مسفر النعيس


جاءت قرارت دول مجلس التعاون الخليجي منسجمة مع توجه الشعوب التي بادرت بعد ان شاهدت مجازر النظام السوري وحزب الله الى اتخاذ قرار المقاطعة للمنتجات الإيرانية وتقديم الدعمين المادي والمعنوي للمعارضة السورية والجيش الحر، فالشعوب لا تمتلك سوى هذه الأسلحة، أما قادة دول المجلس فإنهم يمتلكون اسلحة مؤثرة اقتصادية وديبلوماسية من شأنها أن تعيد التوازن وتحقن الكثير من دماء الشعب السوري.
دول مجلس التعاون التي ادانت التدخل السافر لـlaquo;حزب اللهraquo; في الأزمة السورية وما نتج عنه من مقتل وتشريد المدنيين والأبرياء، حذرت من ان التدخلات ستضر مصالح الحزب وانها ستتخذ اجراءات فعلية ضد منتسبيه في دول الخليج سواء في اقامتهم او معاملاتهم المالية والتجارية، كما دعت الحكومة اللبنانية الى تحمل مسؤولياتها تجاه سلوك حزب الله وممارساته غير القانونية واللانسانية في سورية والمنطقة وطالبت بانتقال سياسي سريع للسلطة في سورية لوقف النزاع الدامي.
اعتقد ان هذه الخطوات الفعلية وإن كان لها مؤشرات جيدة على استشعار الخطر والقلق تجاه أمن الخليج العربي، وكذلك تحملها مسؤولياتها السياسية والإنسانية عما يحدث في سورية من قتل وتشريد، اعتقد أنها خطوات جيدة ولكنها غير كافية ولابد ان تتبعها خطوات اكثر حدة ولابد من استخدام اسلحتها المؤثرة، فالتحرك على الجانبين الديبلوماسي والاقتصادي لا بد أن يكون متوازياً ليشكل ضغطا كبيرا على الداعمين لنظام بشار الأسد، فالتهديد بقطع امدادات النفط والتبادل التجاري والاقتصادي وحتى الرياضي وسحب السفراء، خطوات فعلية من شأنها أن تغير مواقف الدول الداعمة أو على اقل تقدير تحيدها وتجعلها تعيد ترتيب مواقفها وتحد من دعميا المالي والعسكري للنظام السوري.
فكما يقال رب ضارة نافعة، فاستخدام النظام السوري لغاز السارين الكيماوي، بعد ان ضاق به الخناق من قبل الجيش الحر وقبل تدخل laquo;حزب اللهraquo;، جعل البيت الأبيض يصرح بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما، سيقدم الدعم العسكري للمعارضة السورية من دون ان يذكر ما هو شكل الدعم، وأرى أنها خطوة مستحقة وإن جاءت متأخرة قليلاً، ولكن الولايات المتحدة التي تلعب على عامل الوقت لا تستطيع أن تؤخرها أكثر من ذلك بعد ان تزايدت الضغوط من جمعيات حقوق الإنسان العالمية ومن مؤسسات المجتمع المدني وبعد ان اصبحت روسيا لها اليد الطولى في النزاع في سورية، وهذا يشكل قلقا أميركيا تجاه تنامي قوة موسكو ما يعيدنا الى ايام الحرب الباردة ولكن بشكل مختلف نوعاً ما، ولكنه واضح للعيان بدليل تشكيك روسيا في الرواية الأميركية عن استخدام النظام السوري لغاز السارين الكيماوي.
اتمنى ان يستغل الموقف الأميركي من جانب دول مجلس التعاون وأن تسعى لبذل الجهود من أجل انهاء الصراع في سورية الشقيقة ومن اجل إنهاء نظام الأسد الذي قتل وشرد الآلاف من الابرياء، وارى أن اقامة منطقة حظر جوي للطيران في جنوب سورية احد الحلول التي ستنقذ الشعب السوري من بطش النظام.
*
وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون البلدية الشيخ محمد العبدالله عبر عن عميق القلق والاستياء إزاء ما شهدته الساحة المحلية أخيرا من مظاهر وممارسات مستنكرة تمس وحدتنا الوطنية، مؤكدا أن مجلس الوزراء لن يتوانى في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد كل من تسول له نفسه زعزعة أمن البلاد والمساس بالوحدة الوطنية.
جميعنا نستنكر المساس أو زعزعة وحدتنا الوطنية ولكن كم تمنينا أن تستنكر الحكومة وبعض السياسيين والليبراليين تعرض ابناء القبائل للشتم والتحقير منذ مايزيد على سبع سنوات عبر ابواق الإعلام الفاسد، ولكن يبدو أن التعرض للقبائل وشتمهم لا يشكل قلقا ولا استياء وليس سلوكاً مستنكراً.