خالد أحمد الطراح: لدى إيران مادة دستورية رقم 154 تدعم استراتيجيتها القومية "لنصرة المستضعفين"، ولديها ايضا تحرك اعلامي نشط لكنه ليس اصلاحيا لأنه يستهدف مصالح ايران فقط وتشويه واقع المستضعفين الذين يمثلون صداعا سياسيا لإيران كالاحواز بينما تركز طهران على ما تدعيه بشأن مستضعفين من المذهب الشيعي في الجوار الخليجي والعربي ايضا.

مؤتمر الاحواز الذي عقد في الكويت مطلع شهر مايو الماضي استنفر ايران وجعلها تقوم قيامتها على المستوى الدبلوماسي والاعلامي بسبب توفر نوافذ الاعلام للاحواز وهم ما تسميهم طهران "بالمناوئين" وليس مستضعفين! بينما تجيز ايران دعمها للحوثيين وحزب الله ومنظمات ارهابية اخرى والتدخل في شؤون دول الجوار الخليجي.

اهتمامات

إيران تجيد توظيف السلاح الاعلامي لصالحها وحين يكون ضد مصالحها لا تعترف بحرية الرأي و حقوق المستضعفين ممن لا تطيق طهران تحركهم الاعلامي والسياسي وتسعى بكل الوسائل لصد ابواب ونوافذ الاعلام امامهم، فيما تفتح نيرانها على الدول التي تؤيد "عناصر مناوئة للثورة الايرانية" بالرغم من شرعية حقوقهم المهضومة من طهران وهذا واقع سياسي ليس حديثا وانما تاريخ موثق.

تعمل إيران، الدولة الثيوقراطية، وفقا لدبلوماسية وسياسة اعلامية تنكر حقوق الدول الاخرى وتصب جل اهتمامها وترمي بثقلها السياسي وراء لبنان حزب الله وليس لبنان الدولة و الشعب، وكذلك الحال في سوريا دعما "لجزار القرن بشار" وهو ما اكده مستشار خامئني للشؤون العسكرية وقائد الحرس الثوري السابق رحيم صفوي فيما يتعلق بدعم حزب الله حتى يتم بلوغ "الاكتفاء الذاتي ماليا وعسكريا ليصبح القوى الكبرى في لبنان و "منع سقوط" النظام الدموي في دمشق، لكن دمار وعذاب الشعبين اللبناني والسوري ليست ضمن اهتمام طهران، فالاهم تصدير الثورة الايرانية حتى لو على حساب دول و شعوب اخرى!

روسيا الحليف الجديد لإيران بعد الاتفاق النووي تحديدا تعمل بنفس التوجه الدبلوماسي والاعلامي وهو ما برهنه احياء منتدى "روسيا و العالم الاسلامي "، والذي توقف منذ ست سنوات وتلاه ايضا مؤتمر روسي "اعلاميون ضد الارهاب" تحت مظلة مكافحة الارهاب والتطرف بمشاركة اعلامية كويتية واماراتية غير معروفة.

سلاح فتاك

السلاح الاعلامي كما اكدته الدول العظمى وخبراء الاعلام سلاح فتاك واكثر تأثيرا من السلاح العسكري، لذا توظفه روسيا وايران بشكل فعال بينما تغيب آلية التحرك الاعلام العربي، وتحديدا الاعلام الخليجي الذي يتحرك بصورة عشوائية دون رؤية واضحة ووتيرة عمل ناضجة وهي الحقيقة المرة التي نعيشها للآسف دون ان نستفيد من الدروس وما يجري على الساحة الاقليمية والدولية. 

دول الخليجي لا ينقصها المال ولا العقول لكن ينقصها وضوح الرؤية والاتفاق والتوافق على التحديات والمخاطر التي تهدد امن الخليج تحديدا، فيما تتمتع بالصمت الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الذي كما يبدو واجهة للرفاهية السياسية.