علامة تعجب!
فؤاد الهاشم
.. laquo;شجرة الدرraquo;، واسمها الحقيقي laquo;عصمة الدينraquo;، كانت زوجة لـ laquo;نجم الدين أيوبraquo; الذي اشتهر باسم laquo;الملك الصالحraquo;، وحين دخل في مرحلة مرض الموت، اصبحت هي من تدير شؤون مملكة مصر، ولأن خطها في الكتابة كان يشبه خط زوجها laquo;الصالحraquo; فقد اعتادت على التوقيع نيابة عنه في كل شؤون الدولة، ولما مات اخفت خبر موته بينما المعارك تدور حامية الوطيس بين جيشها وجيش laquo;الفرنجةraquo; في.. laquo;المنصورةraquo; حتى لا يؤثر ذلك في معنويات جنودها!! حكمت مصر لثمانين يوما، وقد ماتت داخل حوض ماء في قصرها على ايدي laquo;أم عليraquo; الزوجة الاولى للملك الصالح - وجواريها لتنتهي - بموتها - حقبة من تاريخ ارض الكنانة!! لا وجود لـ laquo;شجرة درraquo; عندنا في الكويت، لكن الاحداث السياسية الاخيرة افرزت لنا laquo;اشجار - درraquo; من الذكور ترى في الواقع الحالي جنة ما بعدها جنة بالنسبة لهم!! نحن هنا لا نتحدث عن معركة بين شياطين وملائكة، لأنه لا يوجد بيننا شياطين ولا ملائكة، بل بشر تتنازعهم آراء ومطالب ورغبات وغضب قديم وهم من يريدون ان يجعلوا من laquo;الملك الصالحraquo; صاحب السمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح في عام 2006 ميلادية نسخة اخرى من الملك الصالح الاول الذي عاش حتى عام 1257 ميلادية! كلنا يعرف الحالة الصحية التي تكتنف جسد سمو الامير، وكلنا يعرف - ايضا - مقدار جهد الحكم وادارة شؤون دولة وشعب، ونعلم جميعا اننا اقمنا دستورا ارتضيناه حكاما ومحكومين نستظل بظله ونستمد منه قوتنا وتلاحمنا، والاهم من ذلك ان laquo;اشجار - الدرraquo; هذه لم تجد قناة واحدة من كل تلك القنوات المتعددة التي تربط الكويتيين بحكامهم لتوصل لهم قناعتها الا قناة.. laquo;البلوتوثraquo;، بينما تواصل ابناء الاسرة الحاكمة مع سمو رئيس الوزراء وجها لوجه، وقلبا بقلب، ويدا بيد ليعلنوا له مواقفهم المؤيدة، وفي نفس الوقت، جاء دور الكلمة في الصحافة ليعبر 99% من اصحاب الاقلام عن ذات التوجه مع غالبية الاسرة الحاكمة، فأين موقع laquo;اشجار - الدرraquo; وهي تعرض موقفها وتغوص داخل اجهزة.. laquo;البلوتوثraquo;؟! اننا - نتساءل - laquo;ما هو الهدف من كل هذا الركض بعيدا عن الدستور وثوابته ولماذا نعرض انفسنا لكل هذه الامطار السياسية الموحلة التي لا يعلم مدى ضررها الا الله وحده؟! ان laquo;اشجار - الدرraquo; التي تحاول الاختفاء خلف laquo;البلوتوثraquo; ليست بأكبر من الدستور ولا من الكويت وشعبها وثوابته، ولأننا لا نخشى على بلدنا وهي بين يدي سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد، فإن خشيتنا الحقيقية على هذه laquo;الاشجارraquo; التي تريد اقتلاع نفسها من مكان وزرعه في مكان آخر بحجة الخوف على الوطن، وفي واقع الحال اننا نخاف عليهم من عدم خوفهم على بلدهم وانفسهم!
- آخر تحديث :
التعليقات