&تركي الدخيل
رؤية السعودية الطموحة سحرت الألباب، الآمال المعقودة عليها كثيرة. صارت حديث الإعلام والعالم. لن تكون صعبة لأنها ممكنة. دول عديدة سبقتنا في هذا المضمار لتكون من الدول الصناعية مثل ألمانيا وبريطانيا وكوريا الجنوبية. النماذج الآسيوية أقرب إلى فهمنا بسبب الشح في الموارد، مثل سنغافورة الأرض السبخة، أو كوريا الجنوبية البلد المدمّر المنهار قبل نصف قرنٍ أو تزيد.
رئيس كوريا الجنوبية السابق لي ميونغ باك قال إن بلاده قبل 50 سنة كانت من أفقر دول العالم، واليوم هي خامس أكبر اقتصاد في العالم، كانت ﻻ تملك أي موارد طبيعية إﻻ العنصر البشري، ركزت على جودة التعليم وهي السبب اﻷول للتقدم الاقتصادي والتكنولوجي في البلد. كان متوسط دخل الفرد سنويا في كوريا في العام ١٩٦٢ (٨٧ دولارا) في العام. وبلغ متوسط دخل الكوري الجنوبي في العام ٢٠١١ ما يعادل ٢٢٥٠٠ دولار!
كانت الصادرات في ١٩٦٢ تعادل قيمتها ٤٥.٧ مليون دولار، وفي العام ٢٠١١ بلغت الصادرات ٥٥٥.٢٠٠ مليون دولار.
أما الاستيراد الكوري الجنوبي ففي ١٩٦٢ بلغ ٤٢١.٨ مليون دولار، وفي العام ٢٠١١ بلغت الواردات ٤٢٤٤٠٠ مليون دولار.
السعودية تمتلك موارد مهولة من المعادن ستمتد بالتأكيد إلى جيلٍ وأكثر، ولديها الموقع الجغرافي، والطاقة البشرية، والحيثية الدينية. لكننا نستعين بتجارب أمم محيطة لإثبات أن الإرادة السياسية تصنع المعجزات.
رؤية طموحة جداً، لكني أُذَكِّر ولا أثبط. هذه رؤية لا تمطر اليوم ولا غدا، بل تحتاج وقتاً وصبراً وجداً لتثمر، والقادم أفضل بحول الله.
التعليقات