نائب بعبدا المستقل يمضي في المعركة الإنتخابية رغم إستبعاده
بيار دكاش لـquot;إيلافquot;: عون quot;مزروكquot; ... أنا أتفهمه
فانيسا باسيل من بيروت: بعد فصل دائرة بعبدا عن دائرة عاليه لتشكل كل منهما دائرة واحدة في جبل لبنان، سيتمكن أهالي القضاءين من التعبير بدقة أكبر عن توجهاتهم السياسية. لكن بعبدا تشهد هذه الأيام جدلاً متواصلاً خصوصا في فريق المعارضة أو قوى 8 آذار/ مارس التي إكتملت لائحتها بعدما أعلن النائب الجنرال ميشال عون مرشحيه الأربعة، وquot;حزب اللهquot; مرشحيه الإثنين لمقعدي الضاحية الجنوبية.
وكان الجنرال عون إستبعد من لائحة مرشحيه حليفه منذ زمن بعيد النائب بيار دكاش، مفاجئاً أهالي بعبدا خصوصا، حيث يتمتع النائب الطبيب دكاش بشعبية كبيرة سواء في البيئات المسيحية والشيعية والدرزية وغيرها لخدماته التي لم تميّز بين أبناء طائفة واخرى. فما الذي تغير ؟ ولماذا استُبعد الدكتوردكاش عن لائحة قوى 8 آذار؟ هل سيكمل المعركة منفردا إلى النهاية أم ينسحب في اللحظات الأخيرة؟ وهل يقيم تحالفات مع مرشحين آخرين ؟ في الحديث الآتي الى quot;ايلافquot; يجيب دكاش عن هذه الأسئلة ويشرح علاقته بـquot;حزب اللهquot; ورؤيته إلى مشاكل لبنان.
أولاً في الأسباب المانعة لضمه الى لائحة قوى 8 آذار، يقول ان quot;التوصل الى الحقيقة الأقرب تقتضي ان نسأل الجنرال عون عن الاسباب الحقيقية التي كمنت وراء استبعاديquot;. ويؤكد انه quot;على اتصال دائم معهquot;، وانه التقاه مراراً، وان التفاهم الذي يربطه به منذ سنين quot;لن يتغير بسبب هذه الانتخاباتquot;. ويلفت الى انه quot;صديق البيت وطبيب العائلةquot; ويقوم دائما بالواجبات حيال quot;هذه العائلة الكريمةquot; ( عائلة عون).
وعن علاقته بالجنرال في انتخابات 2005 يقول: quot;كان التفاهم تاما ومطلقا. وكان التحالف على اعتبار ان بيار دكاش يخوض الانتخابات منذ سنة 1968 ويتمتع بمحبة الناس الذين يبادلهم هذه المحبةquot;. ويضيف: quot;عندما لم يكن في استطاعة العماد عون تبوّؤ رئاسة الجمهورية نظرا للخلاف حوله، طرح اسمي لهذا المنصب، كما وافق على أن أكون مرشحاً توافقياً لمقعد بعبدا بعد وفاة النائب الدكتور ادمون نعيم ، خشية حصول خلافات دموية بين أنصار عون وحزب القوات اللبنانيةquot;.
عتب على عون... ولا حزن
هل تعتب على الجنرال عون وتعتبر انه خذلك؟ يجيب: quot;أكد لي الجنرال انه محرج. وهو quot;مزنوقquot; بحسب تعبير الطائفة الدرزية الكريمة، او quot;مزروكquot; بصداقاته وحلفائه. وطمأنته إلى انني لن أكون حزينا بسبب أي موقف يتخذهquot;. لكنه لا يخفي حرقته عندما يقول: quot;اعتب على الجنرال عون لأنها ليست هذه المبادئ التي طرحها. المبدأ لا يأخذ في الاعتبار لا الأقارب ولا الأصدقاءquot;، في إشارة إلى حلول ابن شقيقة الجنرال عون القيادي في quot;التيارquot; آلان عون في لائحة الجنرال ، وكذلك القيادي الآخر حكمت ديب ابن الحدت بلدة دكاش، والطبيب ناجي غاريوس الذي ينافس قريبه رئيس بلدية الشياح إدمون غاريوس، المرشح على لائحة المستقلين ndash; قوى 14 آذار في بعبدا.
إلا أن دكاش يضيف: quot;يجمعني الكثير مع الجنرال، على نقيض ما يشاع ويقال. ما زلت اؤمن بان هذا الرجل لديه مشروع جبار للسيادة والحرية والاستقلال، رغم بعض الفترات التي تحمل الانتقادquot;.
في المقابل، يؤكد تحالفه مع سعد سليم في لائحة مستقلة، ويقول: quot;هذا الرجل صاحب مبادئ وقيم وسمعة طيبةquot;. ويشير الى انه سيكمل المعركة حاملا شعارquot;تحالفي معكم، دائما معكمquot;، ويلفت الى انه حافظ خلال السنين الماضية quot;على قرب متساو من الجميع لا على بعد متساوquot;. ويؤكد انه حتى اليوم يحاول quot;تقريب وجهات النظر والافكارquot;، موضحا انه لا يطلبquot; ان يكون للجميع برنامج واحد ، بل على الاقل ان يكون محور كل برنامج لبنان اولا وأخيرا ، مع المحافظة على الصداقات الغربية والشرقية، بشرط الا تكون على حساب الولاء للوطنquot;.
ويستنكر دكاش إقدام من يؤلفون اللوائح بمرشحين quot;لا يملكون الخبرة الطويلة والخدمات الكثيرةquot;. ولا ينكرquot;احتياج لبنان الى عناصر شابة تملك الديناميكية والحيويةquot; غير انه يضيف انه quot;لا يجوز استبعاد العناصر الحكيمة اي العقلاء والخبراء، أمثال غسان تويني وحسين الحسيني وبيار دكاشquot;.
وعن علاقته بـ quot;حزب اللهquot; يقول: quot;المقاومة بنت الوطن وهي لا تقاوم الداخل بل العدو الاسرائيلي الذي يخرق دائما الاجواء والمياه والارض اللبنانية. فكان لا بد من تشجيع هذه المقاومة من اجل رفع الظلامة والتحديquot;. ويلفت الى انه كان quot;اول من تجرأ على التحالف معها ، فيما الجنرال كان لا يزال في باريسquot;. ويشير الى ان quot;التيار العوني اعتبر تحالفي مع حزب الله في تلك المرحلة فضيحة كبيرة. وكُتبت على جدران المدارس والجامعات والكنائس والمقابر عبارات مثل quot;الحاج بيارquot; وquot;الخائن بيارquot; وquot;آية الله بيار دكاشquot;. ويعبر عن أسف حين يقول: quot;لم يكن النصر حليفي في انتخابات 2005 لأن المقاومة تخلت عني رغم كل المحبة التي تربطني بها، غير اني لم ابادلها بأي عتب بل بقيت وفياً لأن القضية هي قضية مبادئ لا مصالحquot;.
وبسؤاله عن أحداث 7 ايار/مايو الماضي التي مرت ذكراها السنوية الأولى قبل أيام بضعة ايام، يجيب دكاش: quot; الانقسام الداخلي والتدخل الاقليمي اديا الى احداث 7 ايار. والعشق الدبلوماسي بين كوندوليزا رايس ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة زاد انقسام البلدquot;. ويشير الى ان quot;الدول لم تجد الا قطر لتضطلع بالدور الحيادي الذي كان يؤديه لبنان في الماضي للتوصل إلى توافق بين اللبنانيين وانقاذ وطنهم من الخراب وبالتالي انقاذ المنطقة والعالمquot;.
ويشير الى ان quot;الشحن الذي حصل في اخر جلسة لمجلس النواب يعيدنا الى المأساة التي حدثت في 7 ايارquot;. واعرب عن عتبه على جميع النواب الذين quot;يتكلمون بعضهم على بعض ويحكّون الجراحquot; ويلفت الى ان quot;النار ما زالت موجودة تحت الرماد. اذا نفخنا عليه تظهر الجمرةquot;. ودعا كل الافرقاء الى quot;العض على الجرحquot; ونسيان الماضي.
ويتساءل بانفعال: quot;متى سيفهم اللبنانيون انهم ملزمون ومحكومون بالتوافق شاءوا ام ابواquot;؟ ويستشهد بالتاريخ ليؤكد ان quot;لا فرار من التوافقquot;. ويلفت الى ان quot;كل الاحداث المأسوية التي مرت على لبنان منذ الاستقلال انتهت بتسوية قبل ان يتم خرقها من جديدquot;. ويضيف: quot;من الميثاق الوطني الى سياسة quot;لا غالب ولا مغلوبquot; مرورا باتفاق الطائف وصولا الى اتفاق الدوحة، كلها تسويات وصل اليها اللبنانيون بعد حرب في ما بينهم. فلماذا نريد اعادة الكرة وخرق الميثاق مرة اخرى؟ لماذا نحن اليوم في هذه التجربة الخطرة التي عنوانها 8 و14 اذارquot;؟
ويرى ان quot;الحل لعدم تكرار تجربة الحرب موجود في الدستور وهو الديمقراطية التوافقية الميثاقية التي ينفرد بها لبنانquot;. ويعتبر ان quot;هذه المعركة اليوم هي معركة quot;كسر عظمquot; لان الكل يهدف الى الحكم منفردا بدل المشاركة مع الاخر، متناسين ان لبنان لا يمكن ان يحكم من جهة واحدة وان ديمقراطيته تختلف عن الديمقراطية التي نتعلمها في الكتب والمتعارف عليها في العالمquot;. ويوضح ان quot;الديمقراطية التوافقية تفرض على كل فريق مهما كبر حجمه وزادت قدراته ان يلغي الفريق الاخر مهما صغر حجمه وشحت موارده. وهذا ليس من باب الشعر والادب بل نتيجة اختبار سنوات طويلة ممرنا بهاquot;.
وكيف نضمن استمرار التسوية بين اللبنانيين؟ يجيب دكاش: quot;المشكلة ليست في الشعب فهو يريد وفاقا الا انه عاجز ان يوقف هذه الموجةquot;. ويشير الى quot;ست آفات تعوق الشعب من حكم نفسه بنفسه، هي: الشخصانية، العائلية، والطائفية البغيضة، المذهبية الحاقدة، المصالح الذاتية والإنتماء الى محاور خارجية . أؤكد أن التسوية تدوم عندما يتخلص اللبنانيون من هذه الآفاتquot;.
التعليقات