الثلاثاء 3 أبريل 2007


د. عبد العظيم رمضان


خطر جديد أصبح يحدق بأطفالنا. وهو الحصبة الألماني!

فقد كشفت الإحصائيات عن إصابة 2943 حالة خلال العام الحالي وهذا رقم كبير. يثير التشاؤم فيجب علينا ألا ننسي أن أكبر ما يساعد علي انتشار مثل هذه الأوبئة هو الجهل! فالأم المصرية في معظمها أم جاهلة ولا تستطيع ان تفهم هذه المسائل التي تتصل بالعدوي!
ومن ثم فهي بهذا الجهل تنشر العدوي بين أطفالها. ومن هنا يأتي الخطر وانتشاره!
ومن هنا فالأوبئة في مصر تنتقل بسرعة خارقة لأنه لا يوقف العدوي غير العلم. وتاريخ الأوبئة في مصر يوضح ذلك!
ولعلها كانت الحالة الوحيدة التي عجز الجهل عن نشر الأوبئة عندما كان الاستاذ الدكتور محمود محفوظ وزيرا للصحة!
فقد وقف بحزم شديد ضد انتشار مرض الكوليرا. وكانت هذه حالة فريدة عندما استطاع ايقاف المرض!
وهذا يعني أن الجهل يوقفه الحزم!
لقد عشت أيام عدوي الكوليرا وكنت أري الوباء يحصد الارواح للصغار والكبار بسرعة خاطفة!
مازلت أذكر حين كنت في زيارة لقريتنا quot;دقادوسquot; كيف حصد الموت روح فتي كان يفيض صحة وفتوة!
ولكن بعد يومين اثنين فقط من وصول العدوي إليه فاضت روحه كطفل صغير!
وهذا يبين كيف تحصد هذه الأوبئة الأرواح!
إنها لا تحصد فقط بل تخطف الارواح ولكن الأمهات الجاهلات لا يدركن ذلك!
فالوباء شيء آخر غير المرض! فالمرض يصبر طويلا حتي يقضي علي حياة المريض ولكن الوباء لا يصبر!
انه يخطف الأرواح!
وأخشي ما أخشاه أن يسفر اهمال الأمهات عن ضحايا كثيرين!
ومما يزعج في هذا الصدد ما كشفته الاحصائيات من اشتراك مرض الدرن quot;السلquot; مع وباء الحصبة الالماني في الهجوم علي مصر وكل ذلك متحالف مع وباء انفلونزا الطيور الذي يفعل الجهل في انتشاره ما تفعله الأوبئة الاخري!
في الماضي كان أعداء مصر يتمثلون في ثلاثة الفقر والجهل والمرض! ومازال هؤلاء الاعداء الثلاثة يشكلون أخطر الامراض التي تصيب الشعب المصري!
وبدون التركيز علي هذه الامراض الثلاثة فان مصر تظل مهددة في صحة ابنائها علي الدوام!
ونعتقد أن نشر العلم والثقافة والمعرفة بين الطبقات الفقيرة يمكن ان يكافح هذه الامراض بأكثر مما يكافحها أي شيء آخر!