إيلاف: أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (quot;يونسكوquot;) والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (quot;إيسيسكوquot;)، الترجمة العربية لكتاب quot;العلوم والتكنولوجيا والبعد الجنساني: تقرير دوليquot;، وذلك ضمن سلسلة quot;العلوم والتكنولوجيا من أجل التنميةquot;.
واعتبرت مقدمة الترجمة العربية لهذا الكتاب، أن مشكلة تسخير العلوم والتكنولوجيا لأغراض التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة تعدُّ من المشكلات الصعبة التي تعاني منها البلدان النامية. وتأتي هذه الأهمية من كون تسخير العلوم والتكنولوجيا غاية ووسيلة في آن واحد؛ فهو غاية يطمح إليها جل هذه البلدان، ووسيلة يرتكز عليها لتحقيق غايات أخرى يعتمد تحقيقها وإنجازها على سياسات العلوم والتكنولوجياquot;.
وتأتي مشكلة التفاوت العلميّ بين الجنسين في البلدان النامية، في مقدمة المشكلات الرئيسَة التي تواجه محاولات تطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار من أجل التنمية الشاملة المستدامة، حيث تجد هذه المشكلة جذورها في الفترة التي خضعت فيها البلدان النامية للسيطرة الاستعمارية، إذ تميزت السلبيات الاستعمارية في مجالات التعليم، بظاهرتين اثنتيْن، هما: الحدُّ من فرص التعليم أولاً، ثم التمييز بين فئات المجتمع ثانياً.
ويبرز التمايز والتفاوت بين الجنسين، على مستوى التعليم، في النظم التعليمية السائدة في جل هذه البلدان، فهذه النظم التعليمية تفتقر، في معظم الأحيان، إلى التكافؤ بين الجنسين الذي من شأنه أن يجعل منها نظماً وطنية يغطي نشاطها وخدماتها وبرامجها كل المجتمع، فتشمل جميع فئاته، ومن هذا المنطلق، أضحى البعدُ الذي يُصطلح عليه في الأدبيات العلمية الحديثة، بالبعد الجنساني للعلوم والتكنولوجيا، يكتسي أهمية متزايدة، ويشكل قضية محورية على الصعيد العالمي؛ فعلى امتداد سنوات عديدة خلت، مافتئت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة تركزان على العمل من أجل تلافي اللامساواة والتفاوت في الفرص التعليمية المتاحة أمام النساء والبنات، ووصول المرأة إلى التدريب والتأهيل وإلى ولوج سوق العمل.
ويشكل هذا التقرير، الذي تقدم المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ترجمته العربية للباحثين والدارسين ولعموم القراء، حافزاً إلى توسيع نطاق مشاركة النساء في المهن العلمية والتكنولوجية في مجال البحث والتطوير في جميع أنحاء العالم، والاهتمام بهذا البعد الاجتماعي للنساء، لمعالجة أسباب التفاوت بين الجنسين في المجالات العلمية والتكنولوجية، في القطاعين العام والخاص، على حد سواء.
ويضمّ هذا التقرير خمسة فصول ومقدمة عامة. وقد استهدفت فصوله دعم الجهود المبذولة على الصعيد العالمي والرامية إلى تحليل عوامل الفقر ونقص التعليم بمختلف مستوياته، وبحث الجوانب القانونية والمؤسسية والسياسية والبيئة الثقافية في شتى أرجاء العالم والدفع بهذا الوضع في اتجاه تغييره.
- آخر تحديث :
التعليقات