الجمعة 2 مارس 2007

وعيب عيب تعايرون وزيراً بعلاج مواطنيه في الخارج
ماكو إلا العافية.. الأمور على خير ما يرام


محمد السلمان وفيصل الجاسم وأسامة القطري وخليل خلف

قبل أيام قليلة من جلسة حجب الثقة عنه بدا وزير الصحة الشيخ أحمد العبدالله مرتاحاً لجوانب تتناول مصير جلسة الاثنين المقبل، فعاد ليؤكد laquo;ماكو إلا العافية.. ماكو إلا العافية.. والأمور تسير على ما يرام.. لكن من العيب أن يعايروا وزيراً بعلاج مواطنيه في الخارجraquo;.. غير أن الحسم ينتظر اجتماعاً للقيادة السياسية غداً لتكشف الصورة النهائية في مجلس الوزراء الأحد.
وذكر وزير الصحة الشيخ أحمد العبدالله في رده لـ laquo;الوطنraquo; أثناء حضوره سباق ماراثون لدعم أطفال التوحد أن laquo;رحلات العلاج في الخارج لن تتوقف إطلاقاً، لأنها حالات إنسانية، وليس لها شأن بالأمور السياسية، والسياسة لا تتدخل في رحلات العلاج الخارجيةraquo;.
واستدرك: laquo;لكن العيب ان يعايروك بعلاج أمراض مواطنيك.. وأقول عيب عيب تعايرون وزيراً بعلاج مواطنيه في الخارجraquo;.
وعن استقالته المتوقعة بنظر البعض، قال الشيخ أحمد العبدالله: laquo;أنا ما استقلت وبعدين ماكو إلا العافية.. ماكو إلا العافية والأمور على ما يرامraquo;.
وتنتظر الكتل النيابية والتيارات السياسية عودة سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح إلى البلاد اليوم لفتح مشاورات بشأن وجهة الحكومة لمعالجة جلسة طرح الثقة في وزير الصحة الشيخ أحمد العبدالله الصباح في وقت ادرج فيه رئيس المجلس طلب الثقة على البند الخامس من جدول أعمال جلسة الاثنين المقبل الذي وزع أمس.
ورجحت مصادر نيابية laquo;ألا تعقد الجلسة المذكورة في حال استقالت الحكومة أو أجرت تعديلا على التشكيلة الحكوميةraquo; مشيرة إلى أن laquo;رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي والذي سيلتقي غدا سمو رئيس الوزراء سينتظر من الحكومة ابلاغه الأحد بالقرار النهائي بحضور الجلسة وبالتالي التصويت على طرح الثقة أو الاعتذار عن الجلسة باختيار إجراء آخر لمعالجة الوضع الدستوري الناجم عن استقالة الحكومة أو بعض اعضائهاraquo;.
وتلتقي القيادة السياسية في البلاد غدا للتشاور وبحث كل الخيارات وفقا لتقرير اعده فريق حكومي يتناول قراءة مواقف جميع الكتل في الساحة ويستنبط المواقف النيابية حتى في التكتل الواحد من أجل الاستقرار على الخيار الافضل.
وأفادت مصادر مطلعة أن laquo;أبرز الخيارات حتى الآن هو خوض جلسة طرح الثقة وتجديد الثقة في الوزير أحمد العبدالله قبل تسلمه حقيبة وزارة أخرى بعد القناعة أن هذا الخيار هو الافضل لتعزيز موقف الحكومة ومنح الكتل فرصة أخرى لاختبار تعاطيها مع الحكومة.
وزادت المصادر أن laquo;أطرافا في الحكومة ترى أن خيار خوض جلسة طرح الثقة يبقى ضمن بقية الخيارات له إيجابياته وسلبياته لكن الاستقرار عليه يتوجب التوصل لقناعة تامة بتوافر العدد اللازم لتجديد الثقة بالوزير وبضمانة تامة لخطورتهraquo;.
وتزدحم أجندة مواعيد مكتب سمو رئيس الوزراء غدا حيث سيلتقى سموه ممثلين عن بعض الكتل النيابية لسماع آرائهم في شأن السيناريوهات المختلفة لمعالجة الوضع فيما سيلتقي سموه ايضا وزيرالصحة الشيخ أحمد العبدالله الصباح laquo;الذي سيقدم لرئيس الحكومة رؤيته وقناعته في الخيار الأنسب.
وقال مصدر نيابي مستقل ان laquo;الفرق كبير بين جلسة مناقشة الاستجواب التي وقع بعض النواب دون قناعة في شباك بعض الكتل خلالها، وبين جلسة الثقةraquo;، مؤكدا ان laquo;المواقف ستكون اكثر وضوحاً وتحكمها مصلحة البلاد والعلاقات المستقبلية بين السلطتين.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن laquo;النواب المستقلين ليس لديهم مانع من الامتناع عن التصويت في جلسة طرح الثقة احتجاجا على أمور تحت الطاولة شهدتها جلسة استجواب العبداللهraquo;.
وتنتظر جميع الكتل النيابية نتيجة اجتماع القيادة السياسية غدا السبت والتي ستكون عنوانا لجدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الأحد.
وتسعى الكتلة الإسلامية إلى الالتئام ومناقشة التطورات والموقف منها وتستمع ايضا من الحركة الدستورية لموقفها مما حدث في جلسة مناقشة الاستجواب.
وفي الحركة الدستورية الإسلامية يعقد المكتب النيابي للحركة اليوم اجتماعا لبحث التطورات في موضوع الاستجواب وطرح الثقة والخيارات المتاحة امام الحكومة وأيها افضل لمعالجة الوضع.
وكذلك سيبحث الاجتماع الحملة التي شنت على الحركة laquo;ومن هي الجهات التي كانت وراءهاraquo; واقرار حملة مضادة لتلك الحملة تهدف ايضاح حقيقة الوضع واسباب تشويه عمل الحركة، وكيفية التعاطي مع بقية الكتل ومع الحكومة في المرحلة المقبلة.
وأفادت المصادر في الحركة ان laquo;نائب رئيس مجلس الأمة د. محمد البصيري سيقدم تقريرا للحركة حول رؤيته فيما حدث وكيفية تنفيذ استراتيجية مثالية في التعامل مع الكتل والتيارات والموقف المعلن تجاه الحكومة، واثر هذا الاستجواب في العلاقة المستقبلية بين الحركة والكتل من جانب والحركة والحكومة من جانب آخر والاجراءات المناسبة لوضع آلية يتم من خلالها الرد ومواجهة الحملات المغرضة ضد الحركةraquo;.
وفي كتلة العمل الوطني يجتمع اعضاؤها اليوم لتقييم الموقف من جلسة مناقشة استجواب العبدالله والوضع من جلسة طرح الثقة في الوزير ونقل قناعة الكتلة إلى الحكومة وتحديد حجم المسؤولية التي تقع على الكتلة جراء بقائها على الحياد في جلسة مناقشة الاستجواب، اضافة الى الموقف من تعاطي الحكومة مع الكتل بصورة غير متوازنةraquo;، على حد قول مصدر في كتلة العمل الوطني.
وقال مصدر في الكتلة ان laquo;الموقف يعتمد بالدرجة الأولى على جدية الحكومة في التعامل مع جلسة طرح الثقة واقتناعها بالاستقرار على الخيار الذي يناسبها شريطة ان تشرك الكتل والتيارات معها في خيارها وبيان للجوانب الايجابية والسلبية فيه، لأنه من خلاله سيكون لنا موقف معلن في ذلكraquo;.
وكثف التجمع النيابي المعارض لطرح الثقة عن الوزير العبدالله من اتصالاته ومشاوراته وتقرر حسب المصادر انتظار قرار الحكومة في دخول جلسة الثقة أو اتخاذ إجراء آخر.
وطالبت المصادر بأن يكون لرئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي دور مرشد وناصح للحكومة باعتباره الأقرب لفهم مواقف النواب والكتل والصورة التي يجب ان تكون فيها العلاقة بين السلطتينraquo;.
من ناحية ذات صلة، تحدثت أوساط نيابية عن توجه لإجراء مفاوضات حكومية مع الكتل للاستقرار على اختيارنواب يمكن توزيرهم في الحكومة في حال الاستقرار على خيار التشكيل الحكوميraquo;.
وقالت الأوساط ان نوابا تلقوا وعودا بعرض رغبتهم في الوزارة لتحقيق بعض الاستحقاقات والتوازنات للمرحلة المقبلة في العلاقة بين السلطتين.
وبدأت الأوساط تتناول بورصة أسماء لدخول الحكومة لأن الأمر لم تسنده تأكيدات حكومية حتى الآن.
ومن ناحية أخرى، أنجزت لجنة الجواب على الخطاب الأميري البرلمانية تقريرها وإحالته لمجلس الأمة لإقراره ورفعه الى صاحب السمو الأمير.
وأكد المجلس ضرورة laquo;التمسك بالوحدة الوطنيةraquo;، محملا الحكومة مسؤولية التصدي لقضايا الفساد والعمل على ترجمة أقوال سمو الأمير الواردة في الخطاب الى أفعال حقيقية حلا للقضايا التي يعانيها الوطن والمواطنون، مشيرا الى ضرورة laquo;توافر التعاون والثقة المتبادلة بين الحكومة والمجلس لمعالجة الاحتقانات والتجاذبات المتكررة بين السلطتينraquo;.
من ناحية أخرى، طلبت الحكومة من مجلس الأمة وفقا للمرسوم رقم 23 لسنة2007، فتح اعتماد اضافي بميزانية الوزارات للسنة المالية الحالية 2007/2006 بقيمة (مائة وثمانية عشر مليون دينار) لتغطية إعانة تقدم لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة الخسائر عن اعصار كاترينا إذ قرر مجلس الوزراء تقديم (400) مليون دولار أمريكي لهذا الغرض.