دبي - رياض قهوجي
ساهمت الأحداث في الشهور الأخيرة بتوضيح معالم الصراع الاقليمي - الدولي في منطقة الشرق الأوسط، تحضيراً لخيارات سيكون القادة في واشنطن وحلفاؤهم في الغرب والعالم العربي مرغمين على أخذها خلال السنة المقبلة. ويعتقد بعض المراقبين بأن السنة 2008 ستكون سنة الحسم أو اندلاع نزاعات جديدة. وتعرب مصادر ديبلوماسية وعسكرية غربية مطلعة عن اعتقادها بأن قادة الحلف الذي يواجه المحور السوري - الايراني باتوا مقتنعين بترابط الجبهات واتساع قدرات الخصم لتشمل قوى غير نظامية متناقضة ايديولوجيا. وعليه فان استراتيجية المواجهة من دول التحالف الذي تقوده أميركا بات يأخذ في الاعتبار الأمور الآتية:
bull; ربط المحور السوري - الايراني الجبهات في كل من الأراضي الفلسطينية ولبنان والعراق، وحتى أفغانستان، ويتعامل معها على أنها أرض معركة واحدة ممتدة من البحر المتوسط حتى وسط آسيا.
bull; ان laquo;القاعدةraquo;، وتنظيمات اسلامية سنية أخرى، جندت بشكل مباشر أو غير مباشر للعمل ضمن المحور السوري - الايراني او معه. وتقوم أجهزة الاستخبارات الغربية منذ فترة بجمع أدلة تثبت التعاون بين قوى يعادي بعضها بعضاً ايديولوجيا، مثل laquo;القاعدةraquo; وايران. ويعتقد بعض المحللين بأن هذه القوى المعادية لأميركا تقاتل اليوم في خندق واحد ضمن مقولة: عدو عدوي صديقي.
bull; ان المحور السوري - الايراني يتحرك ضمن استراتيجية متينة تديرها جهة واحدة هي طهران، في حين أن دول التحالف لا تعمل بشكل متناسق ضمن استراتيجية وقيادة موحدتين.
bull; ان تدهور صدقية أميركا في العالم العربي يؤثر على صلابة التحالف وقدرة بعض الدول العربية على التحرك بشكل أقوى وعلني مقابل المحور السوري - الايراني، ويضعف قدرات التحالف في كسب تأييد الشارعين العربي والاسلامي.
bull; يحاول المحور السوري - الايراني استغلال محاولة روسيا اليوم استعادة مكانتها كقوة عظمى دوليا لتعزيز التحالف معها من أجل بناء قواتهما العسكرية التقليدية والتأثير على قرارات مجلس الأمن.
bull; يستفيد المحور الايراني - السوري من عامل الزمن للمضي في تعزيز القدرات العسكرية وتطوير البرنامج النووي الايراني وتوسيع المحور ليشمل دولاً وأطرافاً أخرى، واستنزاف أميركا وحلفائها في العراق وأفغانستان من أجل تقويض الدعم الشعبي للحرب في دولهم. ويتوقع بعض المراقبين أن يدفع عامل الوقت التحالف الأميركي لحسم قرار المواجهة العسكرية خلال الشهور المقبلة.
وبحسب مصادر غربية مطلعة، تعد واشنطن لتعزيز التشاور مع حلفائها لوضع استراتيجية موحدة تأخذ في الاعتبار التفوق الاعلامي والمعنوي للطرف الآخر نتيجة حرب لبنان الأخيرة والأوضاع المتدهورة في العراق. هذه المعطيات الجديدة أثرت في عمل لجنة بيكر - هاملتون التي لم تعد متحمسة جدا لموضوع فتح أقنية حوار مع ايران وسورية في شأن العراق. ويُعتقد بأن اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل أوقف كل المساعي في اتجاه فتح حوار مع دمشق وطهران لإنهاء الأزمة في العراق. ويقول مصدر قريب الى اللجنة إن نصيحة فتح الأقنية مع الدولتين ستكون خجولة جدا، ولن يأخذ بها البيت الأبيض. وبحسب مصادر ديبلوماسية، اقفلت لندن بدورها قناة الحوار التي كانت فتحتها مع دمشق اخيراً.
أما في مجال التحضيرات العسكرية، فهي لم تتوقف. ففي حين تنتظر ايران تسلم صواريخ روسية جديدة مضادة للطائرات طراز laquo;ثور م -1raquo; تواصل القوات الأميركية تحضيراتها في منطقة الخليج العربي. وبحسب مصادر عسكرية، تراقب القيادة الأميركية باهتمام المناورات الايرانية ومساعي طهران الى استيراد أسلحة جديدة. ويقول أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين إنه كلما تدخل ايران سلاحا جديدا في الخدمة تقوم أميركا باستقدام أنظمة للتعامل معه. وتشير مصادر غربية الى أن قدرات أميركا الاستخباراتية في ايران تحسنت خلال الشهور الماضية والى أن واشنطن تركز اليوم بشكل أساسي على تعزيز قدراتها الاستخباراتية في الأماكن التي ينشط فيها المحور الايراني - السوري. أما اسرائيل، فأعلنت اخيرا نيتها تحديث اسطولها من الطائرات المخصصة لتزويد الطائرات بالوقود جواً. وسيمكن هذا النوع من الطائرات سلاح الجو الاسرائيلي من شن غارات بعيدة المدى في عمق ايران. واللافت في الاعلان الاسرائيلي هو السعي الى تحويل طائرات مخصصة لرجال الاعمال محطات وقود جوية، كون هذه الطائرات صغيرة وسريعة وقادرة على التحليق على ارتفاع مخفوض يجنبها أجهزة الرادار.
التعليقات