سعيد حارب
مشهد الجِمال والخيول والبغال وهي تدخل ميدان التحرير بالقاهرة يوم الأربعاء الماضي، جسّد البُعد الحضاري بين المعتصمين في الميدان والمهاجمين له، فحين يتحصن المعتصمون بأحدث أجهزة التواصل مع العالم من خلال مواقع شبكة الإنترنت والفيس بوك وتويتر والقنوات الفضائية العالمية، لم يجد المعارضون لهم والذين يدافعون عن النظام سوى تلك الحالة التي تؤكد أن laquo;المحروسةraquo; ليست كما نشاهدها في الأفلام أو في المواقع السياحية، فقد تغيرت laquo;المحروسةraquo; خلال الأيام الماضية، وأكدت أن الحاضر لا يصنع المستقبل، بل المستقبل هو الذي يصنع الحاضر، وأن الفارق بين جيل laquo;الإنترنتraquo; وجيل laquo;البغالraquo;، أكبر من معالجته بحلول ترقيعية، وأن الشباب المصري الذي قيل كثير عن laquo;استهتارهraquo; و laquo;لا مبالاتهraquo; و laquo;إهمالهraquo;، ليس كما تُظهره مقالات laquo;العواجيزraquo; على صفحات الصحف القومية المصرية، أو مناقشات المثقفين الجدلية، أو لوحات الفنانين الذين لا يرون في laquo;المحروسةraquo; سوى لوحة جامدة لا روح فيها، وإذ بـ laquo;المحروسةraquo; تكشف لهم عن جمالها الذي لم يعرفوه من قبل، جمال في يدٍ حافية تنظف ميدان التحرير لتزيل عنه تراكم laquo;الأقذارraquo; التي خلفها الفساد، وحبل ممدود من أجل تنظيم المرور الذي غاب عندما طُلب، وسياج بشري حول كنوز الدنيا ونصف تاريخ البشرية حتى لا يسرق laquo;حراميةraquo; التاريخ ما بقي منها، وصوت هادئ ينطلق من فتاة دون laquo;زعيقraquo; أو شتائم لتقول ما تريد في كلمات موجزة معبرة عن تطلعها لشروق شمس جديدة على أمها laquo;المحروسةraquo;، لم تكن هذه هي الرسالة الوحيدة التي أرسلتها laquo;أم الدنياraquo; للعالم، فثورة الخامس والعشرين من يناير حُبلى بالرسائل والدروس التي تحتاج إلى فترة من الدراسة والتحليل، ولعل من أبرز الرسائل التي جاءت من بَر laquo;المحروسةraquo;، أن ربيع العرب قد تأخر عشرين عاما، لكنه لم يخلف الم
التعليقات