يوسف القبلان
وضوح في السياسات، وضوح في الإجراءات، تطور متواصل في تقديم الخدمات، فعاليات متجددة في مجال السياحة، أزمة اقتصادية، نسبة بطالة مرتفعة، وأزمة بيئية بسبب التسرب النفطي. أما الفقر فقد استوقفني في الشارع من يقول إن (١) من (٥) من أطفال أمريكا هو تحت خط الفقر، وكان يطلب مني المساعدة في التبرع لهؤلاء الأطفال، لكني قابلت طلبه بعلامات استفهام حول مساعدات أمريكا الخارجية ذات البعد السياسي وكيف لا يكون لأطفال أمريكا نصيب منها؟
داخل أمريكا سوف تنسى أمريكا التي في العراق والتي في أفغانستان أو التي تستخدم (الفيتو) في مجلس الأمن لمصلحة إسرائيل.
في أمريكا سيكون من النادر أن تجري حواراً مع إنسان عادي حول سياسة أمريكا الخارجية أو حول أحداث العالم أو حول قضية فلسطين. هذه قضايا من اختصاص السياسيين واختصاص الجامعات والمعاهد وليست قضايا الناس اليومية.
القانون وتطبيق القانون داخل أمريكا يزيد حجم علامة الاستفهام حول الفجوة الأخلاقية بين السياسات والممارسات الداخلية ، وما يناقضها خارج الحدود في أرجاء الأرض المختلفة، في قضايا مثل حقوق الإنسان، والديموقراطية.
في أمريكا من الداخل وصلت الأزمة الاقتصادية إلى درجة انخفاض مستوى الخدمات داخل رحلات الطيران، فلم تعد شركات الطيران تقدم الوجبات المجانية، وأصبحت الطائرات صغيرة الحجم حتى في رحلات طويلة كما بين واشنطن العاصمة، ولوس أنجلوس كانت الرحلات داخل أمريكا ممتعة وأصبحت الآن متعبة ومملة.
في المدن الكبيرة مثل لوس أنجلوس تبرز مشكلة المرور، ثم الطرق السريعة، ووضوح التعليمات والإرشادات والتزام السائقين بالنظام، ورغم بعض الحلول مثل الخط السريع على الجانب الأيسر للسيارات التي يستقلها راكبان فأكثر في الطرق السريعة.
هذه مشكلة عالمية لجأت بعض الدول إلى حلها عن طريق قطارات الأنفاق وهي غير متوفرة في لوس انجلوس التي تعاني من ساعات الذروة المفتوحة طوال اليوم وفي كل المواقع ولا تزال أمريكا غير قادرة على حل هذه المشكلة. في أمريكا يتوقف السائح أمام مقومات وفعاليات توفر سياحة ناجحة.
الفعاليات وحدها غير كافية ما لم يصاحبها خدمات مصاحبة من أهمها توفر السكن ووسائل النقل.
في هذا الجانب تتفوق أمريكا وتتطور بصفة مستمرة ولا تتوقف عن تقديم الجديد.
في أمريكا يتوقف الزائر عند أشياء صغيرة لكنها في غاية الأهمية مثل غرامة (١٠٠٠) دولار لمن يرمي النفايات في الشارع، وتعامل رجال المرور مع سائقي السيارات ووضوح السياسات والإجراءات في التعامل مع الحوادث المرورية.
في أمريكا لابد أن تتوقف وأنت في مدن الترفيه الكبيرة عند ما يقدم من خدمات لأصحاب الاحتياجات الخاصة، وما يتوفر في هذه المدن من خدمات مثل المطاعم، والعيادة الطبية، ووسائل النقل المتعددة، ومواقف السيارات، وحُسن التنظيم، والتزام الجميع بهذا التنظيم.
في أمريكا سوف تستمع من الناس ومن (سائق التاكسي) إلى مشكلات أمريكية داخلية عن البطالة والجريمة والفقر، والرعاية الصحية، وسوف يفاجئك سائق التاكسي بالقول إن بعض المدارس الحكومية يقوم المعلم فيها بتدريس (فصل) حجمه يتكون من (٦٠) طالباً، وهذه معلومة لابد من التأكد منها قبل الاستشهاد بها أو استخدامها كمبرر لما تعانيه المدارس العربية.
التعليقات