الأحد:08. 01. 2006

من قريب
سلامة أحمد سلامة



لم يشأ العام المنصرم أن يرحل دون أن تشهد ساعاته الأخيرة آخر المفاجأت والفرقعاتrlm;.rlm; التي انتهت بمعركة ميدان مصطفي محمود التي اهالت التراب علي سمعة مصرrlm;.rlm;

ونتوقف عند معركة المهندسين التي قتل فيهاrlm;26rlm; سودانيا من لاجئي دارفور والجنوبrlm;,rlm; حين أفرطت قوات الامن المصرية في استخدام القوة لاجبارهم علي اخلاء الميدانrlm;,rlm; بعد ثلاثة اشهر أحالوا خلالها المكان إلي حظيرة لا تليق بآدميينrlm;,rlm; لاجئين كانوا أو غير لاجئينrlm;,rlm; سودانيين أو غير سودانيينrlm;.rlm;

فمنذ بداية هذه الازمة بين اللاجئين الذين قذفت بهم الحرب الدائرة في الجنوب وفي دارفورrlm;,rlm; وبين مفوضية الأمم المتحدةrlm;,rlm; تجمع بضعة أفراد منهم احتجاجا لأن المفوضية لا تيسر لهم سبل الهجرة إلي أمريكا وكندا واسترالياrlm;.rlm;

وكنت أرقب كل يوم اثناء مروري بالمنطقة كيف تتزايد أعدادهمrlm;,rlm; وقد أخذوا يحتلون الحديقة الصغيرة بأسرهم وأطفالهم ومفوضية اللاجئين تقف عاجزة عن حل مشكلتهمrlm;...rlm; يزحفون ليلا علي المناطق الخضراء في شارع جامعة الدول العربيةrlm;,rlm; ويفترشونها باسمالهم وخيامهمrlm;,rlm; وأنابيب بوتاجازهم حتي وصل عددهم الي نحو ثلاثة آلافrlm;.rlm;

وكان المفروض قبل أن تفشل مفوضية اللاجئينrlm;,rlm; وليس بعد ان فشلتrlm;,rlm; وهي دائما ما تفشلrlm;,rlm; أن تهيئ الدولة معسكرا لهم في مكان ما وتنقل مكاتب المفوضية اليهrlm;,rlm; وتمنع تسلل الأفراد إلي المنطقة أولا بأولrlm;,rlm; وتنقلهم بالطائرات الي بلادهم كما فعلت المغربrlm;,rlm; بعد ان اتضح ان مشكلتهم ليس مشكلة لاجئين بل مشكلة مهاجرينrlm;.rlm;

معالجة هذه المشكلة كانت تقتضي درجة أكبر من الذكاء والحيلةrlm;,rlm; وليس استخدام القوة والعنف في بلد يتهم عالميا بأنه لا يعرف غير لغة العنف حتي مع معارضيه السياسيينrlm;,rlm; وذلك بالتحذير ثم الانذار ثم اعطاء مهلةrlm;,rlm; وأن تذاع اعلاميا نتائج الوساطات والمشاورات التي جرت مع قياداتهم واشترك فيها الزعيم السوداني الصادق المهدي وعدد من شخصيات سودانية رسمية وغير رسميةrlm;,rlm; بدلا من التعتيم الاعلاميrlm;:rlm;

لست افهم حتي الآن السبب في الاتفاق الذي وقعته مصر لاستقبال لاجئين يعرف الجميع أننا لا نستطيع استيعابهمrlm;,rlm; وإذا كانت استضافة مصر لمفوضية اللاجئين اصبحت تمثل عبئاrlm;,rlm; فالافضل ان تستغني عنهاrlm;,rlm; وطبقا لاحصاءات أذيعت في الخارج فإن عدد الهاربين واللاجئين من السودان ودارفور بسبب الحرب وصل عددهم اليrlm;23rlm; الفاrlm;,rlm; فضلا عن ثلاثة ملايين سوداني يقيمون بصفة طبيعية في مصرrlm;,rlm; ولم يأتوا إليها كمعبر للهجرة إلي أوطان اخريrlm;,rlm; علما بأن هيئات تبشيرية وجماعات دولية وقوي اجنبية هي التي تيسر وتشجع هؤلاء اللاجئين علي الهرب من دارفور والجنوبrlm;,rlm; فالحرب الدائرة هناك حرب دولية تتحمل مصر نتائجها دون جدويrlm;.rlm;

والحل في اعتقاديrlm;,rlm; هو وقف قبول لاجئي الحرب السودانية الي مصر تماماrlm;,rlm; وتشكيل لجنة من الاتحاد الإفريقي ومنظمتي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومفوضية اللاجئين بمشاركة الجهات المصرية والسودانية المسئولة لتصفية ذيول هذا الحادث المؤلم وتعويض ضحاياهrlm;.rlm;


[email protected]