الخميس:19. 01. 2006
رسالة باريس - نجاة عبدالنعيم :
مع اقترب الانتخابات الرئاسية بفرنساrlm;,rlm; والمقرر لها العام المقبلrlm;2007,rlm; تتعاظم حملات السباق للوصول لكرسي الرئاسةrlm;,rlm; وان كان اقوي المرشحين حتي الآن هماrlm;,rlm; مرشحا حزب اليمين الحاكم نيكولا ساركوزي وزير الداخلية ورئيس الحزبrlm;,rlm; ودومنيك دفيلبان رئيس الوزراءالفرنسيrlm;,rlm; والمرشح بقوة من قبل الرئيس جاك شيراكrlm;.rlm;
بالرغم من أن نيكولا ساركوزي قد طوع كل السبل للحملة الانتخابية محاولا كسب ثقة الفرنسيينrlm;,rlm; فإن وضعه أصعب بكثير من منافسيهrlm;,rlm; فهو يواجه حملة متعددة الجبهاتrlm;,rlm; وقد بدأ بالفعل معارضوه يستخدمون كونه من أصل أجنبيrlm;-rlm; فهو ينتمي لأسرة ذات أصول مجريةrlm;-rlm; متهمين إياه بالجهل بمتطلبات الشعب الفرنسيrlm;,rlm; بل ويزعم البعض أن ساركوزي لم يكن لديه مرجعية سياسية وتاريخ ينتمي إليه كباقي المرشحينrlm;,rlm; وما لهم من باع طويل في تاريخ تأسيس الأحزاب بفرنساrlm;.rlm;
ليأتي اقتراح نيكولا ساركوزي الأخير بمشروع جديد باعتبار أن الفرنسيين لا ينتظرون للفترة الرئاسية القادمة رئيسا تقليدياrlm;,rlm; خاصة بعد فشل سياسة اليمين واليسار معا في تلبية رغباتهم المنوط بها استقرار الأمنrlm;,rlm; وتوفير مستوي معيشي لائق بالقضاء علي البطالة والفقرrlm;.rlm;
ليطالب ساركوزي أن تخول لرئيس الجمهورية صلاحيات أكثر من شأنها أن تجعله مسئولا أمام البرلمانrlm;,rlm; وبالتالي تخفض صلاحيات رئيس الوزراء ليكون مجرد وسيلة وصل بين الرئيس والحكومةrlm;,rlm; والواقع انه لم يكن شيراك ودفيلبان أو أقطاب الأحزاب المعارضة الأخري وحدهم المنافسين لساركوزيrlm;,rlm; انما يواجه ساركوزي جبهة قوية ربما تفقده أصواتا كثيرة وتؤثر علي الرأي العام والقاعدة العريضة من الشباب والتي يتصدرها شباب الضواحي من المهمشينrlm;,rlm; الذين يناهضونه نظرا لمعالجته الجافة لازمة الضواحي في الفترة السابقةrlm;,rlm; وهذا مايبدوا واضحا من فاعليات جمعية الشباب الجديدة المعروفة باسم ضد ساركوزي والتي قامت بتأسيس موقع علي الانترنت لمعاداته وربما هذا ماجعله يسعي لتقنين الانترنت وكانت هذه الجماعة قد اتخذت شعار اعرف عدوك جيدا كي تنتصر عليه كمنهج لمحاربة ساركوزيrlm;.rlm;
وتوجت حملتها ضده بصدور كتاب لمهاجمته تحت عنوان ساركوزي داخل النص يتناول الكتاب في مقدمته مدي خطورة ساركوزي علي فرنسا لو أصبح رئيسا للجمهوريةrlm;,rlm; ويستعرض الكتابrlm;(133)rlm; عبارة وكلمة غير لائقةrlm;,rlm; استخدمها ساركوزي وزير الداخلية لمواجهة المتمردين من أبناء الضواحي ولا يصح أن يستخدمها رجل سياسة ككلمة حثالةrlm;.rlm;
بالإضافة إلي الانتهاكات الأمنية التي انتهجتها الشرطة ضد المتمردين والتي تتعارض مع حقوق الإنسان والمواطنة الفرنسيةrlm;.rlm; وتعمد مناهضو ساركوزي توزيع الكتاب يوم لقائه بالصحفيين بمناسبة العام الجديدrlm;,rlm; إضافة إلي أنهم طبعواrlm;3000rlm; نسخة نزلت الأسواق للبيعrlm;,rlm; ويتكون هذا الكتاب منrlm;144rlm; صفحة مخصصة ضد ساركوزيrlm;.rlm;
أما هذه الجمعية فقد أسست في سبتمبرrlm;2004,rlm; بمجموعة من الشباب الفرنسي النشيط واغلبهم من معتنقي سياسة اليسار الاشتراكيrlm;PS,rlm; وبالرغم من كل الجبهات المفتوحة علي ساركوزي والتصريحات النارية ضده من الأحزابrlm;,rlm; ناهيك عن استخدام فشله ومشاكله العائلية للتنكيل به سياسيا فإنه يحاول كسب ثقة الفرنسيين بشتي الطرق عازفا علي وتر المهاجرين وتقنين الهجرة بفرنسا وتأمين الحياة اليوميةrlm;,rlm; خاصة بعد الحوادث التي قام بها مجموعة من الشباب ليبث الرعب والذعر بين صفوف راكبي القطارات مع بداية العام الجديدrlm;.rlm;
ويتبين ذلك في اخر تصريحات ساركوزيrlm;,rlm; موضحا أن فرنسا استقبلت في الفترة الأخيرة أعدادا من اللاجئين السياسيينrlm;,rlm; وآخرين من الوافدين تحت مظلة التجمع العائليrlm;,rlm; واعدادا لابأس بها تحت شعار الاقتصادrlm;,rlm; وصنف ذلك حسب احتياج فرنسا فلم يجد سويrlm;5%rlm; فقط تحتاج إليهم البلادrlm;,rlm; متخذا من ذلك ذريعة لتفاقم مشكلة البطالة وسوء أحوال المعيشة إضافة إلي تفشي الفوضي واضطراب الأمنrlm;.rlm;
ولم يكتف وزير الداخلية الفرنسية ورئيس الحزب اليميني الحاكم نيكولا ساركوزيrlm;,rlm; عند هذا الحد بل قام بترحيلrlm;20000rlm; من الأجانب المقيمين إقامة غير شرعية من جنسيات مختلفة يتصدرهم رومانيون وجزائريون ومغاربة وتونسيون وأتراكrlm;.rlm;
اعتقادا منه بتطبيق الأمن للفرنسيين وبالتالي كسب دعمهم وتقويم المجابهة أمام اقوي منافسيه في سباق الرئاسة القادمة دومنيك دوفيلبانrlm; بل وربما تحمل الأيام في طياتها مفاجأة ترشيح شيراك لفترة رئاسية ثالثةrlm;.rlm; نظرا لان المحللين مازلوا يتشككون حتي الآن إن كان شيراك يمهد الطريق لرئيس وزرائه ام انه سيعلن ترشيح نفسه لخوض معركة انتخابية جديدrlm;.rlm;
خاصة ان تصريحات شيراك واللقاءات المنظمة بالسياسيين والجمهور معا منذ بداية العام الجديد من شأنها كسب ارضية جديدة من المؤيدينrlm;.rlm; والواضح من مجهودات شيراك المكثفة أنها محاولة لكسب ثقة الفرنسيين من جديدrlm;,rlm; خاصة بعد أن فقد شعبيته فور غيابه لقرابة الاسبوعين اثناء ازمة الضواحيrlm;,rlm; الأمر الذي جعل الفرنسيين يعتقدون انه تخلي عنهمrlm;,rlm; واعتبروها موافقة ضمنية منه للتخلي عن السلطة للمتنافسينrlm;,rlm; نيكولا ودفيلبانrlm;.rlm;
وهنا سيتطلب الأمر من ساركوزي ان يضاعف مجهوداته لمجابهة الاستاذ وتلميذه شيراك ودفيلبانrlm;.rlm;
والواقع انه بالرغم من مواجهة ساركوزي لازمة الضواحي بقبضة من حديد لعودة استتباب الأمن في البلادrlm;,rlm; فإن الفرنسيين يأخذون عليه معالجة العنف بالعنف بكونه وزير داخليةrlm;,rlm; متجاهلا انه رئيس للحزب الحاكم وكان من الأجدر به أن ينظر للمشكلة بنظرة جذرية لإيجاد حلول لها بدلا من دخول حرب مع أبناء المهاجرين الذين هم بطبيعة الحال مواطنون فرنسيونrlm;.rlm;
وستظل ازمة الضواحي في ملف ساركوزي السياسي كالقشة التي قسمت ظهر البعيرrlm;.rlm;
التعليقات