الأحد:15. 01. 2006

لم يكن المخرج الفرنسي كريستيان ماري بل يعرف أن عارضاً صحياً سيقوده الى الاسلام ديناً ومنهجاً، الا أنه لم يكن يعرف أيضاً أن بلاده التي ترفض التصنيف على اساس العرق والمعتقد ستضيق به وتدفعه الى اللجوء الى سوريا ليعيش ويتزوج فيها.

ويقول كريستيان البالغ من العمر 56 عاما الذي صار اسمه بعد اعتناقه الاسلام عيسى أبو الهدى، أنه تعرض لضغوط في العاصمة الرومانية، بوخارست، حيث كان يقيم قبل 4 سنوات بسبب اعتناقه الاسلام.

وقال ابو الهدى لـوكالة quot;يونايتد برس انترناشيونالquot; انه تعرض لضغوط مماثلة بعد عودته الى بلده فرنسا لأن الأشخاص من حوله هناك، لا سيما من يعمل معهم، لم يستطيعوا فهم قراره خصوصا وأنه جاء بعد أحداث 11أيلول ـ سبتمبرعام ،2001 والتي أضحى المسلمون معها في الغرب موضع مساءلة وشبهة.

ويقول أبو الهدى انه عمل كمخرج وسيناريست ومنتج لما يتراوح بين 70 و80 فيلما سينمائيا ومن ضمنها فيلمان مع صديقه الراحل أنطوني كوين وكان يعيش حياة غنية ومترفة متنقلا بين لوس أنجلوس ونيويورك وباريس وأوروبا الشرقية ومع ذلك فهو لم يجد الراحة النفسية والروحية إلا بعد اعتناقه الاسلام.

وبدأت علاقة المخرج الفرنسي مع الاسلام، عندما شعر بأعراض جلطة في بوخارست قبل نحو 4 أعوام، حيث تعرق وارتفعت حرارته وفقد الرؤية للحظات، وقال ان الصديق الوحيد الذي تمكن من الحديث معه لمساعدته ldquo;كان مسلماً من الجزائرrdquo;.

وأضاف: ldquo;طلبت منه أن يصحبني الى مسجد في بوخارست حيث وجدت سكينة روحية هناك الا أن الضغوط التي خضعت لها من الأشخاص الذين أعمل معهم دفعتني لمغادرة العاصمة الرومانية والعودة الى باريس.

وقال: ldquo;هؤلاء لم يفهموا لماذا غيرت ديني وأنا أيضا لم أستطع أن أشرح لهمrdquo;.

وأشار الى ان ضغوطا مماثلة كان يتعرض لها مع العرب والمسلمين في فرنسا نتيجة لأحداث 11 سبتمبر/ أيلول، ldquo;ومع ذلك بقيت أقرأ القرآن وأصلي في المسجد وألقي محاضرات فيه عن الاسلامrdquo;.

ويضيف أنه ذهب الى ساحة الأوبرا في باريس حيث شركات السفر والطيران ووجد نفسه فجأة في مواجهة شركة الطيران السورية فأراد شراء بطاقة سفر ليغادر بلاده في اليوم نفسه، الا أن الشركة طلبت منه الحصول على فيزا أولا، الأمر الذي لم يعان منه اذ إن ldquo;أشخاصا لطفاء في السفارة السوريةrdquo; منحوه مباشرة تأشيرة دخول الى سوريا لمدة 6 أشهر.

ويقول أبو الهدى: ان الله يسر أمره فساعده أحد سائقي الأجرة فور وصوله الى دمشق للحصول على فندق نظيف ورخيص، ومن ثم بدأ بالتواصل مع السوريين من خلال جامع أبو النور وهو المجمع التابع لمفتي سوريا الراحل الشيخ أحمد كفتارو.

وبعد استقراره في سوريا منذ نحو سنتين، تزوج أبو الهدى من فتاة سورية مسلمة من عائلة بكداش وأنجب منها طفلة صغيرة أسمياها ldquo;نورrdquo;، ويقول ان زوجته محجبة وأن والدها المتدين يذهب الى الجامع لأداء صلاة الفجر كل يوم.

أبو الهدى لم يغير من هندامه اذ إن شكله فرنسي فهو يرتدي سترة وبنطالا ينسجمان مع روح العصر ويلف رقبته بشال أحمر اللون ويتحدث باللغة الفرنسية، فهو لم يتعلم اللغة العربية نتيجة اختياره الحل الأسهل أي الاستعانة بمترجم يؤمنه له أصدقاؤه.

وعن عمله الحالي، يقول ابو الهدى ان تلفزيون ldquo;الفجرrdquo; كلفه بإخراج 30 حلقة وثائقية في حين طلبت منه مؤسسات إنتاج أخرى اخراج أفلام للرسوم المتحركة.