الرياض - غادة الزبيدي

الأميرة laquo;لولوه الفيصلraquo;، من الشخصيات البارزة والمميزة في المجتمع السعودي، هي ابنة الملك الراحل laquo;فيصل بن عبد العزيز آل سعودraquo;، والراحلة laquo;عفت الثنيان آل سعودraquo;، زرع فيها والدها حباً عميقاً للحياة الاجتماعية وخدمة المجتمع والتعليم، لتكمل مسيرة والدتها التعليمية وتشرف بنفسها على مدارس دار الحنان التي أنشأتها والدتها وكلية عفت الأهلية. وحرصت أن يكون هذان الصرحان التعليميان من أفضل وأرقى الصروح العلمية في منطقة الحجاز والسعودية. الأميرة laquo;لولوهraquo; استضافت laquo;سيدتيraquo; في مدارس laquo;دار الحنانraquo; وكان هذا الحوار.


lt; لعبت دوراً بارزاً في التعريف بدور المرأة في المملكة فكيف كان ذلك؟
التعريف بالمرأة السعودية هو من واجب الإعلام، وينقصنا الإعلام المعرفي الذي يعرِّف بالسعودية في الخارج، والعالم أجمع قلّما يتعرف على السعوديات ويعلم بهنَّ، وذلك لسبب ما لا أعلمه. نحن لدينا العديد من السيدات السعوديات اللواتي أنجزن إنجازات دولية، لذا على الإعلام أن يقوم بالتعريف بدور السعودية نفسها، وليس فقط النساء والرجال.
lt; ماذا عن ظهورك ومشاركاتك في المحافل الدولية، ماذا أضافت لك وماذا أضفت لها؟
تعلمت الكثير من هذه المشاركات، خاصة في مجال التعليم الذي أهتم به كثيراً، إضافة إلى كوني في الغرفة التجارية، وأعمل معهم في لجنة الشؤون الخارجية، ورحلاتي معهم علمتني الكثير في مجال الأعمال والاقتصاد، الذي كان بالنسبة لي شيئاً جديداً، كما اكتشفت الكثير من الأمور والمعلومات عن السعودية، لم يكن لي أي علم بها، كالمشاريع الكبرى التي تعمل عليها السعودية في القطاع الخاص.
lt; هل المرأة السعودية قادرة على العطاء والمشاركة بفعالية في مثل هذه المناسبات؟
المرأة السعودية قادرة على أن تعطي في أي مجال تقتحمه، والسعوديات اللاتي مثلن السعودية في المشاركات العالمية والمحافل، وكل السيدات اللواتي قابلتهن، كن من المميزات، ومن أعلى المستويات.


جدة والإعلاميات


lt; تتميز جدة بظهور سيدات الأعمال، فهل لك اهتمامات اقتصادية؟
تبتسم الأميرة لولوه وتقول باعتزاز: إن غالبية سيدات الأعمال في منطقة جدة هن من خريجات مدارس دار الحنان، وذلك بسبب تأثير والدتي الملكة laquo;عفتraquo; من الناحية التعليمية فيهن، وبالنسبة لي ليس لدي اهتمامات اقتصادية، ولكن لي جانب فقط في العمل في الشؤون الخارجية للغرفة التجارية، وأثناء الرحلات التي نقوم بها أهتم بالتعريف بالجانب الاقتصادي التعليمي.
lt; ما رأيك في الإعلامية السعودية؟ وكيف تجدين دورها في إيجاد حلول للقضايا التي تهم المرأة السعودية؟
حقيقة لي شكوى على الإعلاميات السعوديات، ليس لأنهن لا يعملن، لا، بل هن مجتهدات، وقد يكن أكثر اجتهاداً من أي إعلامية في العالم، ولكن بسبب عدم فتح الأبواب أمامهن في أي مكان، إضافة إلى الصعوبات التي يواجهنها في الوصول لجهات عديدة، وأود أن أنبه الإعلاميات السعوديات عند إقدامهن على أي عمل إعلامي، أن يبحثن عن معلومات صحيحة، والأمانة الصحفية يجب أن تكون قوية لديهن، خاصة من الناحية الإنسانية والبحثية، وأتمنى أن تكون الإعلامية السعودية أكثر ثقة بنفسها، وأن تطرح وتناقش كل القضايا، وأنا لا أوجه حديثي هذا فقط للإعلامية، بل حتى إلى الإعلاميين الرجال، عليهم أن لا يحصروا أنفسهم، وإن كانت بعض المؤسسات الإعلامية تحصرهم وتفرض عليهم بعض السياسات.


مطبوعاتنا بلغات أجنبية


lt; أصدرت العديد من الصحف والمجلات العربية مطبوعات بلغات أجنبية، كـ laquo;سيدتيraquo; التي أطلقت laquo;سيدتي الانجليزيةraquo;، هل ترين بأن ذلك يساعد على التعريف بالسعودية في الخارج؟
أتمنى أن يساعد ذلك في التعريف بالسعودية، لأنه للأسف، الخارج ليس فقط لا يعلم عن المرأة السعودية وإنجازاتها، بل حتى الرجل السعودي لا يعلم أحد عن إنجازاته، وحتى هنا في السعودية عندما يكون هناك وفود أو زوار لبلادنا، الرجل الغربي لا يدرك أو يعي المجتمع النسائي والعكس كذلك، فالمرأة الغربية لا تعي المجتمع الرجالي لدينا وذلك بسبب الفصل، ولكن الآن ولله الحمد المؤتمرات والمنتديات الحاصلة في جدة والرياض والمنطقة الشرقية كلها تساعد في تعريف الغرب عنا بشكل أقرب، خاصة في مجال الاقتصاد وذلك بسبب قوته لدينا.
*للمرأة العربية منذ العصور القديمة دور بارز في جميع نواحي الحياة، هل تتوقعين أن يعيد جيل اليوم ما افتقدناه من دور للمرأة؟
لماذا يعاد دور المرأة، فالمرأة موجودة ودورها ملحوظ بشكل كبير، ولكن المرأة هي من تناست ونسيت أهميتها، ولم ينقطع دورها أبداً، وهذا ما يثبته تاريخنا، وفي كل الدول العربية لم يختف دور المرأة، ولو نظرنا إلى تاريخ السعودية فنجد أن من قام بتعريف laquo;محمد بن سعودraquo; الأول على الشيخ laquo;محمد بن عبد الوهاب آل الشيخraquo; هي زوجته، ومن هنا ظهر لنا ميثاق الدرعية


مقترحات وجوائز


lt; ماذا تقترحين لنهضة وتطوير التعليم في السعودية؟
لقد أجرينا دراسة عن المنهج السعودي، وأثناء هذا العمل أخبرتني إحدى الخبيرات بأن المنهج السعودي ليس أقل من المناهج العالمية الأخرى، ولكن تنبهنا من خلال الدراسة إلى أن نصفه مختف، وهو النصف العملي غير الموجود بصورة كافية، وهذا ليس اقتراحاً على قوانين الوزارة، ولكن هذا ما وجدناه ولمسناه، ولله الحمد فإن هذا الاختفاء لم يكن في مدارس دار الحنان وبعض المدارس الأخرى، فقد كان الجانب العملي موجوداً بشكل قوي مع الجانب النظري، وهذا بفضل الله ثم والدتي المؤسسة للمدارس، لذا نجد العديد من الخريجين والخريجات في حقل العمل ليس لديهم روح الإبداع وذلك لأنهم تأسسوا على النظريات.
lt; ما هي حظوظ المرأة السعودية في الحصول على جائزة الملك فيصل العالمية ومتى تكون قادرة على ذلك؟
جائزة الملك فيصل العالمية ليس لها أي دخل في الجنسية أو الجنس، سواء رجلاً أو امرأة، وهذا الأمر يتوقف على العمل الإنساني الذي يقوم به الشخص وعلى الكفاءة، وليست الجائزة هي من تختار، فهناك نماذج وترشيحات عدة يقوم القائمون على الجائزة بدراستها ومن هنا ينال الجائزة من يستحقها، والمرأة السعودية إذا كانت تستحق هذه الجائزة العالمية فعليها أن تكون على كفاءة عالية وتقدم عملاً خدم ويخدم الإنسانية.


العمل التطوعي


lt; بنات الملك فيصل محبات للعمل التطوعي، كيف ترين وجودكن فيه؟
في الحقيقة والدتي ربتنا أنا وإخوتي على العمل التطوعي، فهي كانت من أوائل من عمل في هذه الأعمال، والعمل التطوعي كان الأساس في عمل المرأة السعودية عندما كان تعليمها تعليماً لا منهجياً، والعمل التطوعي هو من جعل المرأة تهتم بالأعمال الخيرية غير المنهجية، وأن تكون هي من تخرج وتبحث وتقف بنفسها على المحتاجين، وبذلك تم افتتاح جمعيتين خيريتين في محافظة جدة وفي منطقة الرياض، ومن وجهة نظري هو العمل الأول للمرأة خارج المنزل، ولم يعد هذا العمل لتوزيع الصدقات والمعونات فقط، بل ساعد العائلات في حل مشكلاتها من خلال تعليم أفرادها أعمالاً تحقق لهم دخلاً جيداً، إضافة إلى وضع خطط للتعليم، وتعليم القراءة على آلة البرايل، وغير ذلك الكثير.
lt; ما هو دورك في جمعية النهضة النسائية الخيرية؟
حقيقةً لم يكن لي دور كبير في جمعية النهضة، فعندما فتحت كنت لا أزال أتعلم في المدرسة، ولكن أخواتي هنَّ من عملن فيها ولها، وأنا حالياً عضوة فيها، وعملت فقط في تأسيس مدرسة النهضة الخاصة بأطفال متلازمة داون.

كلية عفت

lt; بماذا تتميز طالبات أو خريجات كلية عفت عن غيرهن من خريجات الجامعات الأخرى؟
بالنسبة لي خريجات كلية laquo;عفتraquo; هنَّ من يحكين عن أنفسهن، ويثبتن وجودهن من خلال أعمالهن بعد التخرج، وكلية laquo;عفتraquo; تؤسس تأسيساً عملياً للحياة.
lt; من من خريجات كلية عفت المميزات حالياً؟
تبتسم الأميرة لولوه الفيصل وتقول: بالنسبة لي كل طالباتنا مميزات وكلهن منجزات في المجتمع.


الملك فيصل مثلي الأعلى


lt; حدثينا عن جوانب خفية لشخصيتك؟
ليس لدي أي جانب مخف، فأنا شخصية واضحة أمام الجميع.
lt; أين أنت من الشعر، فالملك فيصل شاعر وأديب، وأبناؤه وأحفاده شعراء؟
تضحك قائلة: الشعر في عائلة الفيصل كان من نصيب رجاله، وأنا فقط مستمعة.
lt; ماذا أخذت من الملك فيصل رحمه الله؟
لا أظن بأنني أخذت أي شيء منه، فأنا لا أعتقد بأن هناك شخصاً يشبهه، وهو مثلي الأعلى دائماً لي ولكل السعوديين. وبالنسبة لعلاقتي به فهي علاقة طبيعية كعلاقة أي أب بابنته، وكنت أحسب بأن كل الآباء مثله، إلى أن بدأت أكبر، هنا بدأت أستوعب أكثر شخصيته وألاحظ بأنه مختلف، وعلى الرغم من انشغاله الدائم بسبب مسؤولياته، إلا أنه كان عندما يرجع إلى منزله ويكون معنا فإنه يفصل عمله عنا ويمنحنا كل وقته.
lt; الملك فيصل كانت له علاقة خاصة بالمنطقة الغربية ما هو سر ذلك، وما هي ذكرياتك عنها؟
كان والدي رحمه الله، نائب الملك laquo;عبد العزيزraquo; في المنطقة الغربية، أي الحاكم باسم الملك، وكان عمله اليومي هناك لأكثر من ثلاثين إلى أربعين سنة، إلى أن أصبح ولياً للعهد، وقد كوَّن من خلاله صداقات ومعارف كثيرة، وبالنسبة لنا أبناء الملك فيصل فنحن تربينا في هذه المنطقة أكثر من أي منطقة أخرى، وحبي لها لا يختلف عن حب أي منطقة أخرى.

طلبنا من الأميرة لولوة توجيه نصيحة للجيل الجديد من أبناء وبنات السعودية فقالت:
أنصحهم بأن لا يتوقفوا عن التعليم، وأن يداوموا على القراءة والمعرفة والبحث، إضافة إلى الجانب العملي دون فصل جانب عن آخر.

تحكي الأميرة لولوه: بأن والدها الملك laquo;فيصلraquo; ووالدتها الملكة laquo;عفتraquo;، رحمهما الله، اتجها في بداية التعليم لإنشاء مدرسة نموذجية داخلية في محافظة الطائف، وكان من المفترض أن تكون للبنين والبنات، ولكن الأهالي في ذلك الوقت أرسلوا فقط أبناءهم البنين، ولم يتقبلوا فكرة إرسال بناتهم، لذلك بعد عدة سنوات تم افتتاح مدارس دار الحنان في جدة عام 1375هـ الموافق 1955م، وهي تعتبر أول مدرسة نظامية، وكانت في بدايتها لليتيمات، وكانت تحت مظلة وزارة المعارف، وهنا عندما شاهد الأهالي الطالبات اليتيمات وعلمهنَّ الذي تلقينه قرروا إرسال بناتهم إلى المدارس، ومن هنا نشأت دار الحنان.
وعما يميز مدارس دار الحنان عن غيرها تقول الأميرة لولوه: أولاً: دار الحنان مدرسة نظامية، ثانياً: لا يتعلمن فقط الجانب النظري، بل الجانب اللا منهجي ملحوظ فيها ومطبق، وخريجات دار الحنان تميزن في العديد من المجالات، إضافة إلى اهتمام والدتي الشخصي فيها، ومتابعة السيدة laquo;مفيدة الدباغraquo;، رحمها الله، ثم المتابعة الحالية من السيدة laquo;سيسيل رشديraquo;.