دبي- مصطفى عبد العظيم


تتجه دبي نحو تأسيس اكبر شبكة خطوط تربط العالم جواً وبحراً يقودها عملاقا الأجواء والموانئ طيران الإمارات و'' دبي العالمية '' اللتان نجحتا في سنوات قليلة في توسيع نطاق تواجدهما في دول العالم لتغطيا حاليا أكثر من 135 وجهة في 84 دولةbull; ربما تكون الصدفة وحدها وراء تأسيس هذه الشبكة حيث أن لكل عملاق مساره ونهجه الخاص، وربما يكون الأمر عكس ذلك كما يرى المراقبون، فدبي لا تترك الأمور للمصادفة، اذ تصب جميع مشاريعها وخططها في اتجاه واحد رغم تباعد الاتجاهات واختلاف المجالاتbull;

ويبدو ان استهداف هذه الشبكة قصدا او مصادفة سيمثل إضافة نوعية جيدة لطموحات دبي التي تتزايد يوما بعد الأخر، فـ ''العملاق الطائر'' طيران الإمارات التى تتخذ من مطار دبي الدولي قاعدة لانطلاقها تتوسع الى آفاق غير محدودة ولديها من الخطط لتأسيس مفاهيم جديدة في صناعة النقل الجوي ما يثير حفيظة عمالقة شركات الطيران في العالم،فهي تطير حاليا الى 84 وجهة في 57 بلدا، وتمتلك أسطولا من الطائرات يتزايد شهريا يصل إلى 95 طائرة، وتسعى إلى التحليق لأكثر من مائة وجهة وامتلاك أكثر من 150 طائرةbull; وكذلك الحال بالنسبة لـ''عملاق البحار ''موانئ دبي العالمية'' التي قفزت الى المرتبة الثالثة عالميا بين اكبر موانئ العالم في فترة لا تتجاوز الثلاث سنوات حيث دخلت بجرأة متناهية في عمليات الاستحواذ والشراء المتتالية لأصول وحقوق الشركات الكبرى، الى جانب ضخ مليارات الدولارات في إقامة محطات للحاويات في مناطق مختلفة من العالم، وهي منذ لحظة إطلاقها لم تهدأ ولم تكل في توسيع عملياتها ونشاطها حتى أصبح مجال أعمالها في 51 ميناءً تغطي 27 دولة في كافة أنحاء المعمورةbull;

وتمتد الشبكة الجديدة التي تنطلق من دبي عبر محاور متداخلة ومتباعدة لتغطي قارات العالم ،حيث تلتقي في كثير من النقاط و تتباعد في نقاط أخرى،فهي تتلاقى في كثير من مدن أوروبا وشبه القارة الهندية والشرق الأقصى واستراليا،ونادرا ما تتلاقى في دول منطقة الشرق وأفريقيا،التي لا تغطي كثيرا من قبل موانئ دبي العالمية على عكس طيران الإمارات التي تتواجد في كثير من مدن هذه الدولbull; وإلى اقصى الشرق تحلق طيران الإمارات الى نيوزيلندة بشقيها الشمالي والجنوبي حيث تغيب ''دبي العالمية'' عن هذا الجزء مقابل تواجدها في أقصى الغرب في عدد كبير من موانئ دول أميركا اللاتينية والكاريبي مثل بيرو والأرجنتين وفنزويلا والدومينكان حيث لا تصلها طيران الإمارات بعدbull;

ويلتقي العملاقان في مدن استرالية كثيرة مثل بريسبن وسيدني وملبورون، وكذلك مدن عدة في الصين وكوريا والهند والفلبين وسريلانكا واندونيسيا وتايلاند وباكستنان، كما تغطي شبكة موانئ دبي وخطوط طيران الإمارات عددا واسعا من الدول الأوروبية الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا وتركياbull; يؤكد المراقبون ان طيران الإمارات التي يرأسها سمو الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم والتي لم يمض على تأسيسها عشرون عاما استطاعت ان تخترق الأجواء العالمية المغلقة لصالح شركات يمتد تاريخها لأكثر من 60 قرنا، وان تثير حفيظة المنافسين الذين يراقبون توجهاتها وصفقاتها باهتمام بالغ خشية أن تسحب البساط من أجوائهمbull;

ومن خلال سياسة الحرية الاقتصادية التي تنتهجها دبي، استطاعت طيران الإمارات ان تحقق نجاحا تلو الآخر مؤكدة في كل نجاح على أنها لا تتلقى أي دعم مالي أو مساعدات حكومية مستفيدة أيضا من سياسة الأجواء المفتوحة، التي تطبقها دولة الإمارات العربية المتحدةbull; ويقف وراء نمو وتوسع الإمارات عمليات تخطيط تسير وفق الأهداف المرسومة، واختيار خطوط يمكن تطوير أعمال جديدة عليها وتتميز الناقلة بالمرونة، التي تتيح لها الاستفادة من الفرص التجارية الجديدةbull;

وتمضي طيران الإمارات قدماً في تنفيذ خططها الكبرى لتوسيع وتحديث الأسطول والشبكة للحفاظ على المكانة الرفيعة التي بلغتها في طليعة الناقلات العالمية المتميزة وتعزيزهاbull; وتواصل تنفيذ خطط ضخمة تتضمن إضافة مزيد من الطائرات الحديثة إلى أسطولها، وبدء خدمات جديدة، وزيادة عدد الرحلات على الخطوط القائمةbull; وخلال السنوات الخمس الأخيرة وتحديدا منذ شهر نوفمبر عام ،2001 كشفت طيران الإمارات عن طموحاتها خلال معرض دبي للطيران عندما أعلنت عن شراء صفقة ضخمة مع شركة ايرباص كانت مثار تساؤلات كثير من الخبراء لاسيما أنها جاءت بعد أيام من أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي عصفت بشركات طيران عريقةbull; ومن ثم توالت الصفقات واحدة تلو الأخرى والتي كان آخرها خلال معرض دبي للطيران، الذي أقيم خلال الفترة بين 20 و24 نوفمبر ،2005 عندما وقعت صفقة ضخمة مع بوينج لشراء 42 طائرة بوينج 777- 200 إل آر و777- 300 ئي آر مع محركات جي ئي 90 من جنرال إلكتريك بقيمة 35,7 مليار درهم (9,7 مليارات دولار أميركي)bull;

وسبق للناقلة خلال معرض فارنبره، الذي أقيم في بريطانيا خلال شهر يوليو ،2004 أن وقعت عقوداً تجاوزت قيمتها الأربعة مليارات دولار، وتضمنت شراء 13 طائرة بوينج 777- 300 ئي آر وأنظمة ترفيهية حديثة وأجنحة للدرجة الأولى على طائرات الإيرباص أ380 وأجهزة تشبيهية (سميوليتر) لتدريب الطيارينbull; وكانت طيران الإمارات قد وقعت خلال معرض لوبورجيه الجوي في باريس في يونيو 2003 أكبر طلبية في تاريخ الطيران لإضافة 71 طائرة إلى أسطولها بقيمة 19 مليار دولار أميركي، منها 23 طائرة من الطراز العملاق إيرباص أ،380 ليصبح مجموع طلبياتها من هذا النوع 45 طائرة، ولتكون بذلك صاحبة أكبر طلبية من هذا النوع في العالمbull; وسوف تصل هذه الطلبيات مجتمعة بأسطول طيران الإمارات بحلول عام 2012 إلى أكثر من ضعفي العدد الحاليbull; أما عملاق البحار ''موانئ دبي العالمية'' والتي كانت انطلاقتها أيضا من دبي وتحديدا من ميناء جبل علي، فقد استطاعت ان تلتقي مع'' طيران الإمارات'' في نقاط بعيدة من العالم وتنتظر قدومها في نقاط أخرى سبقتها إليها وخاصة في دول أميركا اللاتينية التي تتربع فيها على عرش الشركات المشغلة والمديرة للموانئ ومحطات الحاويات هناكbull;

وأدى نجاح شركة موانئ دبي العالمية،التي يرأسها سلطان احمد بن سليم في الاستحواذ على شركات عالمية في إدارة الموانئ في أن تتبوأ المرتبة الثالثة عالميا وسط تطلعات بأن تصبح الأولى خلال السنوات القليلة المقبلة عن طريق تكثيف استحواذاتها وإدارتها لعدد اكبر من الموانئ حيث حددت الشركة التي تأسست قبل عامين هدفاً لها بأن تكون الأولى عالمياً في إدارة الموانئbull; وبالنظر إلى طاقة موانئ دبي العالمية اليوم فإنها فعليا تحتل المركز الثالث عالمياً، لكن بالنظر إلى ما تغطيه في العالم من موانئ فإنها تصبح في المركز الأولbull; وتحولت موانئ دبي العالمية خلال 3 سنوات فقط إلى ثالث أكبر شركة في العالم لإدارة الموانئ من خلال صفقات جريئة وتوسعات مهمة في أنحاء العالم، ومن المؤكد أنها سوف تستطيع تحقيق هدفها وتتبوأ المركز الأول عالمياً ما دامت حكومة دبي تواصل دعمهاbull;