايته وعلاجه فى المجتمع.. وبالتالى يلقى المريض النفسى الذى شفى بدرجة كبيرة تعاملات مشينة وضغوط نفسية واجتماعية شديدة من المجتمع فور خروجه من المستشفى.
ربع قرن
* وما العمل أو الحل لهذه المشكلة؟
- أتصور أن دور الإعلام مهم فى تعديل ثقافة المجتمع لتقبل المريض النفسى، وهناك خطوتان:
القانون الجديد للمرضى النفسيين يضع لوائح تنظم دخول المرضى للمستشفيات ويحدد فترة بقائهم لكن القانون لوحده لا يغير نظرة وثقافة المجتمع بالكامل ومن هنا نحتاج الضلع الآخر مع القانون وهو الإعلام وحملات التوعية بحقوق المريض النفسى فى العلاج والتأهيل ما بعد العلاج وهذا دور الإعلام ودور المؤسسات التربوية والتثقيفية التى من شأنها تربية وتثقيف المجتمع فى المدارس والجامعات وتوعيتهم بحقوق المريض النفسى. المريض النفسى بحسب حالته يدخل المستشفى وقد تمتد فترة علاجه لأسبوع أو أثنين أو ثلاثة أو خمسة ويخرج من المستشفى، لكن ليس من المعقول أن يبقى بها 25 سنة مثلاً!
إهدار المال العام
* كمسؤول ورئيس أمانة الصحة النفسية حالة المريض تكون واضحة منذ بداية دخوله المستشفى ومن ثم يكون واضحاً مسبقاً المدى الزمنى المرجح أو التقريبى لرحلة العلاج.. فما هذا الصبر والنفس الطويل الذى يجعلكم تتحملون مريض لـ20 و25 سنة؟
-هذا عبء كبير ولا يحتمله أحد. عبء مادى ضخم وإهدار للمال العام عبر شغل أسرة المستشفى خلافاً للأكل والشرب والمبيت وغيرها.. والمشكلة حقيقة التى يعانيها الأطباء الذين يعملون فى مجال الصحة النفسية عمرها يفوق النصف قرن،
فلدينا حالات فى العباسية شفيت تماماً ونرغب فى إخراجها.. فمثلاً لدى مريض شفى أريد إخراجه يأتى أخوه ويقول لى: quot;لا تخرجه.. أنا شايف انه لسه ما خفشquot;؟ ويعاند ويكابر ويرفض قبول شقيقه الذى تعافى.
يضيف : quot;أخرجه وأوصله لحد البيت أبص تانى يوم.. ألاقيه بعد الظهر فى اليوم التالى عامل لى محضر إن شقيقه المريض الذى شفى وأنا أخرجته، كسر زجاج عربية أو تعرض لبعض النساء فى الشارع أو غيرها من الأمور ويتهم فيه الطبيب وإدارة المستشفى بأنها المسئولة لأنها تعجلت فى إخراجه قبل تمام شفائه.
حقوق ضائعة
لو مدير مستشفى الخانكة أخرج مريض غصب عن أهله، مدير المستشفى هو الذى يساءل قانوناً كيف أخرجته؟ونظرة المجتمع كله ستحمل الطبيب أو مدير المستشفى مسؤولية إخراجه؟ وقد حدث قبل ذلك إن مدير المستشفى أخرج مريض إجازة ووجد نفسه هو فى السجن بتهمة إخراج مريض لم يكتمل شفائه.
الموقف يتفاقم والأسرة لا تستوعب، يواصل لوزة متأثرأ:
quot;أنا عايز المتعافين وعددهم بالمئات يخرجوا ، لسبب بسيط ، هو حقهم أن يعيشوا،الحق فى الحياة،المنصوص عليه فى جميع قوانين ومعاهدات واتفاقيات حقوق الإنسانquot;.
2،5 مليون مريض نفسى
*هل يمكن بالأرقام تقدير عدد المرضى النفسيين في مصر ولو بشكل تقريبى؟
- مرضى الأمراض العقلية فى مصر يتجاوز الرقم 2,5 مليون.
و فى مصر كل أسرة المرضى النفسيين التابعة لوزارة الصحة والتأمين والجامعات والخاصة والمراكز وغيرها 10 آلاف سرير فهل نتخيل 10 آلاف سرير للمرضى النفسين اللى عددهم 2,5 مليون أليست هذه معضلة؟!.
* أتصور دون تضخيم أو تقليل من حجم الرقم إن 2,5 مليون رقم لا يعبر بدقة عن حجم المرضى النفسيين فى مصر خاصة وأنهم ينتمون لمرض أو حزمة أمراض سيئة السمعة وبالتالى هناك نسبة تدارى حقيقة مرضها النفسى أو مرض ذويها واحتمالات تمدد الرقم واردة؟.
- إفرض الـ10 آلاف سرير أصبحوا 20 ألفاً أو ثلاثين أو بمعجزة ما أصبح لدينا 2,5 مليون سرير للمرضى النفسيين هل هذا هو الحل؟.. هل هذا شىء مقبول اجتماعياً أو أخلاقياً أو طبياً أو اقتصادياً.. هذه أزمة سلوك، وثقافة مجتمع ، أدق وصف له أنه أنانى لا يعترف بحقوق المرضى النفسيين وأبسط هذه الحقوق حقهم فى العيش وحقهم فى الحياة.
اليوم حين نفكر فى فتح مركز تأهيل مرضى نفسيين فى مدينة ما نفاجأ بمشكلات لا حصر لها من السكان المجاورين للمركز.. يرفضون أساساً فكرة وجوده.. بمجرد وضع الأساسات تحرر ضدك عشرات المحاضر الرافضة لأن ينشأ مركز كهذا، وبعضهم يتهمك ويقولك كيف تحضر مرضى نفسيين فى مركز مجاور لنا؟ وكأن المفروض أن نتخلص منهم أو نضعهم فى الصحراء مثلاً هل هذا اعتراف بحقوق الإنسان المريض النفسى؟!.
من المستشفى إلى التربة!

*يمكن سوء العلاج وراء كل هذا؟
-العلاج النفسى اليوم له نتائج طيبة لكن تصور الأهل والناس والمجتمع والقانون يقف عائقاً.. الناس لديهم تصور إن الذى يدخل مستشفى علاج نفسى لا يخرج منه إلا على التربة؟! للدفن فقط!! وهذا تصور خاطئ.
وأى قريب لمريض حين يأتى لتسلمه يفتح معك محضر..quot; متأكد يا دكتور.. على مسئوليتك.. وهناك بالفعل حالات تستقر تماماً بعد فترة من العلاج.. الشىء الذى يدعو للفخر أن هناك بلاد فى العالم تتباهى بأنها أغلقت بعض مستشفياتها النفسية، quot;أما نحن فنبحث عن زيادة عدد الآسرة إلى 2,5 مليون سريرquot;.

*ما الضمانات التى تجعلنى كأهل أو كمجتمع أقبل هذا المريض مرة أخرى دون أن أتخوف أن يتسبب فى كارثة؟
-لو قبلته وقدرت توصل له علاجه سواء بالتردد على المستشفى وعياداتها الخارجية أو حتى بمركز خاص لن تحدث أى مشكلة..
وبالنسبة لقانون الصحة النفسية الجديد بشأن المرضى النفسية ففيه مادة تضمن علاج المريض فى المجتمع، وهذه المادة فيها صيغة الأمر المشدد كالأمر القضائى بأن هذا المريض يجب أن يحصل على دواء وإن لم يأمر بأخذه ستتردى حالته ويضطر للعودة إلى المستشفى. لكن المسألة ليست قانون فقط بل مجتمع وناس تأخذ أخواتها أولادها وتكمل علاجهم فى العيادات الخارجية.. ولابد أن يقبلهم المجتمع على حالتهم هذه.
بتحسر يستطرد لوزة قائلاً : quot; تصور ..أحد الأخوة الأنانيين يرفض أخذ أخوه بعد أن شفى لماذا؟ لأن الأخ السليم تماماً لديه بنت quot;على وش جواز كما يقولونquot; وإن خروج عمها من المستشفى ممكن يمنع جوازها أو يوقف حالها على حد قولهquot;.
حين يبدأ المجتمع تغيير نظرته والناس تقول عيب عليهم سايبين أخوهم فى المستشفى الآية هنا تتعدل لأن اللى حاصل إن المجتمع شايف إن المرضى لو خرجوا من المستشفى فهذا هو العيب أما بقائهم بالمستشفى فليس عيباً.. كارثة ووضع مؤسف ومقلوب بالطبع!
الجحود
*قلت لأمين الصحة النفسية الدكتور ناصر لوزة :يمكن رفض الأهل تسلم ذويهم راجع لأسباب مادية تتعلق بضعف قدراتهم على مواصلة علاج ذويهم ورعايتهم؟
- هذه أنانية وجحود ،الأهل أصلاً يرفضون ليس بحجة مالية لأن واحد يخرج من المستشفى يعيش معاهم ماذا يكلفهم هذا فى وقت هم يأتون من المحافظات فى الريف والصعيد يتكبدون مشقة السفر والمواصلات والعلاج أصلاً متوافر بالمجان فى العيادات الخارجية وفى المحافظات أيضاً. ومن لا يقدر على ثمن علاج العيادات الخاصة يأخذه من العيادة الخارجية بمستشفيات الصحة النفسية ولو بشكل شهرى يمر دون اشتراط إقامته بالمستشفى.
جزء من أدويتنا الآن حقن طويلة المفعول ممكن المريض يخرج لأهله ويمر على المستشفى مرة بالشهر يأخذ حقنة فى دقائق ويستمر مفعولها للشهر التالى.

*سمعت بعض الأهالى يتركون مرضاهم( الأخ أو الأخت ) ولا يسألون عنهم؟
-بعض الأقارب وهم يدخلون قريب لهم أخ أو ابن عم أو أب يضعون بيانات وعناوين خاطئة منذ اللحظة الأولى لإدخال المريض المستشفى حتى يريحوا أنفسهم تماماً ولا نستطيع الوصول إليهم لإخطارهم بأى شىء يتعلق به سواء شفائه أو قرب خروجه.. منتهى الأنانية.

*وماذا عن بطاقات الهوية؟ ألا تفحصونها؟
- المسألة ليست بطاقة تفحصها لأن من السهل أن تحمل بدل البطاقة اثنين وتغير محل إقامتك والمسألة ليست فى بيانات وصحتها، بل فى اننى شخصياً حين أجد أهل مريض يسلكون هذا السلوك أخاف أسلمهم المريض لأننى مسئول عنه والمسألة ليست عنوان أو بيانات فقط quot;أنا أراك تتنصل من أخيك المريض وبقى معى هذا الأخ المريض عشر سنين وأريد أن أسلمه لأحد، هنا أخاف فحين يتسلمه هؤلاء الذين تنصلوا منه ماذا أتوقع منهم؟ يرد لوزة:
-لن يراعيه أحد.
-سيتركوه فى الشارع.
-لن يعطوه الدواء.
فأجده لاحقاً متسول فى الشوارع والمشكلة أكثر وضوحاً وبروزاً فى السيدات والبنات أخشى على هؤلاء لأنى حين أشعر أن ذويهم يتنصلون منهم منذ اللحظات الأولى لإدخالهم بالمستشفى، أخشى تسليم بنت أو سيدة لأهلها لأن النتيجة المباشرة تركها بالشوارع للتسول وسوء الاستغلال والانتهاك.
مدافن الصدقة

* المراهقات من المرضى العقليين إذن عرضة لانتهاكات متنوعة لحقوق الإنسان سوء استغلال إساءة معاملة اغتصاب أيضاً فما قولك؟
- أذكر إن بمستشفى العباسية للأمراض النفسية توفيت قريباً أقدم مريضة دخلت المستشفى وبقت بها لأكثر من 30 سنة، وتركها ذويها ولما ماتت دفناها فى مدافن الصدقة لم يسأل عنها أحد من ذويها طيلة 30 سنة.. وحتى وفاتها.
أما بالنسبة للمراهقات فهن عرضة للاغتصاب مثل أى فتاة أهلها تركوها للشارع فما بالك بهؤلاء وهن فى حالة ضعف ومرض نفسى وهى مشكلة كبيرة جداً تواجهنا. لكن quot;مش حل برضه أنها تعيش باقى حياتها داخل مستشفى حتى لو كان الدافع حمايتها من الاعتداء عليها فى الشارع لابد أن نجد حلولاً عمليةquot;.
يضيف :العملية ليست طبية فقط بقدر ما هى عملية ثقافية اجتماعية اقتصادية وحقوقية أيضاً فاليوم، الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية لديها اتفاقية واضحة لحقوق المريض، لو أردت تطبقها على المرضى النفسيين فى مصر ستجدهم بلا حقوق نهائياً أو أن هذه الحقوق المنصوص عليها فى اتفاقية دولية كهذه لا يطبق منها شىء فى مصر نهائياً.
مجانين الشوارع

*مجانين الشوارع أو المرضى النفسيين الذين نجدهم فى الأنفاق والشوارع والميادين بملابس وأجساد قذرة هل تملك جهة فى مصر إحصاء لهؤلاء أو هوية لهم أو طريقة لاحتوائهم؟
- عملية إحصاء هؤلاء صعبة جداً كيف تحصيهم كيف نحدد هويتهم وعناوينهم، لكنى أقدر أقولك إن جزء كبير من هؤلاء الناس يعانون مرض الفصام العقلى ونسبة مرض الفصام فى العالم كله وفى أى مجتمع 1% من المجتمع يعنى لو إحنا تعدادنا 80 مليون يكون لدينا 800 ألف مريض بالفصام تقريباً.
المجتمعات المتقبلة للمريض النفسى، ترعى مريض الفصام وتعطى له علاجه فيأكل ويشرب ويستحم ويعيش وهذه حقوقه.
هناك عدد كبير من مرضى الفصام فى مصر موجودين فى الشوارع وهذا ليس نقصاً فى الخدمات الطبية والأدوية والعلاج فهذا كله موجود لكن تعامل المجتمع مع هذا المريض هو السبب المجتمع لا يرى إن هذا المريض لها بحاجة إلى رعاية.
وكثيراً ما تسألنى جهات إعلامية كيف تتركون المرضى فى الشوارع أدخلوهم المستشفيات. لم يخطر فى بالهم إن المجتمع هو الذى ترك المرضى للشوارع ورفض فكرة علاجهم فى عيادة خارجية.. هذه نقطة غائبة. لماذا لا يذهب مريض أو أقاربه به إلى عيادة خارجية يحصل على دواء وعلاج ومن نرى فى حالته ضرورة حجز بالمستشفى نحجزه.

*وهل يذهب الرجل من تلقاء نفسه لجلب الدواء والعلاج يعنى لو أنا ماشي ماذا أفعل أنا كمواطن أو إعلامى إذا رأيت حالة كهذه تحت كوبرى أو نفق أو قرب سور مدرسة وفى حالة قذرة جداً هل يصح أن تتجه هذه الحالة لعيادة خارجية بالعباسية أو الخانكة طلباً للدواء؟
-حالة مريض كهذه الحالات أحتاج أن أأخذها عندى بالمستشفى لمدة 3 أيام أو أسبوع على الأكثر حتى يتم تنظيفه وتهذيبه وحلق شعره وعانته وقص أظافره ثم البدء فى التحاور معه وأخذ بياناته ومتابعة حالته بشكل أفضل. ولأى فرد فى المجتمع أن يفعل هذا مع هذه الحالات.. فلو هناك قسم شرطة أو مؤسسة اجتماعية رأت هذا الرجل الجالس فوق أكوام الزبالة هيصعب علينا حقاً quot;كل ما يحدث أنك تحضره إلى مستشفى الخانكة يدخل ويستحم وينظف ويحلق يعمل كل حاجة وهياخذ علاجه.. لنرى بعد أسابيع قليلة 4- 5 أسابيع حالته هتختلف.. نتكلم معاه أنت منين؟ أنا من القوصية من أسيوط أو من أسوان أو سوهاج أو المنيا أو قنا وهذا يحدث باستمرار ويومياً تأتى لنا حالات بهذا الشكل يتم إدخالهم و تنظيفهم وتقديم بعض العلاج وبعد أن يتكلموا أو يحددوا لنا من أين هم يقولون: نتصل بعناوينهم وأهاليهم وللأسف الشديد لا حياة لمن تنادى لا يسأل عنهم أحد ولا يستجيبون لنا ويصبح المرضى هؤلاء مسئولية دائمة للمستشفى الذى يصير مع الوقت أهل لهم.

*وماذا تفعلون مع هذه الحالات بعد شفائها تماماً؟
-بعد الأسابيع التأهيلية العلاجية.. وشفاء الحالات التى نجدها فى الشوارع لا أعرف كطبيب أين يذهب هؤلاء.
واقترح مبادرة إعلامية للأهل والمجتمع لعدم التفريط فى ذويهم والمؤسسات الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدنى دور المؤسسات الدينية والمنظمات الأهلية ورجال الأعمال وجمعياتهم.
يتساءل د. ناصر لوزة عن دور المسجد والكنيسة أنا هنا فى منطقة مثل الخانكة لو أحضرت رجل أعمال من لهم مصانع واستثمارات وقلت له.. أنا عايز أبنى عمارة بالخانكة هنا خارج المستشفى أبنى عمارة 5 أدوار وأسكن فيها فى كل شقة 6 مرضى وأبعت لهم ممرض يومياً للمرور عليهم ومناظرتهم وطبيب يمر عليهم أسبوعياً أو شهرياً لمناظرة الحالات هل يمكن أن يستجيب رجال الأعمال لشىء كهذا؟
المجتمع المصرى اليوم لو تبرع رجال الأعمال بفلوس لإنشاء دار مسنين هذا شىء محترم جداً ومقبول جداً من المجتمع ولو عمل دار للأيتام أو لرعاية الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة يكون هذا شىء محترم جداً. لكن لو تبرع بقطعة أرض وبنى مركز علاجى أو سكنى للمرضى النفسيين.. ثقافياً لن تقدر ولن يقبلها المجتمع ولن تلقى أى اهتمام إعلامى أو قبول مجتمعى وبالتالى هذه النقطة عائق كبير يتعلق بثقافة المجتمع الرافضة للمرضى النفسيين واحتياجاتهم وبالتالى تقف عائقاً أمام المبادرات الطيبة فى هذا المجال.
بل بالعكس السكان الذين حول الشقق أو العمارة التى تبرع بها رجال الأعمال لصالح المرضى النفسيين سيشكون مر الشكوى.. إذن لا قبول للمريض النفسى فى المجتمع ولا لدمجه بعد علاجه وتأهيله.
جرائم المختلون عقلياً

*المرضى النفسيون فى الشوارع هل يشكلون خطراً حقيقياً على المجتمع؟
- المريض النفسى لا يشكل خطورة على المجتمع شأنه شأن الشخص العادى والغالبية العظمى من أحداث العنف والجرائم التى تحدث بالمجتمع يقوم بها مجرمون.. وللأسف الإعلام روج لخلط بين صفة المريض وصفة المجرم من كثرة نشر الجرائم المنسوبة إعلامياً ودون تحقيق أو تحقق إلى من يوصفون بالاختلال العقلى.
فتقرأ بانتظام:
مختل عقلياً يطلق النار عشوائياً فيقتل ويصيب.
مختل عقلياً يذبح جاره.
جريمة بشعة بطلها مختل عقلياً.
المشكلة الإعلامية حين تحدث جريمة عنف ، من المهم الإجابة عن السؤال: هل ارتكب هذه الجريمة حرامى أم سفاح أم مريض نفسى لو الجريمة ارتكابها أحد هؤلاء لا مشكلة الإعلام ينشر بمساحة محدود لو ارتكب الجريمة مريض نفس الإعلام يضخم ويستخدم البنط العريض والألوان ضمن منظومة القسوة ضد المرضى النفسيين فى المجتمع. وبالتالى النظرة التى وصلت إلى المجتمع اليوم هى إن الجرائم التى تحدث يقوم بها المريض النفسى وبهذه الضخامة وحتى بعد أن تثبت التحقيقات والفحوص سلامة قواه العقلية لا يعترف الإعلام بهذا ويأتى النشر بمساحات أقل كثيراً فلا يبقى إلا الصور التى روجها أساساً عن مرتكب الجريمة.
85% من الجرائم التى تقع فى المجتمع مرتكبها غير مرضى.