شيمان الحضينة

لم يعد العنف الجنسي في حياتنا يقتصر على حوادث الاغتصاب التي تفرضها ممانعة المرأة المشروعة ضد مغتصبها، بل أصبحت طقسا من طقوس الجنس بين الأزواج أحيانا.. فعلى سرير الزوجية وداخل الغرف المغلقة ثمة رجال يشبعون رغباتهم بطريقة غريبة.. إنهم يمارسون الجنس وكأنهم يخوضون حربا لإثبات الفحولة.
ويدفع انعدام الثقافة الجنسية، والخجل من الحديث عن الجنس في مجتمعاتنا المحافظة، بالنساء الى السكوت وإخفاء معاناتهن.. فالمجتمع يدفع بهن الى الاستسلام خصوصا أن مجرد التفكير بالطلاق أو الشكوى خط احمر.
وأصبح هناك أزواج يطلبون من زوجاتهم أن يلعبن دور الممانعة بإتقان ليفرغوا طاقة العنف التي يحبون إضفاءها على ممارستهم الجنسية، إذ شوهت الأفلام الرخيصة معنى الرغبة الجنسية بكل ما تحمل من ظمأ طبيعي يبحث عن الارتواء وبكل ما تحمل من اندفاع مشروع يعطي الفعل الجنسي حيويته، وحولته إلى عنف مشتهى ميكانيكي عدواني يحتقر الشاعرية والرقة.
وكثير من الأزواج الذين يجبرون زوجاتهم على ممارسة الجنس يؤمنون ان ذلك عمل مشروع لأنه يتم فى إطار الزواج، وان لهذا العنف لذة خاصة. فمعظم النساء اللواتي يتعرضن للعنف الجنسي من قبل أزواجهن يجهلن أنه عنف.. إذ يصمتن بألم أمام هذا العنف الذي يقابله شعور الزوج بالرضا والمتعة أثناء القيام بالممارسة الجنسية بالقوة، تعبيرا عن رغبته في إظهار قوته وسيطرته على الضحية، غير عابئ بروح وجسد تلك المسكينة.
إن الحديث عن هذا الموضوع شائك لكن حتى الان لم نسمع في الكويت عن دراسة واضحة ودقيقة حول العنف ضد المرأة، بحجة أن عملية الحصول على المعلومات تحتاج الى جهد كبير وتتم من خلال الشرطة والعيادات الطبية والمنظمات غير الحكومية.. وأن اغلب الضحايا لا يبلّغون عما يحدث لهم خوفا من التعرض للخزي والمعايرة من جانب المجتمع.
ولعل كثيرا من الدول تلجأ إلى الخط الساخن للتبليغ عن حوادث العنف، وهي وسيلة ناجحة في الحد من انتشار هذه الجرائم.. بيد أن المرأة في ثقافتنا العربية ينبغي لها ألا تعرض سمعتها وسمعة العائلة الكريمة للفضيحة ونشر عيوب الزوج، ما يضاعف حالة الإحباط النفسي ويسبب لها كثيراً من الأذى.
إن العنف بين الزوجين يباعد المشاعر ويحوّل المرأة
إلى جسد فاقد للحياة.