في وقت تتسابق فيه الشركات والعلامات التجارية للترويج لمنتجاتها على أنها "طبيعية" كي تضمن لنفسها تحقيق نسب مبيعات عالية، فإن المستهلكين أنفسهم يبحثون عن بدائل طبيعية للأدوية التقليدية، بما في ذلك حبوب ضعف الانتصاب (الفياغرا).

واشنطن: يتزايد إقبال المستهلكين على المكملات العشبية، الفيتامينات والتركيبات التي تُحَضَّر يدويًا، لكن بعض الأطباء حذروا مؤخرًا من منتجات الأعشاب، مطالبين الرجال بضرورة توخي الحذر تجاه الفياغرا العشبية، كونها تُشَكِّل خطورة كبرى على صحتهم.

وأفاد بهذا الخصوص تقرير نشرته محطة فوكس نيوز الأميركية بأن الناس عادةً ما يلجئون لتلك المكملات العشبية متصورين أنها محدودة المخاطر وتكاد لا تنطوي على آثار جانبية، لكن ما لا يعلموه هو أن الأعشاب تحظي بنفس فعالية الأدوية التقليدية، حيث أنها تحتوي على مكونات نشطة للغاية ويمكنها أن تتفاعل مع أدوية أخرى، ونتيجة لفعاليتها قد تضر بالصحة، إذا لم يتم استخدامها على النحو الصحيح.

آثار جانبية 

وتابع التقرير بنقله عن دكتور لاندن تراست، طبيب المسالك البولية في مايو كلينيك، قوله: "يُعَرِّض الرجال صحتهم للخطر بإقدامهم على تناول الفياغرا العشبية". أضاف أن الطبيب يُقَيِّم عادةً الحالة الصحية العامة للرجل لمنحه العلاج المناسب بالجرعة المناسبة، وإن ثبت للطبيب أن الرجل يعاني من بعض المشكلات الصحية، فإنه يلجأ إلى خيارات أخرى تكون مناسبة للرجل ووضعيته الصحية.

لكن حين يلجأ المستهلكون للأعشاب التي تباع في المتاجر، فإنهم لا يكونوا على دراية بالتأثير الفعلي الذي ستحظي به تلك الأعشاب على صحتهم، فالأدوية والمكملات التي تساعد في حالات ضعف الانتصاب تعمل على استرخاء الأوعية الدموية. لكن المشكلة هي أن الأدوية العشبية لا تستهدف الأوعية الدموية التي تسترخي مثلما تفعل الفياغرا التقليدية. ويمكن لهذا التأثير أن يخفّض ضغط الدم في كل أنحاء الجسم، وهو ما يؤدي بالتالي لضعف تدفقه إلى أعضاء الجسم الحيوية. 

وبالنسبة للرجال الذين يتناولون أدوية ضغط الدم أو يعانون من مشكلات ذات صلة بعضلة القلب، يمكن أن يؤدي هذا الأثر الجانبي إلى نقلهم للمستشفيات أو قد يسفر الأمر عما هو أسوأ من ذلك. 

خطر حقيقي 

وبالإضافة للآثار الجانبية، أشار الباحثون إلى أنهم يعثرون عادة على مكونات سرية في الفياغرا العشبية، وسبق لإدارة الغذاء والدواء الأميركية أن حذرت في 2015 من إقدام الناس على تناول المكملات العشبية بعدما تبين للباحثين من خلال دراساتهم أنها تحتوي بالفعل على مستحضر سيلدينافيل.

ولفت الباحثون إلى أن مستحضر سيلدينافيل هو المكون النشط الذي يدخل في صناعة الفياغرا التقليدية، موضحين أن تلك المكملات ربما تحتوي أيضاً على مستويات مرتفعة من المحفزات التي يمكن أن تعبث أيضاً بالحالة الصحية العامة للرجال.

وفسَّر الباحثون السر وراء إقدام الناس على تناول تلك الفياغرا العشبية بأن الرجال يعتبرونها بديلاً سريعاً ورخيصاً للأدوية الصيدلانية، فضلاً عن أنهم يلجئون في كثير من الحالات إلى الطب العشبي لقناعتهم بأنه طبيعي وأكثر أماناً بالنسبة لصحتهم. 

وختم الباحثون بقولهم إنه حين يتعلق الأمر بتلك المكملات، فيتعين على الناس أن يتعاملوا معها مثل باقي الأدوية الصيدلانية وأن يدركوا أنها قد تُعَرِّضُهم للخطر ما لم يرجعوا إلى الطبيب المختص لاستشارته، مؤكدين بأن على الرجال أن يبتعدوا تماماً عن الفياغرا العشبية لأنها خطر حقيقي على صحتهم.

أعدت "إيلاف" المادة نقلاً عن محطة "فوكس نيوز" الأميركية:

http://www.foxnews.com/health/2017/07/13/herbal-viagra-just-plain-dangerous.html