اقترحت دراسة جديدة أن واحدة من أكبر الفجوات في قشرة القمر السطحية نتجت عن اصطدام كويكب بعرض 250 كم بسطح القمر قبل حوالي 3.8 مليار سنة، مشكلا بحر الأمطار المعروف أيضا باسم العين اليمنى من "وجه القمر".

ويقول العلماء إن الكويكب أكبر ثلاث مرات من التقديرات السابقة، وإن الحطام المتناثر من الاصطدام كان ليسقط على كوكب الأرض.

وقد تم نشر البحث في دورية نيتشر العلمية .

كان الكويكب كبيرا بما يكفي لتصنيفه على أنه كوكب صغير، صخرة تسبح في الفضاء وتحمل مقومات التحول لعالم كامل التشكيل.

وقال معد الدراسة البروفيسور بيتر شولتز، وهو عالم جيولوجيا الكواكب من جامعة براون في الولايات المتحدة: "إن أحد الآثار المترتبة على هذه الدراسة هو معرفة أن الكويكبات ربما لم تكن هذه القطع الصغيرة التي تحلق حولنا ففي ذلك الوقت ربما كان هناك الكثير من هذه الكواكب الصغيرة".

" كانت لتكون كارثة"

ويعتقد العلماء أن الكويكب الذي خلق هذه الحفرة عرضه 250 كم، وفوهة بحر الأمطار عرضها 1200 كم وحتى الآن، استخدم العلماء نماذج حاسوبية لتقدير حجم الكويكب الذي أدى إلى تشكيلها.

لكن التقييم الجديد للاصطدام تم بإعادة خلقه في المختبر باستخدام طلقات عالية القدرة على الاختراق أطلقت من قاذف بارتفاع 3 طوابق.

وأطلق فريق البحث كرات صغيرة من المعدن بسرعة 22,000 كم في الساعة باتجاه لوحة منحنية من الألومنيوم.

و"قال البروفيسور شولتز لقسم العلوم بخدمة بي بي سي العالمية ، تم تصوير التجربة باستخدام كاميرات عالية السرعة يمكنها التقاط حتى مليون لقطة في الثانية الواحدة".

من خلال تحليل اللقطات بالعرض البطيء وبتحليل نمط الاصطدام، تمكن الباحثون من حساب حجم الكويكب الذي اصطدم بالقمر.

وأوضح البروفيسور شولتز :" نعلم أنه كان هناك كويكبات كبيرة، ولكن هذه الدراسة زادت حجم الكويكبات المتعارف عليه زيادة كبيرة".

"وكان التقدير السابق للكويكب إيمبريو في حدود 80 كم، كننا زدنا ذلك بمقدار ثلاثة أضعاف".

"السلاح الضخم"

ويقول الباحثون إن الكويكب سافر بسرعة أكثر من 70,000 كم في الساعة ليصطدم بسطح القمر بزاوية تقدر بحوالي 30 درجة.

الاصطدام هائل السرعة لم يترك فقط هذا الغور العملاق في القمر، لكنه أرسل مليارات الأطنان من الحطام نحو الأرض.

وأوضح البروفيسور شولتز: "في ذلك الوقت، كان القمر أقرب كثيرا إلى الأرض، أقرب بمقدار النصف من يومنا هذا، وربما أقل.

"لذا فإن أي شيء يرتد من القمر كان ليغطي الأرض في حطام قمري".

ولكن في هذه الفترة من تاريخ النظام الشمسي المضطرب المعروفة بالمرحلة المتأخرة من التصادم الشديد، كان اصطدام الكويكبات أمرا شائعا.

وقال البروفيسور شولتز: "كان هذا زمان تغيير موقعي كوكب المشتري وزحل في النظام الشمسي".

ويضيف "نتيجة لذلك عمت الفوضى الكويكبات بين المشتري والمريخ وانطلقت الأجسام إلى النظام الشمسي الداخلي مصطدمة بالكواكب".

"وتقول هذه الدراسة إن بعض هذه الكويكبات كان ضخما إلى حد كبير".

ويعتزم الباحثون الآن استخدام نفس الأسلوب لإعادة تحليل فوهات ضخمة أخرى منتشرة في أنحاء النظام الشمسي، وهم يعتقدون أنهم قد استخفوا سابقا بمدى ضخامة "التصادم القديم".