على المريض، الذي ينتظر عملية زرع مفصل حوض، أن يجيد اختيار المفصل الصناعي المناسب بدلًا من الاختيار بين العمليات الصغرى أو الكبرى، بحسب نصيحة نقابة أطباء العظام والكسور الألمانية.

إيلاف من برلين: تعتبر عمليات زراعة مفصل الفحذ - الحوض من أكثر العمليات الجراحية شيوعًا في العالم الصناعي. وتقدر وزارة الصحة الألمانية إجراء 220 ألف عملية من هذا النوع سنويًا في ألمانيا وحدها.

معروف عن هذه العمليات كثرة الالتهابات التي تعقبها، وكثرة المضاعفات الناجمة من عدم استقرار رأس الفخذ في الحوض وغيرها، وهي مضاعفات لها علاقة بالسن والجنس، لأن أكثر الذين يجرونها هم من المسنّين، ومن النساء على وجه الخصوص.

وينصح الأطباء الألمان الرجال والنساء، الراغبين في إجراء هذه العملية، أن يتقنوا اختيار المفصل المناسب، وحجمه ومادته... إلخ. هذا، لأن المفصل، ببساطة، أهم من اختيار نوع العملية الجراحية المناسب.

تحدث الدكتور ديتر فيرتز، رئيس نقابة أطباء العظام والكسور الألمانية، عن عمليتين جراحيتين شائعتين في عمليات زرع مفصل الحوض. تعتبر الأولى عملية جراحية كبرى، يجري فيها فتح عضلات مهمة، وعملية صغرى يجري خلالها استخدام الأدوات الدقيقة في زرع المفصل، من خلال فتحات متعددة صغيرة بين الفجوات الطبيعية بين العضلات.

أضاف فيرتز إن لكل من الطريقتين إيجابياتها وسلبياتها، وهناك من الجرّاحين من يفضّل الأولى على الثانية، أو العكس.

مادة المفصل الصناعي أهم
وذكر فيرتز أن معظم المرضى يفضّلون العمليات الصغرى، لأنها لا تشق عضلات مهمة، ولا تقطع النهايات العصبية الدقيقة، ولا تتطلب التخدير الكامل. كما إن عملية الالتئام تتم أسرع هنا، ويمكن انتقال المريض إلى مرحلة إعادة التأهيل بسرعة. إلا أن هذه العمليات تتطلب عضلات ليست قوية، كما تفترض، من أجل نجاحها، أي ألا يكون مفصل المريض مغطى بالشحم.

هذا ما يحصل في الأسابيع الأولى التي تعقب العملية الصغرى، لكن الملاحظ، بحسب فيرتز، هو أن الفوارق بين العمليتين الكبرى والصغرى تتضاءل بعد سنة من إجراء العملية.

المهم أن يختار المريض الجزء الصناعي المزروع من ناحية المادة والانطباق مع تفاصل عظام حوضه، لأن معظم المضاعفات تحدث بسبب عدم انطباق تضاريس رأس الفخذ المزروع مع تضاريس الحوض.

تثبت دراسة أجراها فيرتز أن نسبة المضاعفات بسبب الالتهابات في عمليات الحوض تنخفض إلى 0.54%، لكنها ترتفع إلى 1.5- 2.3 % بسبب عوامل العمر والبدانة والأمراض الأخرى.

كما تنخفض المضاعفات حينما تكون أجزاء المفصل كافة مصنوعة من السيراميك، أو من السيراميك (عظم الفخذ) ومن البولي إيثيلين (الحوض) معًا. وتكون المضاعفات أكثر قليلًا حينما تكون من المعدن على المعدن، أو من المعدن على البولي إيثيلين.

الخيار للمريض
أيّد فيرتز بذلك البروفيسور كارل-ديتر هيللر، المتخصص في عمليات الحوض من جامعة براونشفايغن، الذي قال إن على المريض أن يختار تركيبة المواد التي يصنع منها الحوض الاصطناعي.

وقال هيللر إن البدانة من أهم عوامل المضاعفات بعد عمليات تركيب الحوض الصناعي، لأن الدراسات تثبت أن الالتهابات لدى البدناء أكثر.&

أضاف هيللر، وهو عضو رئاسة نقابة أطباء العظام والكسور الألمانية، أن تركيبة الحوض الصناعي من جزئين من السيراميك، أو من السيراميك والبولي إيثيلين تعني احتمالات حصول التهابات أقل.

وسواء أختار المريض العملية الصغرى أو الكبرى، فإن العامل الحاسم يبقى المادة التي صنعت منها أجزاء الحوض المزروع، فإن البولي إيثيلين القديم، غير المصقول الذي يستخدم في هذه العمليات منذ نهاية الستينات من القرن الماضي، يسبب بمرور الوقت الكثير من الاحتكاك في المفصل، بحسب البروفيسور هيللر.

ومن الطبيعي أن يؤدي الاحتكاك إلى حصول التهابات، وإلى تآكل المادة الصناعية وتآكل العظم الحقيقي أيضًا بعد فترة. والمهم هو أيضًا ممارسة الرياضة الخفيفة، كي يستقر مفصل الحوض الصناعي، أي عكس ما يعتقده الكثير من المرضى.

ذكي يخبر الطبيب عن حالته
يمكن لرأس عظم فخذ صناعي أن يكيّف نفسه بالضبط بحسب تضاريس مفصل الحوض، وأن يجنّب الإنسان الكثير من مشاكل ومضاعفات مفصل الحوض الصناعي.

وتوصل العلماء من معهد فراونهوفر لصناعة المواد الذكية في دريسدن إلى إنتاج رأس عظم فخذ يدور في المفصل بعد تركيبه، ويكيّف نفسه تمامًا، حسب وضع كل حوض أو ورك. زوّد علماء المعهد العظم الصناعي بمجموعة من أنظمة الاستشعار المنمنة ومرسلات الموجات التي تعين العظم الصناعي على الاستقرار في الوضع المناسب باستخدام الأشعة من الخارج.

عادة يضطر الجرّاح إلى عمليات التصحيح، ما بعد عملية الزرع، لتخليص المريض من الآلام والمضاعفات الناجمة من عدم استقرار العظم الصناعي في المفصل.

وقالت غابي غوتسمان، رئيسة المشروع من معهد فراونهوفر، إن المفصل الصناعي يستقر تمامًا كالمفصل الأصلي، ويرسل الإشارات إلى الطبيب، حال خروجه عن موقعه أو انحرافه. ولأن المادة التي صنع منها العظم ذات ذاكرة، فإنها تغير شكلها مجددًا كي تصحح وضعها، وتستقر مجددًا في المكان المطلوب.

تجدر الإشارة إلى أن مشروع "مفصل الحوض الذكي" جزء من مشروع إنتاج المواد الذكية، الذي يشارك فيه 12 معهدًا من عائلة معاهد فراونهوفر من مختلف الاختصاصات. ويخطط المشروع لإنتاج أياد صناعية تحس وتؤدي مختلف الحركات المعقدة التي تعجز عنها الأيدي الصناعية السائدة، وإلى إنتاج وحدة إلكترونية منمنمة تنظم الدورة الدموية تلقائيًا حال اضطرابها.
&