أيمن الأعتر وسرّ اغنية ذكرى

لست عاتباً على تلفزيون المستقبل

اصور قريبا"قولك ما عندي قلب"

لهذه الأسباب لم أكشف عن أغنية ذكرى

رولا نصر من بيروت: منذ إطلالته الأولى خلال برنامج "سوبر ستار2" عندما بكى متأثراً وغير مصدق بعد قبوله من قبل لجنة تحكيم البرنامج، إستطاع الشاب الليبي أيمن الأعتر ان يلفت أنظار الكلّ... بصدق إحساسه النابع من داخل روحه، وجمال أدائه في مختلف الألوان الغنائية من الطرب الى الكلاسيك والمودرن... هو الذي اجمع الكل على موهبته الفذّة والمتميزة، ليكون هو نجم "سوبر ستار" الذي حمل اللقب بجدارة. أصدر ألبومه الغنائي الأولى بعنوان "بحبك"، وهو يحقق نجاحا بارزا في اكثر من عاصمة عربية، مع وجود أغنيات اختيرت بعناية واكدت كما في برنامج سوبر ستار، أن أيمن يبدع مع أي لون غنائي يقدمه، من المصري الى الخليجي واللبناني، وطبعا الليبي. عرف بعشقه الكبير للراحلة ذكرى، وفي ألبومه اغنية كانت ستؤديها قبل وفاتها، غير انه رفض الإفصاح عن حقيقة الموضوع، كي لا يكون واحداً من الذين تاجروا بوفاتها.... تحفظ في الإجابة عن سؤال حول امكانية وجود علاقة عاطفية، وأطل في اكثر من محطة تلفزيونية وهو يستعد حاليا لتصوير كليب "قولك ما عندي قلب" التي لحنها الفنان الكبير زياد بطرس.... في حوار مع "إيلاف"، تحدث ايمن عن الكثير الكثير، فإليكم ما دار بيننا من حوار...

كل من سمع ألبومك الأول "بحبك"، لمس فيه نضجا فنيا واضحا لجهة الأداء والإحساس، فضلا عن التنويع الكبير في الأساليب من الطرب الى الكلاسيك والمودرن وغيرها. كيف توصلت الى اختيارات من هذا النوع؟
أصعب ما مررت به خلال فترة تحضير ألبومي كان اختيار الأغنيات، خصوصا وانني لا زلت مبتدئاً وقد عرفني الجمهور من خلال اغنيات العمالقة وكبار الفنانين. حتى النجوم يعانون من مسألة اختيار الأغنيات مع كل ألبوم مهما زادت خبرتهم، خصوصا ان كانوا حريصين على تقديم الأفضل للجمهور من خلال أعمال متنوعة ومتميزة. واجهت صعوبة كبيرة وحاولت قدر المستطاع تقديم عمل يكون على مستوى طموحات الجمهور الذي شجعني وصوّت لي في برنامج "سوبر ستار" كردّ بسيط من جميلهم عليّ. استمعت الى الكثير الكثير من أعمال الشعراء والمحلنين، بعضها دخل سريعا الى قلبي...

لقاء مع كاتيا كعدي في ستارز وبس

مثل اغنية"ولا أغلى" لسليم سلامة، و"بحبك" لمحمود خيامي، و"ما عندي قلب" لزياد بطرس... البعض يقول أني متردد، لكن الصحيح هو أني دقيق وحريص في اختياراتي، واول ما يلفتني في الاغنية هو الكلام، خصوصا واني أولي مواضيع الأغنيات أهمية كبرى، حيث من الضروري ان تكون جديدة ومختلفة عمّا هو سائد. صحيح ان اغلب مواضيع الأغنيات تتمحور حول الحب والفراق وغيرها، لكن هذا لا يمنع من إيجاد صيغ اخرى جديدة لهذه المشاعر الإنسانية التي تعني كل الناس. وعلى سبيل المثال، اغنيات "ابي انسان"، و"ما عندي قلب" و"عمري" كلها مواضيع جديدة، حيث تحكي اغنية "عمري" عن القدر وصعوبات الحياة... "ابي انسان" يمكن ان يفهمها الجمهور على اكثر من صعيد، و"ما عندي قلب" ايضا، اذ كيف يمكن ان يسأل المرء نفسه او حبيبه "قولك ما عندي قلب؟"...

بعد ان ينجح الفنانون في برامج الهواة، الى أي مدى هناك صعوبة في اثبات نجوميتهم؟
غنيت في برنامج "سوبر ستار" مختلف الألوان الغنائية واللهجات من اللبناني الى المصري والخليجي والليبي... وأيضا كانت الأساليب الغنائية التي قدمتها متنوعة، لهذا حرصت على ان يكون البومي تماما مثل اشتراكي في "سوبر ستار"، وان أثبت من خلاله أني قادر على تقديم مختلف انواع الغناء، عكس ما يقول البعض في اننا نتكل على اغنيات العمالقة، حيث ان كثرا من الناس يعتبرون نجاحنا كفانين تخرجوا من برنامج للهواة يعود الى اعمال العمالقة. هذه الأغنيات هي دون شك ناجحة جدا مع اصاحبها الحقيقيين، لهذا يحبنا الجمهور من خلالها ان قدمناها بطريقة لائقة. لهذا من الضروري ان يكون الجهد مضاعفا في اختيار اغنيات خاصة، وهذا ما حاولت ان ابرهنه، والقول ان الجيل الجديد قادر على تقديم الطرب والكلاسيك وليس شرطا انه سينجرف تلقائيا نحو الموجة الشبابية او الموجة الرائجة، مع العلم اني لم اغفل هذا الجانب، بمعنى اني قدمت في الألبوم اغنيات سريعة.

لكن الطابع الغالب على البومك هو الطرب وليس الاغنيات السريعة؟
صحيح، لكن ليست كل اغنياتي طربية، بل ربما طريقة ادائي التي تميل الى الطرب تجعل أغلب الاغنيات تبدو وكانها طربية، كما اني رغبت في أن يكون ادائي متميزا، ومن الجميل جدا ان يطلّ الفنان في اول ظهور له بشخصية مستقلة لا تشبه الآخرين سواء في الصوت او الأداء والخ...

كثر ممن سمعوا البومك يقولون ان البوم أيمن اكبر من سنوات عمره، وليس فقط على صعيد نوعية الاغنيات بل ايضا لجهة الإحساس. انت ماذا تقول؟
(يضحك ويقول) لا احب التحدث عن نفسي كثيرا لكن فعلا هذا ما اسمعه من الناس، يقولون ان احساسي اكبر من عمري مع اني لست صغيرا جداً، بل ان عمري 23 سنة. ريما يكون ذلك صحيحا، لكن ان كان الجمهور يقول ذلك، فهذا دليل نضوج وأمر يسعدني، لكن ليس بالضرورة ان كل فنان يغني فقط ما يناسب سنّه او انه يعيش حقيقة معاني كلمات الأغنية التي يؤديها.

من الملفت ان اغنية "أبي إنسان" حققت نجاحا مميزا في لبنان وليس فقط في دول الخليج كما توقّع البعض؟
نعم لقد تفاجأت، كثر أبدوا إعجابهم بأغنية "أبي إنسان" وأيضا اغنية "عمري"، وهما باللهجة الخليجية البحتة. انا صراحة لم اتوقع ان تلاقي هاتين الأغنيتين النجاح خارج دول الخليج ايضا، والحمدلله حصل ما هو غير متوقع، لذا سأعمد الى تصويرهما بطريقة الفيديو كليب.

كيف تقيّم تجربة تعاونك مع الملحنين المصريين في ألبومك الأول وهم محمود خيامي، رامي صبري، وتامر علي؟
دون شك سعيد بتعاملي مع الكلّ؛ لكن رحلتي الى مصر لتنفيذ الأغنيات المصرية والخليجية كانت اكثر من رائعة، وعندما كنت في مصر وتقرر تأجيل الألبوم، طالت فترة اقامتي في القاهرة مما دفعني الى التأني أكثر فأكثر في تنفيذ العمل بدقة أكبر، وكنت أستمع طوال اليوم الى اغنيات كي اختار ما يناسبني، وفي النهاية وقع الإختيار على أعمال الملحنين الشباب وهم أسماء بارزة وتعاونوا مع كبار النجوم.

الم تخف من الوقوع في الحيرة وانت تستمع الى هذا الكمّ الكبير من الأغنيات، فتكون بنتيجة ذلك خياراتك غير صائبة؟
من الأفضل ان يسمع الفنان أكبر عدد ممكن من الأغنيات، فيختار المطرب الأغنية التي يحسّ بها، وهذا مهم كي يتمكن من إيصالها بصدق الى الجمهور، وهكذا اساسا يتعرف الملحن والمطرب الى الأذواق الفنية لكل منهما فيصبح التعاون مثمرا اكثر. لكن لا أنسى انه وخلال فترة وجودي في القاهرة، رافقني اخي وصديقي ومدير اعمالي ميكي، وايضا الأستاذ عبدالله القعود، فضلا عن استشارتي عددا من الأصدقاء؛ لكن في النهاية القرار لي. صحيح ان الموضوع صعب لكن الإتكال على الله تعالى.

ومع ميشال قزي في اخر خبرية

يضمّ البومك اغنية "سألتك" التي كانت بالأساس للراحلة ذكرى، وقد تقصّدت إخفاء الأمر وعدم اعلانه، لكنه انكشف مع احد الزملاء الصحفيين في حفل توقيع البومك في بيروت. لماذا كنت رافضا الكشف ان الاغنية هي لذكرى؟
لأن لذكرى مكانة عزيزة جدا في قلبي رحمها الله، ولم أرد ان استغلّ الموضوع تجاريا وإعلاميا، لكن لا ادري كيف تسرّب الخبر، فتفاجأت والصحفي يسألني عنها في المؤتمر الخاص في حفل التوقيع على الألبوم، ولم اكن انا من كشف عن الموضوع... وبالمناسبة، عندما اخترتها لم اكن ادري ان الراحلة ذكرى سجلت منها مقاطع على سبيل "البروفا" على اساس ان تصدرها في شريط "يوم ليك ويوم عليك"، بل علمت لاحقا. فعلا لم أرد ان استغلّ موضوع الراحلة ذكرى، احتراما لفنّها الكبير، وانا بالأساس من عشاقها منذ ان كنت طفلا، وقد لاحظت للأسف انه وبعد وفاتها استغلّت كثيرا ومن قبل كثيرين، راحوا يدّعون انهن كانوا من اصدقائها... فلم أرد ان اكون واحدا من الذين تاجروا.

الكل يعلم مدى عشقك للراحلة ذكرى، كما ان البعض يشبّه احيانا طريقة ادائك بأدائها؟
مسألة أني أعشقها هذا مؤكد، لكني لا اتقصّد تقليدها، ربما نتميز في المغرب العربي بشكل عام بروح معينة في الغناء والأداء، حيث يمتاز اهل هذه المنطقة بالعُرَبْ، لا أكثر ولا اقل.

تحدثنا قبل قليل عن تعاونك مع الملحنين المصريين، لكن من المستغرب أنك لم تتعاون مثلا مع صلاح الشرنوبي ومعروف عنه حبّه لاكتشاف الخامات الصوتية الجديدة والتعامل معها، وقد أثنى اساسا على موهبتك؟
نعم كان ذلك خلال لقائي الأول به في برنامج "الأغنية رقم واحد" على شاشة تلفزيون المستقبل، وقد تفاجأت بأنه من متابعي "سوبر ستار" ويعرفني جيدا، وقد أثنى على ادائي اغنية "عالبال" للفنانة سميرة سعيد (من الحانه) وقال إني غنيتها بشخصيتي وأسلوبي وكانت تلك شهادة رائعة من ملحن قدير احترمه كثيرا. تحدثنا عن امكانية تعاون، وبالفعل زرته عندما كنّا في مصر لكن لم نوفّق، إنشاءالله سنتعاون معا في البومات مقبلة، هذا شرف لي.

لوحظ في المؤتمر الصحفي الذي عقدته في حفل التوقيع على ألبومك، أن أغلب الأسئلة كانت ودودة ونابعة من محبة بالفعل. كيف تصف علاقتك بالصحافة؟
فعلا كانت الأسئلة ودودة وهذا امر جميل أن يحصل؛ من هنا اتوجه بالشكر الى الصحافة العربية عامة، واللبنانية خصوصا، كونها واكبتني منذ انطلاقتي في "سوبر ستار"، وأنا فعلا ألمس محبتهم، دائما يتصلون يسألون عني وعن اخباري مشكورين؛ دعموني ووقفوا الى جانبي، حتى من انتقدني سلباً انا ايضا أشكره لأن النقد ينبه الفنان على أخطائه بهدف التطوير، وهذا بدوره دليل محبة.

رحلتك في "سوبر ستار" بدأت بالدموع وانتهت بفرح كبير، كيف تشعر اليوم وأنت تشاهد تلك التجربة كفيلم سينمائي؟
لا اعرف... فعلا التجربة تمرّ امام عيني وكانها فيلم سينمائي. لا أدري ما أقول. لكن الحمدلله كنت صادقا وانا اعرف ان ما يخرج من القلب يدخل مباشرة الى القلب.

وعبارة "هلبا هلبا" التي اشتهرت بها، ألن تدرجها في أغنية ما؟
(يضحك ويقول) كلا لا أعتقد، لأنها ستقارن تلقائياً بأغنية "برشة برشة" للفنان صابر الرباعي.

بعد مهرجان الدوحة الذي شاركت به العام الماضي، ما هو المسرح الذي تتمنى اعتلاءه من بين المهرجانات الكبرى؟
مشاركتي في مهرجان الدوحة العريق مصدر فخر بالنسبة لي، وأتمنى تكرارها. اما عن المهرجانات الأخرى، فبالتاكيد أتمنى المشاركة في قرطاج، هذا حلم حياتي، وليس فقط قرطاج بل أغلب المهرجانات التي تقام في تونس لأن فيها شعب ذواق. وطبعا جرش، هلا فبراير وكل المهرجانات العربية البارزة، هذا طموح كل فنان، لكنها مسألة وقت فأنا لا زلت في البدايات.

تُسْأل دائما عن امكانية وجود علاقة حب وأنت تنفي. لكن ما من دخان دون نار كما يقال؟
(يضحك) كلا أبدا. يسألونني صحيح، لكن ما من علاقة عاطفية مع احد، ربما بسبب إحساسي في الغناء حيث أبدو وكأنني مغرم. اساسا هذا الموضوع شخصي ولا احب الخوض في تفاصيله في وسائل الاعلام، هذا في حال ثمّة علاقة مع احد.

أي هناك علاقة وانت تخفيها؟
"لا، والله لا".

ما هي مشاريعك المقبلة؟
بعد توقيع ألبومي في بيروت ودبي، هناك تحضيرات لحفلات توقيع اخرى في مصر والكويت والاردن وقطر وليبيا وتونس، إن استطعنا تنفيذها كلها، فضلا عن إطلالات تلفزيونية في أكثر من محطة، كما اني سأصور قريبا احدى الكليبات، (يضيف مازحا) لكن بعد أن أسمن قليلا.

ولماذا نقص وزنك أكثر ؟
لا أدري، ربما بسبب التعب والإرهاق وانا اساسا لا آكل كثيرا.

هل حددت أي اغنية؟
نعم سأصور اولا "ما عندي قلب".

كثر انتقدوا كليب "بحبك"، البعض لم يحب الفكرة وآخرون لم يحبوا الشكل الذي أطليت من خلاله (موديل الشعر على سبيل المثال)؟
نعم صحيح، إرضاء الناس غاية لا تدرك، هذا امر طبيعي، لكن امنية كل فنان ان تعجب أعماله كل الناس. "بحبك" كان اول كليب صورته، وكان ذلك مع المخرجة ليلى كنعان التي أشكرها من كل قلبي، وقد سعدت بالتعامل معها، وكانت فكرتها ان نقيم تناقضا بين نمط الأغنية الشرقي وبين الصورة الحديثة "المودرن"، البعض أحب ذلك وآخرون لا.

يحكى في الكواليس عن عتب من قبل نجوم "سوبر ستار2" على تلفزيون المستقبل كونهم لم يلاقوا الدعم المطلوب. هل هذا صحيح؟
صراحة لا اعرف، لكن انا عن نفسي لم أشعر أبدا ان التلفزيون قصّر معي، وكبداية لا يمكن القول سوى "الحمدلله"، مع وجود شركة انتاج تبنت اعمالي هي "ميوزيك ماستر"، ولا ننسى طبعا "الزلزال الكبير" الذي حصل في لبنان مع استشهاد الرئيس رفيق الحريري رحمه الله والذي أثر على كل شيء، فلماذا اللوم على التلفزيون...

هل تحب ان تغني دويتو مع مطرب شاب؟
اعتقد ان الدويتو بين مطرب ومطربة سيكون أصدق واجمل، خصوصا وان اغلب المواضيع التي تقدم هي عن الحب. لكن من الجميل أيضا ان يكون هناك دويتو بين شابين لجهة موضوع اجتماعي مثلا او قصة صديقين...لا مانع. لكن الاساس هو وجود التناغم بين المطربين، سواء شابين او شاب وفتاة.

من يسمعك تغني، يشعر وكأنك تخبئ نواح معينة في صوتك ولا تظهر كل قدراتك؟
من الضروري ان يغني الفنان كل مرة ويشعر انه يقدم جديدا، لا أن يكون اداؤه روتينيا. سمعت هذه المقولة كثيرا، لكن حسب رأيي لا يجب ان يُظهر الفنان كل ما عنده، وإلا ما الجديد الذي سيقدمه للجمهو غدا... بل يفاجئهم كل مرة بشيء.

وماذا عن حفلاتك؟
هناك عدة مشاريع لكن لا شيء محدد بعد.

التقيت الفنان فضل شاكر الذي وعدك بلحن منه، هل من جديد؟
كلا ليس بعد. لأنه كان منشغلا جدا في الفترة الأخيرة حيث يسافر باستمرار، لكن إنشاءالله بعد عودته سوف نلتقي، وإن حصل التعاون هذا شرف كبير لي. كما هناك مشروع مع الفنان عاصي الحلاني وآخر مع صابر الرباعي، الذين اكن لهما كل الاحترام، شهادتي بهما مجروجة.

[email protected]
التصوير بعدسة ميكي