من السيارات ذاتية القيادة إلى المساعدين الشخصيين، يحمل مستقبل الذكاء الاصطناعي تهديدات كبيرة لوظائف ملايين البشر حول الكرة الأرضية.
بلقيس دارغوث: وفقا لتقريرين جديدين من الحكومة البريطانية والبيت الأبيض الأميركي، فإن المهارات البشرية لن تنجح أبدا في منافسة مهارات الأجهزة والماكينات والبرامج التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، وإن كان الموقف الاميركي منه داعماً ومطمئناً للجمهور.
مخاوف بريطانية
إذ شكلت الحكومة البريطانية مؤخرا لجنة من الخبراء للتحقيق في الأبعاد الثقافية والاخلاقية والقانونية للتنكولوجيا التي باتت على الأبواب. وحذرت اللجنة من أن الأشخاص والعمال والموظفين الذين لا يكتسبون مهارات جديدة سيخسرون وظائفهم بالتأكيد لتلك البرامج والآلات.
وأقر التقرير الصادر عن لجنة العلوم والتكنولوجيا أن الحكومة لا تملك أدنى فكرة عن الاستراتيجية التي يجب اتباعها لمساعدة المواطنين بالنمو في فترة ما بعد الذكاء الاصطناعي.
وقالت عضو في اللجنة الدكتورة تانيا ماتياس إن المخاوف من سيطرة الماكينات على فرص العمل موجودة منذ عدة عقود، ومن المؤكد أن التكنولوجيا الحديثة ستخلق فرص عمل حديثة وتقضي على أخرى.
ونصحت بالتحضير لمواجهة هذه التحديات في ظل عدم اتضاح الصورة بعد للقطاعات التي ستتأثر بهذه التغييرات. فبينما يؤمن البعض بأن هذه البرامج ستستبدل البشر، يرى البعض الآخر أنها تطرح فرص عمل من نوع آخر.
وشدد التقرير على الحاجة لمناهج تعليمية لينة وبرامج تدريبية تتغير مع بيئة العمل لحماية العمال والموظفين. ونصحت اللجنة بتأسيس لجنة مخصصة لمتابعة التطور التكنولوجي في معهد آلان تورينغ، المركز الوطني لعلم البيانات. وفي الوقت نفسه اعتبرت أنه من المبكر وضع قوانين وتنظيمات ولكن من الضروري البحث الدقيق في الجانب الأخلاقي والقانوني والتداعيات الاجتماعية للذكاء الاصطناعي على الفور.
ومؤخرا وحدت شركات ضخمة مثل غوغل وامازون وفيسبوك ومايكروسوفت وIBM جهودها في هذا المضمار لتشكيل شراكة أسموها "Partnership on AI"، وذلك لوضع عناوين عريضة لضمان أن التطورات المقبلة ستسخر لخدمة البشرية وليس العكس.
خطط البيت الأبيض
بدوره نشر البيت الأبيض تقريرا يوم الأربعاء عن دور الحكومة في دعم الدراسات حول الموضوع والمستقبل المتوقع. ومن المقرر أن يعقد باراك أوباما مؤتمرا يوضح فيه شكل الدولة بعد 50 عاماً من الآن.
وأشار التقرير إلى أن العمل على تطوير هذه البرامج بدأ في أربعينات القرن الماضي، ليشكل اختراع شركة IBM العام 1997 لعبة الشطرنج الإلكترونية خطوة كبيرة في هذا الإطار، تلاها برنامج "سيري" المساعد الشخصي في أجهزة آبل، ثم برامج القيادة الذاتية في أوائل القرن الحالي.
ازداد الحماس حول البرنامج منذ 6 سنوات على وجه التحديد نتيجة اتحاد جهود العديد من القطاعات الحكومية والخاصة لدعم الأبحاث. ولفت التقرير إلى أنه لا يوجد تعريف موحد للذكاء الاصطناعي، وإن كان الإجماع حول نظام كومبيوتر يظهر سلوكيات تتطلب نوعا من الذكاء. ويعرفه البعض على أنه "برنامج يفكر كالبشر".
وتتمحور الاستخدامات الحالية للبرنامج بالألعاب الاستراتيجية والترجمة والتعرف على الصور. ومن الناحية التجارية، يتم تسخير البرنامج في برامج التسوق والإعلانات المحددة وتخطيط الرحلات، وحتى تشخيص الأمراض والأبحاث العلمية.
مبادرة للاستثمار
وكشف التقرير أن الإدارة الحالية تعمل على تطوير السياسات والممارسات لتحقيق الاستفادة القصوى من التكنولوجيا وذلك عبر:
الاستثمار في الابحاث الأولية
التطوع لتكون أول زبون لكل التكنولوجيا وتطبيقاتها
مساندة المشاريع الريادية
توفير المعلومات المطلوبة
تشكيل جوائز تشجيعية
تحديد أهداف معقولة
تمويل برامج تقييم أداء الذكاء الاصطناعي
كتابة نصوص قانونية وتنظيمية تسمح للتكنولوجيا بالتطور مع حماية الجمهور من الأذى في الوقت نفسه.
رابط تقرير البيت الأبيض حول تاريخ وحاضر ومستقبل التكنولوجيا:
https://www.whitehouse.gov/sites/default/files/whitehouse_files/microsites/ostp/NSTC/preparing_for_the_future_of_ai.pdf
رابط الإعلان عن التقرير:
https://www.whitehouse.gov/blog/2016/10/12/administrations-report-future-artificial-intelligence
رابط التقرير البريطاني:
التعليقات