الخميس: 2006.09.07


من قريب
سلامة أحمد سلامة



يقوم الأوربيون حاليا بدور المساعد أو البديل لترميم واصلاح ما دمرته السياسة الأمريكية الاسرائيلية في الشرق الأوسطrlm;,rlm; من رفع للأنقاض ونزع للألغام والقنابل وجمع للقمامة السياسية التي خلفها العدوان الاسرائيلي بعد تدمير لبنانrlm;..rlm;وازالة أثار العدوان هنا لا تعني نجاح أوروبا في انهاء العدوانrlm;!rlm;

وعندما ترددت فرنسا في المشاركة في القوات الدوليةrlm;,rlm; سارعت ايطاليا التي لم يعرف عنها القيام بدور بارز في مشكلات الشرق الأوسطrlm;,rlm; الي ارسال ثلاثة ألاف جندي لتحفز فرنسا للمشاركةrlm;.rlm; وفي استوكهولم قرر مؤتمر الدول المانحة تقديمrlm;700rlm; مليون يورو لاصلاح الخراب والدمار الذي أنزلته الغارات الاسرائيلية بلبنانrlm;,rlm; وrlm;350rlm; مليون يورو لمواجهة الوضع المأساوي في الأراض الفلسطينيةrlm;.rlm;

وفي كل هذا ظل الجانب السياسي من المشكلة التي فجرت قضية الأسيرين ودفعت اسرائيل الي هجومها الوحشي علي لبنانrlm;,rlm; يحتل الدرجة الثانية من الاهتمام الأوروبيrlm;,rlm; حيث لا يحق لأوروبا ولا تسمح لها اسرئيل بالتعرض للقضية الأساسية التي أفرزت هذه المشاكل وهي احتلال الأراضي العربية بالقوة العسكرية بدعم أمريكي بحجة محاربة الإرهابrlm;.rlm;

ومن الواضح أن عجز أوروبا عن القيام بدور سياسي في الشرق الأوسط هو الذي أدي بها الي انتهاج دور المحلل للسياسات الأمريكية الخاطئةrlm;,rlm; التي دخلت في نفق مسدود من الأزمات لم تعد قاصرة علي الصراع في فلسطينrlm;,rlm; ولا علي الحرب الأهلية التي فجرها الاحتلال الأمريكي في العراق بل امتد قوس الأزمات الي السودان في انتظار مواجهة قريبة بسبب دارفورrlm;,rlm; كما تتجمع سحب أزمة نووية بسبب الملف الايراني في الخليجrlm;..rlm; فلا توجد مشكلة لمستها يد امريكا إلا وتحولت إلي أزمة متفجرة غير قابلة للحلrlm;.rlm;

ومعني ذلك أن أوروبا تخلت عن دورهاrlm;.rlm; بل إن بعض الدول مثل المانيا التي باعت غواصات نووية لاسرائيل في نفس اللحظة التي كانت الغارات الاسرائيلية تفتك بالشعب اللبنانيrlm;,rlm; لم تمانع في اعطاء اسرائيل فرصة زمنية لانهاء مهمتها في تدمير لبنان قبل تدخل مجلس الأمنrlm;.rlm;

ولقد تواترت الأنباء من نيويورك بأن التحرك العربي لعقد مجلس الأمن لبحث الأوضاع في الشرق الأوسطrlm;,rlm; يواجه معارضة امريكيةrlm;.rlm; وتسعي بعض دول الاتحاد الأوروبي إلي اعادة احياء اللجنة الرباعية وخريطة الطريق التي أثبتت فشلا ذريعاrlm;.rlm; وبعبارة أخري فإن إعادة انتاج الأفكار القديمة التي استهلكت منذ مؤتمر مدريد في مطلع التسعيناتrlm;,rlm; ستظل مجرد كلام للاستهلاك المحليrlm;,rlm; ما لم تغير الدول الأوروبية سياستهاrlm;,rlm; وتقبل الاعتراف والتعامل مع حزب الله وحماس كقوي سياسة مؤثرةrlm;.rlm; كما أن تجاهل قضية الجولان ومحاولة عزل سوريا لن يساعد علي حل المشكلةrlm;.rlm;

ولا يكفي أن تشارك أوروبا بقوات لحفظ السلامrlm;,rlm; لكي تستعيد دورهاrlm;,rlm; بل يحتاج الأمر الي خوض معركة سياسية مع أمريكا وإسرائيل اذا أرادت انتهاز الفرصة لوضع حد للصراع في الشرق الأوسطrlm;.rlm;