القاهرة - محمد صلاح

كشفت مصادر عربية لـlaquo;الحياةraquo; امس أن القاهرة والرياض ربطتا موقفهما من القمة العربية المقبلة في موعدها المقرر في 29 و30 الجاري في دمشق بوفاء سورية بتعهد الرئيس بشار الأسد للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بتسهيل انتخاب رئيس في لبنان في الجلسة التي سيعقدها البرلمان اللبناني الثلثاء المقبل. وأوضحت أن الدولتين laquo;قدمتا بادرة حُسن نية تمثلت في عدم اعتراضهما على عقد القمة في دمشق في موعدها أثناء اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة (أول من أمس) على أمل أن يقابل موقفهما من القيادة السورية بلفتة تسهم في حلحلة الأزمة اللبنانيةraquo;.

وقالت المصادر إن laquo;الأفكار عن تأجيل القمة أو نقلها أو مقاطعتها أو نقص التمثيل فيها كانت مطروحة، لكن الدولتين وجدتا أنهما لن تخسرا شيئاً إذا ما قدمتا مبادرة تأملان بأن يلتقطها الجانب السوريraquo;. واعتبرت laquo;ان الوقت صار ضيقا للغاية، وأن القرار السوري أصبح تحت ضغط الموقف الإيجابي المصري - السعودي. لكن إذا تجاهل السوريون هذا الموقف، فإن رد فعل الدولتين سيكون سلبياً للغاية. إذ لن يفسر التصرف السوري على أنه معرقل لحل الأزمة اللبنانية فقط، وإنما غير مهتم باستعادة الثقة بين الدول العربية وبالحرص على مد الجسور مع الدولتينraquo;.

وأوضحت المصادر أن القاهرة والرياض laquo;تأملان بأن يتبع السوريون سياسة تسهل انتخاب الرئيس في لبنان لإحداث انفراجة في الأزمة اللبنانية يتم البناء عليها لتشكيل حكومة لبنانية وتحسين العلاقة بين سورية وكل من مصر والسعوديةraquo;. واستخدمت المصادر التعبير المصري laquo;إن القاهرة والرياض قدمتا السبت إلى السوريين وتنتظران منها الأحد. فإذا لم يأت فإن باقي أيام الأسبوع لن تأتي أيضاًraquo;.

وسئلت المصادر عن إشارات إيجابية من دمشق دفعت الدولتين إلى اتخاذ هذا الموقف الهادئ في الاجتماع الوزاري العربي، فأجابت ان laquo;المشكلة كما تراها العاصمتان هي كون أن الكثير يقال من الجانب السوري لكن الفعل دائماً قليل، وبالتالي لا بد من استعادة الثقةraquo;. وقالت: laquo;لا أحد يريد أن يفقد الدور السوري أو يتجاهل ثقل دمشق كعاصمة عربية محورية، لكن ذلك لا يعني أبداً القبول بأن يبقى لبنان رهينة لرغبات سورية أو توجهات صادرة من دمشق ينفذها حلفاء سورية في لبنانraquo;.

وعن مستوى المشاركة في القمة إذا لم يتم إحراز تقدم في الأزمة اللبنانية، قالت المصادر: laquo;هناك دول عدة وعدت بحضور القمة والمشاركة فيها على مستوى زعمائها. لكن إذا لم يحسم الموضوع اللبناني قبل موعد القمة واتخذت القاهرة والرياض قراراً سلبياً في شأنها فإن زعماء آخرين سيغيبونraquo;، لافتة إلى أن laquo;ما يقال في الغرف المغلقة ينم عن استياء بالغ من تصرفات سورية تظهر دمشق وكأنها غير مكترثة بالهم العربي في لبنان وأنها تراهن على الجواد الإيرانيraquo;.