أو تحدثوا عن عذاب القبر

القاهرة ـ حسام أبو طالب

حذر محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف أئمة المساجد من الإفراط في الحديث عن جهنم ومشاهد العذاب يوم القيامة. وعبر عن ضيقه لأن خطب الجمعة والدروس التي يقدمها خطباء مساجد الأوقاف تحولت الي وسائل لإحباط المصلين والتضييق عليهم بدلا من أن تكون روافد لفتح أبواب الأمل والتفاؤل مصداقا لقول الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم بشروا ولا تنفروا .
وأشار زقزوق في لقاء جمعة بالمئات من الخطباء الذين يشاركون في دورات تدريبية لرفع مستواهم الثقافي إلي أن حديث الرحمة مقدم في القرآن والسنة علي حديث العذاب.
وشكك الوزير في بعض ما يطلق علي المنابر من التعرض لصور العذاب في القبر مشددا علي أن مثل تلك الأحاديث ينبغي التطرق إليها بحذر شديد نظرا لاختلاف العلماء عليها.
ودعا الخطباء لأن يلتزموا بكتاب دليل الإمام الذي أقرته الوزارة وسوف يتم تعميمه علي جميع المساجد التابعة للوزارة بهدف تغيير الخطاب الديني ونقله من مرحلة الجمود لمرحــلة الفــكر المتجدد والذي يتناسب وفقه الواقع.
وهاجم زقزوق الأئمة لأنهم تخلوا عن زي الأزهر الشريف وارتضوا بأن يرتدوا ملابس خليجية وأشار إلي أن هذا التفريط يمثل إهانة في حق المؤسسة الدينية الرسمية لمصر، واعتبر قبول الخطيب أو الإمام الظهور بالزي السعودي بأنه بمثابة اعتراف بالعجز وعدم تقدير قيمة الجهة التي ينتمي إليها الدعاة بالرغم من اتساع نفوذها بين أقطار العالم حيث يرسل الأزهر الشريف علماءه إلي مشارق الأرض ومغاربها.
وتعهد وزير الأوقاف بملاحقة الأئمة الذين يرفضون ارتداء ملابس الأزهر ويقومون بالترويج لأفكار ليست من صحيح الإسلام في شيء ونفي أن يكون في حديثه ترهيب أو وصاية علي اجتهاد الأئمة، وشدد علي أنه يرغب في أن تعود المساجد لأداء دورها التنويري المتمثل في إزالة ما علق بأذهان الأمة من معلومات خاطئة خاصة بالنسبة للعوام الذين يشتكون من تراجع دور الدعاة في تصحيح المفاهيم الملتبسة عليهم. واعترف زقزوق بانتشار الجهل بين عدد كبير من خطباء المساجد الذين يروجون لمفاهيم ومعلومات غير صحيحة.
وتعهد بإقامة العديد من الدورات التدريبية بغرض رفع مستوي الأئمة وتأهيلهم لأن يكونوا خير معين للمترددين علي المساجد، وقد انتقد العديد من الخطباء ما اعتبروه تشددا من وزير الأوقاف بشأن الزي الذي يصر علي أن يرتدوه وتحديد الخطب والدروس والموضوعات التي ينبغي علي الخطباء أن يلتزموا بها وعدم الخروج عليها.
ويري هؤلاء أن إلزامهم بزي الأزهر فيه من التزمت ما لم يحض عليه الإسلام الذي لم يلزم الرجل بزي معين باستثناء ألا يكون متشبها بغير المسلمين.
جدير بالذكر أن زي رجل الدين التقليدي والذي ظل منتشرا منذ نشأة الأزهر الشريف يشهد تراجعا كبيرا حيث أصبح الذين يرتدون العمامة والقفطان من القلائل ويرجع البعض ذلك بسب ارتفاع تكلفته فضلا عن سـهولة ورخــص سعر الزي الخليـــجي والمتمثل فــــــي الجلباب الأبيض والشـــال.
ويعتزم زقزوق التدرج في عقاب الذين يخالفون تعليمات الوزارة سواء بالنسبة للزي أو للالتزام بالتعليمات الواردة في كتاب دليل الإمام خاصة بالنسبة لوضوح الدروس والخطب.
ويطمح وزير الأوقاف لأن يتمكن من إحداث نهضة في الفكر الديني عبر المساجد التابعة للوزارة وذلك من خلال منح دورات تدريبية للدعاة وخطباء المساجد الذين أصبح دخولهم معه في خلافات أمرا شبه دائم وتقليدي.