محمد الرشيدي
عندما خطف القطريون مهرجان أوربت الغنائي وجيروه تحت مسمى مهرجان الدوحة الغنائي، وضخوا الملايين من الريالات على فعاليات المهرجان كل عام، لم نجد من ينتقدهم إعلامياً رغم أن المجتمع القطري لم يكن راضياً عن ما كان يتم في فندق الشيراتون، حتى عندما كنا نشاهد بعض الشباب القطري الملتزم الذي كان يقف بالقرب من صالة الحفلات الغنائية ويحاول أن يعترض على ما يتم، نجد ردة الفعل الأمنية القوية أمام هذا التواجد، وهذا شأن داخلي بينهم!
ولكن ما جعلني أتذكر هذه المواقف والمشاهد، تكرار قناة الجزيرة في تناول ما يحدث حالياً في المملكة، ومحاولة التأليب الطريفة بدواعي أن المجتمع السعودي مجتمع متدين وكيف يسمح فيه بالحفلات الغنائية ووسائل الترفيه المتنوعة، تقارير أكثر من طريفة، تجعلني أحياناً أعتبر أن الجزيرة كوسيلة إعلامية وصلت لمرحلة الموت البطيء، الشريط الإخباري مخصص للأخبار التي تكون ضد المملكة، ومصادرها حسابات مجهولة على تويتر خصوصاً، أحزن كثيراً عندما يستغل غير القطريين هذا المنبر للإساءة لجيرانهم، ويتم إيهام القيادة القطرية بأهمية تأثيرهم.
يتناسى القائمون على هذه القناة تغير قواعد اللعبة الإعلامية، الكل يتطور من حولنا ولازال فيصل القاسم يروج لبرنامجه الاتجاه المعاكس، وهذا مثال بسيط للمئات من الأمثلة، حتى أنك تجد وأنت تحاول بين فترة وأخرى متابعة تطورات تعامل هذه القناة مع الأزمة الخليجية كأنك تتابع الأسلوب القديم الذي نجحت به الجزيرة خلال الخمس سنوات الأولى من انطلاقاتها، وساعدها في ذلك ضعف القنوات الفضائية الرسمية للعديد من الدول، ومحدودية الوسائل الإعلامية الأخرى التي يشارك بها الشعوب، كما هو الحال حالياً مع وسائل التواصل الاجتماعي، والتي جعلت من كل مواطن صحفياً ومراسلاً تلفزيونياً لقناته عبر جواله!
الجزيرة هي نقطة سوداء في تاريخ الإعلام العربي، كانت كمشروع خدعة كبيرة، كسرت القيم الأخلاقية في اعتماد موادها الإعلامية على الأخبار والتقارير الصفراء، كانت منبراً للعدو الصهيوني في الظهور الرسمي عبر قناة محسوبة على دولة عربية، كانت نواة مهمة لدعم الإرهاب والإرهابيين، على مدار السنوات الماضية تضررنا منها، والآن تصيح وتبكي بتقارير مدسوسة على انفتاح المجتمع السعودي وعودة الحياة الطبيعية له، ولا يلامون بذلك وخطط القيادة التي تمولهم كانت ترتكز بمجال السياحة على جذب السعوديين وأموالهم وإتاحة الطرب والترفيه بأنواعه لهم كمصدر مهم لإنعاش فنادقهم التي أصبحت خاوية.
التعليقات